تنطلق اليوم الخميس فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان أبو ظبي السينمائي الذي يسعى منظموه لجعله أهم مهرجان في المنطقة لناحية قدرته على استقطاب ودعم الأعمال الجديدة خاصة العربية والشرق أوسطية وجعلها رافدا مهما لبرنامج التظاهرة. والمهرجان الذي كان يعرف سابقا باسم «مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي» والذي يحظى بإمكانيات مالية ضخمة توفرها إمارة ابوظبي الغنية بالنفط، يطلق موسم مهرجانات السينما في المنطقة إذ تتتالى بعده ستة مهرجانات عربية دولية. وأعلن مهرجان أبو ظبي الربيع الماضي في مهرجان كان السينمائي استحداثه لصندوق «سند» لدعم وتطوير عملية إنتاج الأفلام. وكافأ الصندوق هذا العام 28 عملا روائيا ووثائقيا لمخرجين معروفين أو من الشباب، وتراوحت المبالغ المقدمة ما بين 20 ألف دولار و60 ألفا لكل فيلم حسب الشوط الذي قطعه على درب الانجاز. وتشارك خمسة أفلام عربية من تلك التي نالت مساعدة في مسابقات مهرجان أبو ظبي ما يؤشر مرة جديدة على ضرورة وجود صناديق تمويل لدعم المشاريع السينمائية التي بدورها تصبح رافدا يمد المهرجانات بدم وأعمال جديدة ضرورية لاستمرارية المهرجانات. لكن مسابقة المهرجان الرسمية للأفلام الروائية تضم ثلاثة أفلام عربية فقط من أصل 15 فيلما تشارك في المسابقة. ويشارك فيلم «شتي يا دني» للبناني بهيج حجيج و»روداج» للسوري نضال الدبس و»رسائل البحر» لداود عبد السيد في المسابقة الرسمية التي تضم أفلاما من فرنسا والصين والهند والبوسنة وروسيا واسبانيا والولايات المتحدة وتتناول مواضيع تتعلق بالحروب والمجتمع والتقاليد وصولا إلى الخيال العلمي. ويشارك في المسابقة أكثر من فيلم بموضوع يخص المنطقة مثل شريط «كارلوس» لاوليفييه اساياس الذي أثار عرضه في بيروت الشهر الماضي ضجة واحتجاجات على مضمونه إلى درجة ألغى معها المخرج مواكبته لعرض الفيلم في العاصمة اللبنانية. كما يعرض فيلم «حرائق» الكندي الذي أخرجه داني فيلنوف بينما وضع السيناريو له وجدي معوض اللبناني الأصل ويدور الشريط على خلفية حرب لبنان مصورا تراجيديا قوية ومعاصرة. أما فيلم «ميرال» للامريكي جوليان شنابل فيعود لتصوير مأساة الفلسطينيين منذ 1948 لغاية اليوم من خلال حكايات تتشابك لثلاث نساء. ويفتتح فيلم «سكرتاريا» الامريكي لراندل والاس المهرجان فيما ترتفع جوائز المهرجان في مسابقاته للأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة إلى مليون دولار، وهي الأعلى في العالم.