نفاذ المخزون يفتح شهية المضاربين أكد مهنيو قطاع الشاي بالمغرب، أنه على خلفية الجفاف الذي شهدته الصين هذه السنة، والذي أثر بشكل كبير على محصولها من الشاي الأخضر، عرفت أسعاره ارتفاعا ملحوظا، والذي بلغ لحد الساعة 20 في المائة، ومن المحتمل أن يرتفع إلى نسبة 40 في المائة إذا استمر الحال على ما هو عليه، يضيف المهنيون. وفي هذا السياق، أوضحت الشركات المسوقة للشاي الأخضر الصيني بالمغرب، عن شبه نفاذ مخزونها من المادة، وهو ما يطرح إمكانيات أكبر للزيادة في أسعار بيع الشاي في السوق المغربية. هذا، وقد عرفت أسعار الشاي الأخضر في الأسابيع الأخيرة زيادات فاقت 10 دراهم في الكيلوغرام، فبعد أن توقعت السلطات الصينية تراجع مستوى إنتاجها بفعل الجفاف والظروف المناخية غير الملائمة الذي حدد في نسبة 70 في المائة، أرجع المستوردون المغاربة تلك الزيادات إلى ارتفاع سعر النقل البحري وارتفاع قيمة صرف الدولار مقابل الدرهم المغربي، الشيء الذي يترك المجال لبعض المضاربين للتحكم في أسعار الشاي وفرض زيادات قد تنهك الأسر الفقيرة الأكثر استهلاكاً لهذه المادة. وعودة إلى إحصائيات مكتب الصرف، يتضح أن المغرب استورد خلال السبعة أشهر الأولى من السنة الجارية 13416 طن بقيمة إجمالية بلغت حوالي 53 مليون درهم، وبذلك يكون معدل الاستهلاك قد بلغ 4167 طن في الشهر. أما بالنسبة لقيمة المشتريات، فإن معدلها، مقارنة مع سنة 2009، ارتفع من حوالي 16,66 ألف درهم للطن إلى حوالي 17.1 ألف درهم للطن. نفس الإحصائيات تفيد أن معدل مشتريات المغرب من الشاي الأخضر تراجع من حوالي 4500,1 طن في الشهر خلال سنة 2009 إلى حوالي 4488 طن في الشهر. من جهة أخرى، تفيد ذات المعطيات أن معدل مشتريات المغرب من القهوة تراجع من حوالي 4930 طن إلى 3217,28 طن في الشهر، أما معدل القيمة فارتفع من 15,91 ألف درهم إلى حوالي 16,82ألف درهم للطن. ومن خلال إحصائيات مكتب الصرف، يتضح أن تزايد الإقبال على استهلاك القهوة لم يكن على حساب استهلاك الشاي الأخضر. وفي سياق متواصل، أفادت إحصائيات وزارة التجارة الصينية أن المغرب من بين أبرز مستوردي الشاي الأخضر، بمجموع واردات بلغت، في الأشهر الثمانية الأولى من السنة الماضية 38.5 ألف طن، أي حوالي 94.22 مليون دولار(90 مليون درهم)، بارتفاع نسبته 4.21 في المائة، مع الفترة ذاتها من السنة التي قبلها. وجدير بالذكر، أن المغرب كان قد شرع، قبل خوصصة قطاع الشاي، في إنتاج الشاي بشكل تجريبي في شمال المغرب بالقرب من العرائش، وكانت النتائج الأولية قد مكنت من تحصيل منتوج جيد النوعية، ولكن التجربة أقبرت ولم يكتب لها الاستمرار لأن الظرفية لم تكن تسمح بتعميم كافة المعلومات التي تمكن من اتخاذ القرار الأنجع.