يبدو أن هناك بعض الأمور داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لاتسيرعلى ما يرام، خصوصا في ما يتعلق بالتطاول على بعض المهام التي ليست من اختصاصات أحد الأعضاء الجامعيين الذي ما فتيء يتدخل في كل كبيرة وصغيرة، إلى درجة أن العديد من الأندية ضاقت درعا من تصرفاته هذه والتي سوف تفتح عليه أكثر من جبهة لم يستطع مقاومتها في كل الأحيان. وكان آخر ماقام به صاحبنا مؤخرا هو رفضه للإعتراض الذي كان قد تقدم به فريق الرجاء البيضاوي ضد 10 من لاعبين من فريق شباب المحمدية، بعدما اتفقت لجنة الأنظمة والقوانين بمنح نتيجة الفوز للفريق الأخضر، لكن رئيس لجنتي البرمجة والتحكيم اعترض على هذا القرار بشدة مطالبا إياهم بمنح ورقة التأهيل لممثل مدينة الزهور. وهذا في الحقيقة مجانب للصواب مادام أن لجنة الأنظمة والقوانين تتالف من أشخاص مارسوا هذه المهمة منذ سنوات، ولا يمكن لأحد أن يشك في قدراتهم المهنية، وكان من الأفضل أن تمنح لهم الإستقلالية في قبول أو رفض هذا الإعتراض ما دامت هناك أدلة قد تدين فريق الشباب أو تبريء لاعبيه ال 10، وإن كان الحكم الأول هو الأقرب إلى اليقين، خصوصا أن فريق الراك قام باعتراض في حق هذه العناصر برسم الدورة الثانية من البطولة والذي لم تبث فيه لحد الآن لجنة الانظمة والقوانين، ذلك ان بعض الكواليس تؤكد على فوز أشبال ماندوزا بالقلم. وما دام الأمر كذلك فإن الأخير هو الذي قدم الفتوى لمسؤولي الرجاء بتقديم اعتراض على لاعبي الشباب لكونه يتوفر على دراية كبيرة بمثل هذه الأمور. فقد كان حريا بهذه اللجنة التي يترأسها عبد الهادي الإصلاح أن تقدم استقالتها، وأن تعلن للرأي العام كل التفاصيل المتعلقة بخصوص قضية الإعتراض، حتى لاتتكرر مثل هذه الأشياء التي من شأنها أن تفتح صراعات لاتنتهي بين رؤساء الأندية والجامعة، خصوصا أن بعض الأخبار الواردة من هناك تتحدث عن تلقي رئيسي لجنة البرمجة والتحكيم لأوامر عليا من أجل رفض هذا الإعتراض، وذلك لحاجة في نفس يعقوب. فالرجل الثاني داخل الجامعة (غيبي) سبق أن تعرض لانتقادات عديدة في بداية هذا الموسم سواء داخل لجنة البرمجة أو التحكيم، حيث اشتكت بعض الأندية من برمجة مبارياتها خلال شهر رمضان الماضي وفي عز الصيف تحت دراجات الحرارة التي كانت تتراوح بين 40 و45 درجة بداعي أن هذه الملاعب لاتتوفر على الإنارة. هذا بالإضافة إلى التوزيع الجديد لمباريات البطولة خلال نفس الشهر من خلال برمجة تمتد على مدار الأسبوع، مما جعل أغلب الأندية تدخل في دوامة اللاستقرار من حيث التداريب، إضافة إلى الملل الذي تسرب إلى المشاهدين من المتابعة اليومية لمباريات البطولة بحكم تراجع المستوى العام الذي لايواكب تطلعات الجماهير الرياضية. إذا هذه مجرد أمثلة قليلة عن الشخصية الكارزماتية للسيد غيبي الذي أصبح يحظى بنفوذ كبير داخل الجهاز الجامعي باعتباره أنه رجل متفتح على كل القضايا التي ترتبط بمستقبل كرة القدم الوطنية التي تستعد للأنتقال على عالم الإحتراف، وإن كان يرفض في الخوض في بعض القضايا الساخنة خوفا من غضبة رئيس الجامعة الذي أصبحت تشغله قضية مدرب المنتخب الوطني أكثر من الأشياء الأخرى، والمرتبطة أساسا بالمشاكل التي تعيشها هذه اللعبة، وفي مقدمتها حل المجموعة الوطنية للهواة وتشبت هذه الأخيرة بعقد جمعها العام. فالجامعة مطالبة باحترام الإختصاصات وكل يتحمل مسؤوليته وأن المحاسبة يجب أن تتم خلال الإجتماعات الأسبوعبة (الجامعة لاتجتمع إلا قليلا بسبب انشغالات الرئيس المهنية)، وان كل لجنة لها الحق في اتخاذ القرار المناسب حسب القوانين المعمول بها داخل الجهاز المسير لهذه اللعبة، وأن أي تدخل في قرارات هذه اللجن يعد مجانبا للصواب وضربا لشرعية للجامعة، التي ما فتئت تتحدث عن العديد من الإصلاحات التي باشرتها بهدف تطوير كرة القدم والرقي بها نحو الأفضل.