نجحت المساعي التي قادها فتح الله ولعلو عمدة مدينة الرباط لدى قيادة أحزاب تحالف المعارضة المشكل من حزب الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية في دفع مستشاريها لحضور الشوط الثاني من الدورة الاستثنائية لمجلس المدينة المنعقدة أمس الأربعاء، والتعامل بإيجابية مع النقطة الفريدة المدرجة في جدول أعمال الدورة والمتمثلة في المصادقة على مشروع اتفاقية الشراكة بين مجلس المدينة وشركة التنمية المحلية لتدبير مواقف السيارات بالأداء التابع لصندوق الإيداع والتدبير والتي كانت قد وقعت على عقد البيع بينها وبين الشركة الإسبانية «باركينغ الرباط» تنهي بموجبه تدبير هذه الأخيرة لوقوف السيارات بالرباط. وصادق المجلس بالإجماع على مقرر يقضي بتمديد عقد شركة باركينغ الرباط لمدة ست شهور، على أن يمنع استعمال «الصابو» على السيارات خلال هذه الفترة. وذلك إلى أن يعد دفتر التحملات الجديد ما بين صندوق الإيداع والتدبير ومجلس المدينة. وعلمت بيان اليوم، من مصادر مختلفة من المجلس، أن قيادات حزبي الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية عقدت اجتماعات مطولة مع مستشاريها بمجلس المدينة أول أمس الثلاثاء من أجل ثنيهم على مقاطعة الدورة، والتعامل الإيجابي مع جدول أعمال الدورة بالتصويت على هذه الاتفاقية التي ستربط المجلس مع الشركة الجديدة. وفي كلمة له بالمناسبة، أكد فتح الله ولعلو أن هذه الاتفاقية ستخلق منظومة جديدة لركن السيارات بالعاصمة الرباط، وهي منظومة اعتبرها ولعلو أكثر إقناعا لسكان المدينة وتساهم في خلق شروط المساواة في استعمال الفضاء العمومي واحترام القانون وتشجيع النشاط التجاري والخدماتي بالمديبنة. وفي تعليقه على ما عرفه مجلس المدينة خلال الأسابيع الأخيرة، قال ولعلو أن المصلحة العامة فوق كل اعتبار وفوق مصلحة كل الأحزاب، مؤكدا على أن قيم الاختلاف والتخليق مسألة مهمة في مجال التدبير، ولا يمكن تعويض القيم والمبادئ بأي مطلب آخر، مضيفا أن مكتب المجلس مطالب بالأخذ بعين الاعتبار مطالب كل الأحزاب السياسية بالنظر إلى ثقلها ووزنها السياسي داخل مجلس المدينة، وتكريس فضيلة الاختلاف مع الوصول إلى التوافق في القضايا ذات الصبغة الأساسية في إطار بناء المشروع الحداثي الديمقراطي. من جهة أخرى، أكد ممثلو تحالف المعارضة، في كلمتهم على أن حضورهم لهذه الدورة هو ناتج من حرصهم على المصلحة العامة، وهو أيضا عربون حسن النية من طرفهم اتجاه عمدة المدينة وفق تعبير محمد بنحمو عن مستشاري الأصالة والمعاصرة، الذي أكد على أن المشكل السياسي بينهم وبين عمدة المدينة لازال قائما وأنهم ينتظرون إجابات واضحة حول مطالبهم المتعلقة بالجانب التدبيري للمجلس والجانب السياسي، وأوضح بنحمو الذي انتقد تصريحات بعض المستشارين المحسوبين على الأغلبية، أن الرسائل الأخيرة التي وجهها تحالف المعارضة لرئاسة المجلس كانت واضحة وغير مشفرة، وهي ضرورة الوفاء بالالتزامات التي تعهد بها فتح الله ولعلو لقيادتي الحزبين، وهو نفس التوجه الذي عبر عنه تاتو باسم مستشاري الحركة الشعبية والذي أكد على أن تحالف المعارضة أصبح يشكل أغلبية المجلس ب 50 مستشارا، وبالتالي من غير المقبول أن تخضع الأغلبية لقرارات الأقلية، مطالبا بضرورة تمثيل هذه الأغلبية بشكل وازن داخل الأجهزة المسيرة، لأن الحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة يشكلان، في نظره، ثقلا سياسيا داخل مجلس مدينة الرباط.