لم يهدأ مدار كرة القدم الوطنية ولم ينعم بالاستقرار، ويبدو أنه أريد له أن يظل مبعثرا تسوده الخلافات والصراعات المندلعة في الظاهر وفي الباطن. ويتأكد استمرار هذا الوضع المشتعل من موسم لآخر رغم الأوراش المفتوحة والرامية للإصلاح. وإطلالة خاطفة على ما يجري ويدور اليوم في زمن ننتظر فيه الاحتراف والانعتاق من الهواية في قمة هرم الكرة ستكون كافية للوقوف على مشاهد تتبرأ منها المبادئ النبيلة والسامية للرياضة،.. فمن وراء المشاكل المتراكمة بالجملة في مجتمع يؤطر الشباب، ويصنع الإنسان اعتمادا على النشاط الرياضي؟؟ وهل زاغت التربية عن المبادئ السامية والراقية؟؟ وكيف يمكن تحضير رياضيين في الحاضر.. مواطنين في المستقبل في وضع رياضي مندلع؟؟ يفرز باستمرار ملفات يتفاوت ويتنوع حجمها من قضية لأخرى، وتتراكم فوق طاولة مسؤولي الجامعة... فريق الرجاء يصر على صحة الطعن الذي تقدم به في عناصر تشكيلة فريق شباب المحمدية الذين واجهوه في كأس العرش، وتقدم بالحجج والقرائن اعتمادا على رجال القانون من أبنائه، وطلب لقاء رئيس الجامعة على الفاسي الفهري ليطلعه على ما لحقه من حيف والملف مفتوح وقد تنقله فعاليات الرجاء إلى القضاء. وفي مدينة الخميسات صراع طاحن بين محمد الگرتيلي رئيس فريق الاتحاد الزموري والحركة التصحيحية هذه الحركة عقدت جمعا عاما واختارت رئيسا للفريق بعد توجيه طعون للتسيير وضربت الگرتيلي ومن معه، وفي اليوم الموالي عقد محمد الگرتيلي اجتماعا مع أعضاء المكتب المسير، وتم توزيع المهام والفريق بين مكتبين مسيرين، مكتب يرأسه محمد الگرتيلي وآخر ولدته الحركة التصحيحية ووضعت على رأسه «شيبار» (مسير في مكتب سابق)؟ وفي مدينة المحمدية تعاقبت على فريق الشباب ثلاثة رؤساء في البداية، الزياتي، أبو الفضيل ثم الزياتي وبعده أحمد فرس على رأس لجنة مؤقتة، والفريق بدون موارد مالية، واللاعبون ينتظرون مستحقاتهم، وحتى الطاقم التقني لايؤطر الفريق في مبارياته الرسمية، لكون المؤطرين بدون رخص من الجامعة ولم يتعاقد معهم المسيرون بعد!! وفي فريق اتحاد لفقيه بنصالح، تراكمت المشاكل، واستفحل الفقر، وقد انتقل اللاعبون لإجراء مباراتهم بالرباط على متن سيارات خاصة والمكتب المسير مبعثر والفريق العميري يلوح باعتذار عام، وفي الجديدة تابعنا فصول مسلسل درامي يعيشه الدفاع الحسني الجديدي على إيقاع صراع بين الرئيس مصطفى منديب ومعارضيه، ثم رحيل المدرب فتحي جمال بطريقة غامضة. وعن المدربين لاحظنا كيف غيرت فرقا مؤطريها بعد دورات قليلة من بداية الدوري في قسم الصفوة، وفي زمن الاحتراف. الوداد في الرتبة الأولى ينفصل عن مدربه البرازيلي، ويعوضه بآخر إيطالي فرنسي ويصدر بلاغا يعلن في مضمونه إبعاد عضو عن مكتبه المسير؟ فريق الرجاء هو الآخر يودع المدرب الفرنسي هنري ميشيل ويتعاقد مع ابنه «محمد فاخر»... وفي آسفي تم التعاقد مع المدرب عبد الهادي السكيتيوي وتحويل المدرب الأجنبي مشرفا تقنيا... وفي مراكش تحرك الغليان الهادف إلى إبعاد الرئيس الجديد كريم بوعبيد رفضا لمشروعه المحمل بالتصحيح وللمدرب المعتمد في التغيير جواد الميلاني، ونتج عن الحملة الممنهجة هزة عنيفة تلاها تنصيب يرأسه فؤاد الورزازي مع إسناد التدريب للمدرب بادرو زاكي.. هاهو مدار الكرة يغلي ومشاكله تتناسل باستمرار.