أكد الملتقى الثقافي الدولي حول "الثقافة والتنمية"، الذي احتضنت أشغاله مدينة جيرونة (شمال شرق إسبانيا) يومي رابع وخامس ماي الجاري، بمشاركة المغرب، على ضرورة إدماج البعد الثقافي في جميع سياسات التعاون الدولي من أجل التنمية. وأبرز المشاركون في هذا الملتقى أن إشراك الثقافة في جميع مجالات التعاون ينبغي أن يشكل أولوية بالنسبة للحكومات وكافة المؤسسات الدولية من أجل مواجهة التحديات التي تطرحها إشكاليات التنمية سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي. ومثل المغرب في أشغال هذا الملتقى، الذي نظم على مدى يومين في إطار الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي، السيد بنسالم حميش وزير الثقافة. وأكد السيد بنسالم حميش، بالمناسبة، أن هذا الملتقى الدولي الهام شدد على أهمية تنسيق المجهودات لإدماج الثقافة في السياسات من أجل التنمية الشاملة على اعتبار الارتباط الوثيق بين ما هو اقتصادي وثقافي واجتماعي. وأبرز السيد حميش أن مشاركة المغرب في أشغال هذا الملتقى شكلت فرصة للتذكير بأهداف وأولويات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تولي أهمية خاصة للبعد الثقافي في التنمية الوطنية الشاملة، مضيفا أن العرض المغربي حظي باهتمام خاص من قبل الوزراء والمسؤولين والخبراء في المجال الثقافي الذين شاركوا في أشغال هذا الاجتماع. وأضاف السيد بنسالم حميش أن المغرب، البلد العربي الوحيد الذي شارك في هذا الملتقى الدولي، يحرص على إدماج البعد الثقافي في كافة المجالات المرتبطة بالتنمية الوطنية الشاملة. من جهة أخرى، وصف وزير الثقافة الملتقى الدولي بجيرونة حول "الثقافة والتنمية" ب"المثمر والإيجابي"، مضيفا أنه مكن من تبادل الأفكار وبحث سبل الارتقاء بالسياسات الدولية في المجال الثقافي.++ وشارك في هذا الملتقى الدولي وزراء الثقافة بالاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى وزراء الثقافة بخمسة بلدان شريكة للاتحاد، ويتعلق الأمر بكل من الباراغواي والموزمبيق وبوركينافاسو وكولومبيا بالإضافة إلى المغرب. وكانت مختلف التدخلات خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى الثقافي الدولي قد أكدت على أهمية إشراك الثقافة في كافة مجالات التعاون الدولي كأداء لتحقيق التنمية المستديمة والتقدم في جميع القطاعات. وأبرزت أهمية توفير الوسائل المادية اللازمة من أجل تطبيق التوصيات التي ستتمخض عن الملتقى الدولي حول "الثقافة والتنمية" من أجل إدماج الثقافة في جميع السياسات التنموية وتشجيع التعاون الدولي في المجال الثقافي. ولهذا الغرض، اتفق المشاركون على إحداث خلية للمتابعة ستتكفل ببحث سبل تنفيذ التوصيات الصادرة عن هذا اللقاء الدولي وترجمتها إلى أرض الواقع. وشكل هذا اللقاء الدولي، الذي يندرج في إطار برنامج الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي، فرصة سانحة للتأكيد على أهمية إدماج الثقافة والبعد الثقافي في كافة المجالات المرتبطة بوضع الاستراتيجيات والسياسات التنموية. كما مكنت هذه التظاهرة الدولية من تسليط الضوء على أهمية إدماج الثقافة لدى مراجعة الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة التي ستتم ما بين 20 و22 شتنبر القادم بنيويورك فضلا عن إبراز مساهمة الإنتاج الثقافي في النمو الاقتصادي ومكافحة الفقر وخاصة في البلدان النامية. وتناولت أشغال هذا الملتقى الثقافي الدولي، الذي شارك فيه ممثلون من خمسين بلدا، عدة مواضيع تمحورت، بالخصوص، حول "الثقافة والإبداع.. عوامل من أجل التنمية" و"الاقتصاد والثقافة" و"الحكامة الجيدة للثقافة والتنوع الثقافي".