صوت من داخل إسرائيل: قرار نتنياهو بكسر تجميد الاستيطان حال دون زيارة بيريس للمغرب - بيريس يصب جام غضبه على ناتانياهو: حان الوقت لزعامة تتخذ قرارات حاسمة وتاريخية لم يتأت للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، زيارة المغرب التي كانت مقررة خلال الشهر الجاري، بعدما رفض جلالة الملك محمد السادس مقابلته. وبحسب ما نقلته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي يوم الأحد الماضي، فإن جلالة الملك محمد السادس أكد للرئيس بيريس أنه ضيف مرحب به في المغرب إلا أن الفترة الحالية غير مواتية للقيام بهذه الزيارة ما لم يوجد حل لمسألة البناء في المستوطنات. بدورها ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة في اليوم ذاته، أن الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريس، لم يتمكن من تنفيذ زيارته إلى المغرب لعدم تمكنه من ترتيب لقاء مع الملك محمد السادس. وحسب ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية فإن الديوان الملكي أبلغ مكتب بيريس عدم إمكانية ترتيب لقاء خلال زيارة بيرس للمغرب بعد نحو عشرة أيام للمشاركة في المنتدى الاقتصادي الدولي. وقالت إن بيريس تلقى دعوة لزيارة المغرب من قبل المنتدى وأنه لم يؤكد مشاركته حتى يتسنى فحص إمكانية لقاء الملك. وقال مكتب بيرس إنه تلقى ردا من الديوان الملكي مفاده بأن الملك محمد السادس يقدر ويحترم بيرس ويرى فيه صديقاً لكنه لن يتمكن من مقابلته في ظل الظروف السياسية الراهنة وتعثر المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. وقد بذل مكتب الرئيس الإسرائيلي «جهودا كبيرة» في الأسابيع الأخيرة للدفع قدما بلقاء في مدينة الرباط مع جلالة الملك. بحسب ما أوردته صحيفة «معاريف»، وكان السبب المواتي هو مؤتمر دافوس الذي سيعقد في المغرب في السادس والعشرين من هذا الشهر، وهو مؤتمر اقتصادي اعتاد بيريس أن يشارك فيه، وأن يحصد، على نحو عام، العناوين الصحافية كما حدث في مواجهته الشهيرة لرئيس حكومة تركيا أردوغان. من جهته، قال محمد بنجلون الأندلسي رئيس جمعية مساندة الكفاح الفلسطيني بالمغرب، «إن موقف جلالة الملك محمد السادس يعبر عن مصداقية كاملة في التعامل مع المفهوم الحقيقي للسلام، لأن جلالته يسعى بكل جهده من أجل حل المشكل الفلسطيني، لكنه في الوقت نفسه، لا يمكنه أن يستقبل رئيس دولة تمعن في تحدي السلام». وأضاف الأندلسي في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، أن ملك المغرب كان دائما واضحا، في كل خطبه بخصوص السلام، ومن ثم، فإن «موقفه الأخير ينسجم مع مصداقية جلالته في التعامل مع هذا الموضوع». ومن جانبه، قال المصطفى لبرايمي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ومسؤول العلاقات الخارجية بالحزب، إن رفض لقاء الرئيس الإسرائيلي، «يعيد التذكير مجددا، بأن القضية الفلسطينية قضية الوطن بأكمله، كما يعيد التذكير أيضا بجهود المغرب في العمل على إحلال السلام بالمنطقة عبر تشجيع الحوار بين الأطراف والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في بناء دولة مستقلة وموحدة عاصمتها القدس». وأضاف لبرايمي في تصريح لبيان اليوم، بأن التطورات الأخيرة «برهنت على أن الطرف الإسرائيلي كعادته، يجتهد في وضع حد لكل مبادرة من شأنها أن تقدم المفاوضات». معتبرا أن إسرائيل عوض أن تقدم مقترحات ملموسة من أجل السلام العادل فإنها عملت على تعزيز الاستيطان وتهويد المجال الترابي بالضفة الغربيةوالقدس، ضاربة عرض الحائط المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، في لا مبالاة بالالتزامات والمواقف الدولية. وشدد لبرايمي على أن هذا الاختيار غير المسؤول يدفع إلى فقدان الأمل وإلى تكريس التطرف، وبالتالي إلى مزيد من الخروقات الخطيرة لحقوق الإنسان بالمنطقة. وأكد على أن الشعب المغربي قاطبة يندد بالمواقف اللامسؤولة والمتطرفة والتعجيزية للطرف الإسرائيلي ويحمله كل العواقب الناتجة عن هذا الطغيان، ملحا في مقابل ذلك، على دعوة الأطراف الفلسطينية إلى تعميق نهج الحوار والمصالحة لتقوية الجبهة الداخلية من أجل العمل على تحقيق هدف كل الفلسطينيين وكل الشعوب التواقة إلى السلم والعدالة. وعلق الكاتب الإسرائيلي شالوم يروشلمي بصحيفة «معاريف» أمس، على الحدث بالقول : «.. نورط أنفسنا مع العالم كله، هدمنا بأيدينا زيارة مهمة لدولة عربية تُقدر إسرائيل واليهود حقا. فقرار نتنياهو بكسر تجميد الاستيطان وردود الفعل المنددة في العالم وفي الدول العربية حالت دون زيارة المغرب». ويضيف الكاتب الإسرائيلي أن «بيريس لن يذهب إلى المغرب نهائيا، وإذا كان سيسافر فسيكون ذلك للقاء الملك. ومن ثم، ألغيت الزيارة. ومن المعقول أن نفترض أن الرئيس الإسرائيلي استشاط غضبا، فهو يؤمن بأنه لو استمر تجميد البناء لكان اليوم في الطريق إلى المغرب الرائع. ففي خطابه في الكنيست أول أمس الاثنين صب بيريس جام غضبه على نتنياهو وزعم أنه «حان الوقت لزعامة تتخذ قرارات حاسمة وتاريخية». كان بيريس إلى ما قبل زمن قصير يؤمن بنتنياهو ولم يعد كذلك. وسنسمع بعدُ عن الأزمة في العلاقات. فقضية المغرب الأخيرة تزيد القطيعة بين الاثنين».