المبدعون المغاربة يعلنون تشبثهم بقيم حقوق الإنسان والمساهمة في النهوض بها بمبادرة من المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، والائتلاف المغربي للثقافة والفنون، يقام يومه الأربعاء، بفندق صومعة حسان بالرباط، لقاء وطني تواصلي مع المبدعين، من أجل التربية على حقوق الإنسان والنهوض بها. وقد اختير لهذا اللقاء التواصلي شعار: «دينامية إبداعية، من أجل مواطنة فاعلة»، ستتم بلورته من خلال مجموعة من الفقرات الفنية والمعرفية، بمساهمة مبدعين فاعلين في مجالات متعددة: المسرح والسينما والتلفزة والأغنية والفن التشكيلي والتصوير الفوتغرافي. ومن المقرر أن يعرف هذا اللقاء تقديم مشروع ميثاق تعاقدي، من أجل نشر ثقافة حقوق الإنسان، دعيت للمشاركة فيه القطاعات والمؤسسات ذات الصلة ومنظمات المجتمع المدني فضلا عن الفاعلين في مجال الإبداع عموما. ويتوخى المنظمون من وراء هذا المشروع، تعبئة كافة الجهود، من أجل نشر وتعميم ثقافة حقوق الإنسان. كما أنه من المقرر كذلك، أن يتم بنفس المناسبة، توقيع اتفاقيات شراكة لدعم كافة الممارسات الإبداعية التي تصب في نفس الاتجاه. فضلا عن ذلك، تمت برمجة أمسية فنية سيحتضنها المسرح الوطني محمد الخامس يوم غد الخميس، بمشاركة مجموعة من المبدعين، احتفالا بهذه المناسبة. وفي هذا السياق، أكد الرئيس المنتدب للائتلاف المغربي للثقافة والفنون حسن النفالي، في اتصال أجرته معه بيان اليوم، على أن فكرة التعاون والتواصل مع المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، ظلت تراود الائتلاف منذ تأسيسه، لأجل الكشف عن مجموعة من الانتهاكات التي طالت مجالنا الثقافي. فتطورت الأمور، وصارت هذه الانتهاكات، من مواضيع الماضي، ومن ثم بات التفكير في بناء حاضر جديد، بشراكة مع الفنانين، لأجل نشر ثقافة حقوق الإنسان، على اعتبار أن الفنان أو المثقف، مثله مثل صانعي القرار، له القدرة على النفاذ إلى قلوب وعقول المواطن المغربي. وبعد نقاش طويل - يضيف النفالي- ترسخت القناعة بأنه يمكن للفنان أن يلعب دورا أساسيا، بصفته الشخصية، أو من خلال إبداعه وفنه، وأن يشكل أداة توصيل قيم ومبادئ حقوق الإنسان، للمواطن في كل بقاع وطننا العزيز. وذلك إلى جانب مجهودات المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. واعتبر النفالي أن من بين الفقرات الأساسية التي سيعرفها هذا اللقاء التواصلي، تقديم مشروع ميثاق حول النهوض بثقافة حقوق الإنسان، حيث تشكلت بهذا الصدد خلية منبثقة عن المجلس والائتلاف وتكلفت بإنجاز ذلك المشروع، الذي سيتم عرضه على المدعوين، لأجل أولا الاقتناع والإيمان بمبادئه، ومن ثمة الانخراط في تكريسها وترجمتها على أرض الواقع. كما شدد النفالي على أهمية فقرة أخرى مضمنة ضمن البرنامج الخاص بهذا اللقاء، وهي المتمثلة في توقيع اتفاقيات بين الائتلاف ومجموعة من المؤسسات: المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، الرابطة المحمدية للعلماء، وكتابة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي. بالإضافة إلى الفقرة التي ستشهد عرض إبداعات بالمناسبة، من بينها أغنية من إبداع الفنان محمد الدرهم، وكذا شريط يضم تصريحات وشهادات حول ماهية النهوض بحقوق الإنسان. وحول الآفاق المستقبلية لاتفاقيات الشراكة المزمع توقيعها مع تلك المؤسسات، اعتبر النفالي أن الأساسي من وراء ذلك، هو البحث عن جهات لدعم التجربة، من الناحية المادية واللوجستيكية، فبحضور الموارد البشرية، لا بد من أن يكون هناك دعم هام لتطبيق مقتضيات الاتفاقيات. كما دعا إلى ضرورة انخراط القطاع الخاص، في هذا المسعى. وفي اتصال بيان اليوم بالأستاذ بوشعيب ذو الكفل، عضو المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وأحد الفاعلين في الخلية المكلفة بإعداد هذا اللقاء التواصلي حول نشر ثقافة حقوق الإنسان، أوضح أن تنظيم هذا اللقاء، ينطلق من توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، التي تصب في تكريس ثقافة حقوق الإنسان، فوق أرضية صلبة، ووضع منهجية للنهوض بهذه الحقوق، عبر إشراك مختلف الفئات النشيطة، وضمنهم طبعا المبدعون. وأشار ذو الكفل كذلك، إلى أن أهم مضامين مشروع الميثاق التعاقدي، الذي سيتم تقديمه بهذه المناسبة، تتمثل في الدعوة إلى انخراط المبدعين في نشر مبادئ ثقافة حقوق الإنسان في شموليتها، عبر تواصلهم مع الفئات المستهدفة. كما أكد على أن الآفاق التي يتم استشرافها من خلال ذلك، تعد آفاقا واعدة، سيما وأنها يحكمها الاشتغال بشكل جماعي، عبر اتفاقيات ستعقد مع قطاعات وهيئات حكومية ومدنية، تصب جميعها في مسعى نشر ثقافة حقوق الإنسان.