البرلمان الأوروبي يسائل الجزائر «رسميا» حول وضعية مصطفى سلمة ساءل البرلمان الأوروبي، «رسميا»، الجزائر حول وضعية مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، ودعا وفدها البرلماني، الذي شارك في اللقاء الأوروبي الجزائري العاشر، بشكل مباشر وصريح، إلى التدخل من أجل «وضع حد للوضعية الإنسانية غير المقبولة التي يجتازها مصطفى سلمة ولد سيدي مولود» المعتقل من قبل ميليشيات البوليساريو. وحسب قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء فإن مساءلة بيير أنطونيو بانزيري، رئيس اللجنة المكلفة بالعلاقات مع بلدان المغرب العربي بالبرلمان الأوروبي، «أربكت وأقلقت بشكل جلي، الوفد الجزائري»، خاصة بعد أن اعتبر المسؤول الأوروبي تصريحات مصطفى سلمى، الداعمة لفتح حوار حول مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحته المملكة المغربية كحل للخروج من الوضع الراهن للنزاع حول الصحراء، «تعبيرا عن رأي، كلف صاحبه الاتهام بالخيانة والاختطاف». وتزامنت مساءلة البرلمان الأوروبي للوفد البرلماني الجزائري مع توجيه المبعوث الخاص الأممي، كريستُوفرْ رُوس،ْ رسائل قويّة، من العاصمة الجزائرية، عقب لقائه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة بقصر المرادية . وقال رُوسْ، في ندوة صحفية مقتضبة، حضرها بوتفليقة ومسؤولين حكوميين جزائريين، إن «الوضع الراهن في قضية الصحراء أضحى لا يطاق على المدى الطويل، وذلك بالنظر إلى التكاليف والأخطار الناجمة عن ذلك، ملحا إلى ضرورة «الشروع في مفاوضات دون شروط مسبقة، وبحسن نية، في سياق الجهود المفعلة، منذ أربع سنوات، حتى يتم التوصل إلى حل سياسي عادل و دائم ومقبول». وأشار كريستوفر روس، الذي يعمل على التحضير لثالث اجتماع تفاوضي ستحتضنه نيويورك بداية شهر نونبر القادم، إلى أن مباحثاته مع الرئيس الجزائري، صبيحة أول أمس الاثنين، تطرقت إلى المناخ السياسي بالمنطقة، وإلى وجوب بعث أجواء الثقة بين الدولة المغربية والبوليساريو ودول الجوار، الممثّلة في المغرب وموريتانيا والجزائر وإسبانيا، بالإضافة إلى الالتزام بالمرافقة الفعلية للخطوات الجديدة التي ستقوم بها المفوضية السامية للاجئين. وتزامنا مع جولة روس للمنطقة، والتي ستقوده يومه الأربعاء إلى مخيمات تندوف، ثمّ إلى موريتانيا، قبل الوصول للمغرب، تواصل لجنة العمل من أجل إطلاق سراح مصطفى سلمى جهودها للكشف عن مصير هذا الأخير. فبعد بلاغها الأخير، الذي دعت فيه مجددا المنتظم الدولي وكافة الهيئات والفعاليات الحقوقية إلى التوجه عاجلا إلى جنوبالجزائر للبحث عن مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، وإلى التدخل من أجل الإفراج عنه, ليتمكن من الالتحاق بعائلته بمخيمات تندوف, وكذا ضمان حقوقه الكاملة في التنقل والتعبير عن آرائه، قررت اللجنة توسيع نطاق الجولة التي سيقوم بها محمد الشيخ، شقيق مصطفى سلمة، خارج المغرب. هذا الأخير قال في تصريح لبيان اليوم أن جولته ستقوده ليس فقط إلى فرنسا، كما كان مقررا في السابق، بل ستشمل العديد من العواصم الأوروبية. وأوضح محمد الشيخ للجريدة، أنه رغم إيمانه بالانفراج المرتقب لقضية أخيه، إلا أن التحرك على عدة واجهات دولية أضحى أمرا ضروريا لتبديد القلق الذي يتنامى يوما بعد آخر، عقب مضي أكثر من أربعة أسابيع على اختطاف مصطفى سلمة، من طرف السلطات الجزائرية ومليشيات «البوليساريو»، التي تحتجزه بمخيمات تندوف، التي لا تعدو أن تكون سجنا كبيرا، لا يمكن لأحد أن يتحرك فيه بدون ترخيص مسبق.