مارغريت تشان: حجم الإنفاق السنوي على الصحة في إقليم شرق المتوسط يتراوح ما بين أقل من 25 دولارا و 3 آلاف دولار! أشاد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الأستاذ حسين عبد الرزاق الجزائري بالدعم الذي تقدمه المملكة المغربية لتمويل منشآت صحية في القارة الإفريقية، مذكرا في هذا الصدد بدعم المغرب لبناء كلية للطب في دجيبوتي. ودعا الأستاذ الجزائري، في كلمة خلال افتتاح أشغال الدورة 57 للجنة الإقليمية لمنظمة الشرق المتوسط يوم الأحد الماضي بالقاهرة، بقية الدول إلى استكشاف إمكانيات إقامة آليات تعاون من هذا القبيل في مجال الصحة العمومية، معتبرا أن الدعم السياسي والتنسيق هي أمور تأتي على نفس القدر من الأهمية مع الموارد المالية. كما ذكر بمنح منظمة الصحة العالمية للمغرب خلال العام الجاري وثيقة الإشهاد على خلو البلاد من داء الملاريا ليكون بذلك من بين الدول الأولى في المنطقة التي نالت هذا التقدير، مبرزا أن مثل هذا الإنجاز يعد من الأمور التي تعتز بها المنظمة وتفخر بها. من جهة أخرى، سجل المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أن الطريق ما يزال طويلا أمام تحقيق الأهداف المحددة لبلوغ المرامي الإنمائية للألفية في العديد من دول الإقليم بسبب غياب المبادرات الإقليمية للتعامل مع الأولويات، معتبرا في هذا الصدد أن الإتاحة المنصفة لخدمات الرعاية الصحية الأولية والمياه النظيفة هي احتياجات أساسية ما يزال توفيرها مجتمعة لجميع سكان الإقليم أمرا بعيد المنال. كما استعرض العديد من الانجازات التي تم تحقيقها في المنطقة وخاصة في ما يتعلق بالقضاء على داء السل وتقليص وفيات مرض الحصبة وتضييق الخناق على فيروس العوز المناعي البشري، وتحقيق تقدم كبير في تنفيذ المبادرة العالمية «الحق في الإبصار»، ومجابهة الوباء المتفاقم المتمثل في الأمراض غير السارية. من جهتها، قالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغيريت تشان إن حجم الانفاق السنوي على الصحة في إقليم شرق المتوسط يتراوح ما بين أقل من 25 دولارا و 3 آلاف دولار، كما أن 40 % من السكان بالإقليم يتضررون جراء الطوارئ، موضحة أن التركيز الذي ينصب على الفقر وعلى فئات السكان الأشد عوزا له ما يبرره. كما أبرزت أن معدل تواتر العدوى ذات الصلة بالرعاية الصحية بالإقليم تعد من بين أعلى المعدلات في العالم، داعية إلى بحث السبل الكفيلة بتمويل الرعاية الصحية المنصفة والتحرك نحو توفير التغطية الصحية الشاملة. وذكرت مارغيريت تشان بأن الوضع في باكستان يعد الهاجس الأول في هذا الإقليم ، حيث إن الفيضانات التي ضربت هذا البلد تظهر إلى أي مدى يصل الضرر وصعوبة التعافي عندما تعصف كارثة بمنطقة ضعيفة القدرات تشوب الهشاشة الوضع الصحي بها، معبرة عن الأسف لتحول الاهتمام في وسائل الإعلام إلى التركيز على أزمات أخرى في العالم بشكل أصبح معه قدر كبير من المعاناة التي تعيشها باكستان بمنأى عن عيون البشر وعقولهم ووعيهم. وناقشت الدورة ال57 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط على مدى أربعة أيام، قضايا تتعلق بالتوجهات الاستراتيجية لتحسين تمويل الرعاية الصحية والاستراتيجية الاقليمية للتغذية والاستراتيجية الاقليمية لمكافحة الإيدز، ومكافحة العدوى في مرافق الرعاية الصحية ومكافحة التبغ والصحة النفسية للأمهات والأطفال المراهقين. وشارك المغرب في أشغال هذه الدورة بوفد يضم كل من مصطفى اسماعيلي العلوي المفتش العام لوزارة الصحة، وعمر المنزهي مدير إدارة الأمراض السارية بالوزارة والجيلالي حازم مدير إدارة التخطيط والموارد المالية وعبد العالي البلغيتي علوي مدير المستشفيات والعلاجات المتنقلة وخالد الحلو مدير إدارة السكان.