ماذا يحدث داخل فريق الجيش الملكي؟، سؤال يطرحه العديد من عشاق القلعة العسكرية الذين يعيشون بداية موسم استثنائي محملا بالعديد من المشاكل التي أثرت على المستوى العام للفريق، والتي جعلته يحتل حاليا المرتبة ال 12 ب 6 نقط من ست مباريات. يتضح من خلال هذا، أن الأجواء داخل الفريق العسكري لم تعد تسر جماهيره، ذلك أن الجيش الملكي فقد الكثير من مقوماته وهيبته التي عرف بها في السنوات الأخيرة، باعتبار أنه كان مثالا للأندية الوطنية في الإنضباط والجدية، وأنه لامجال للتهاون والصراعات الداخلية. ولعل هذه الخصال كانت وراء تألقه محليا وقاريا، جعلته يحصد العديد من الألقاب وبوأته بإحتلال مكانة كبيرة بين الجماهير الوطنية عامة، لكونه كان يمثل العمود الفقري للمنتخب الوطني الذي كتب أكبر الملاحم «بغوادلاخارا» بالمكسيك خلال مونديال 1986. ولكن حال الفريق العسكري اليوم، لايسر هؤلاء المتعاطفين معه بعدما تكالبت عليه العديد من الهزات العنيفة التي أدخلته في غرفة العناية المركزة، وجعلته لايقوى على النهوض والمقاومة حتى أمام بعض الفرق التي كانت بالامس القريب تنهزم أمامه بحصص مثيرة. فأسباب التراجع، اتضحت معالمها منذ السنة الماضية، عندما اندلعت الصراعات داخل إدارة الفريق، خصوصا في ظل الإنشغالات المهنية للرئيس الفعلي حسني بنسليمان، وهي الوضعية التي استغلها الجنرال القنابي الذي أدت بعض قراراته إلى ظهور تكثلات داخل القلعة العسكرية نجم عنها خروج مبكر للفريق من منافسات كأس الإتحاد الإفريقي على يد شباب بلوزداد الجزائري، ثم إقصائه في كأس شمال إفريقيا من طرف فريقي الأهلي الليبي، إضافة إلى احتلاله لرتبة لاتليق بتاريخه في البطولة الوطنية. أما على المستوى التقني، فالمتعارف عليه داخل فريق الجيش الملكي، هو كونه من الأندية القليلة بالمغرب التي لاتخضغ لضغط جماهيرها في تغيير المدربين، أي انها أكثر الفرق التي عادة ما تنعم بالإستقرار التقني، لكنها الموسم الماضي شذت عن هذه القاعدة، وغيرت المدرب البلجيكي والتر ماووس رغم الفوز بكأس العرش على حساب الغريم التقليدي الفتح الرياضي، ليحل محله عزيز العامري الذي لم يستطع إصلاح عجلات الفريق بعد تعرضها لأعطاب متتالية. أمام هذه الوضعية الصعبة التي بات يعيشها الفريق العسكري، من الصعب على أي مدرب أن يعمل في ظل الظروف الحالية من رأب هذا الصدع، خاصة بعدما أصبحنا نسمع عن تمرد بعض اللاعبين اللعب رفقة الفريق لأسباب تافهة، وعن رفض آخرين تجديد عقودهم على ضوء المنافسة الشرسة التي يعيشها سوق اللاعبين. كما أن المدرب العامري ساهم بشكل كبير في تأجيج الوضع داخل الفريق، من خلال تصريحاته المجانبة للصواب والتي كانت غالبا ما تنتقد أداء اللاعبين، وتعمل على خلق انشقاقات وتكثلات ساهمت بشكل كبير في تردي النتائج، كما أدت إلى رغبة البعض في مغادرة القلعة العسكرية لغياب الظروف المواتية لتحقيق نتائج في مستوى تطلعات أصدقاء الحارس خالد العسكري. إن ما يحدث حاليا داخل الفريق الأكثر تتويجا على الصعيد المحلي، ينبيء على أن القلعة العسكرية ستعيش أياما عصيبة، نظرا للهجرة الجماعية لأغلب النجوم التي استطاعت أن تسعد جماهير النادي في العديد من المناسبات المحلية والقارية، ولكونها رفضت التجديد، ولرغبتها في تغيير الأجواء. الكرة الآن في مرمى الإدارة العسكرية من أجل إصلاح ما يجب إصلاحه، لأن الوضع الحالي لايحتمل السكوت عنه، لأن من ذلك من شأنه أن يعيد الفريق إلى النفق المظل الذي عاشه خلال فترة بداية الثمانينات والتي حكمت عليه بالنزول إلى القسم الثاني، قبل أن تتدخل الجامعة وتصدر قرارا بإبقاء الفريق ضمن أندية الصفوة. فهل تتكرر نفس الحكاية؟