بمبادرة من جمعية مغرب الثقافات، سيكون الجمهور المغربي العاشق للموسيقى ذات الأبعاد الروحية، على موعد مع ثلاث حفلات ستحييها مجموعة موسيقى الغوسبل الأشهر في الولاياتالمتحدةالأمريكية، « هارلم غوسبل كواير»، بكل من مسرح محمد الخامس بالرباط ليلة السابع من أكتوبر وبميغاراما الدارالبيضاء ليلتي الثامن والتاسع من نفس الشهر. وتعتبر مجموعة هارلم غوسبل كواير التي تأسست سنة 1986 على يد ألن بايلي خلال الاحتفال بذكرى الزعيم مارتن لوتر كينغ ومنذ ذلك الحين راكمت هذه المجموعة مشاعر الحب والإعجاب أينما حلت، من خلال عروضها لغناء الغوسبل في منابعه الأصلية، كما تشتهر هذه المجموعة التي تتكون من أجود الموسيقيين والأصوات المنتقاة من مجموع كنائس الملونين في نيويورك، بجانبها الإنساني، حيث يتبرع أعضاؤها عقب كل حفل يحيونه بريعه إلى الجمعيات التي تكفل الأطفال في وضعية صعبة، وهذا يعكس قيم المحبة الأخوة، التعاون والتعايش والسلام التي تشكل مضمون خطاب هارلم غوسبل كواير. وباعتبارها إحدى أهم المجموعات الموسيقية الشعبية المتخصصة في هذا اللون الغنائي، التي تهتم بتقديمه في أبهى أشكاله عبر معظم بلدان العالم ومقاسمة الجماهير متعة السفر الروحي عبر الموسيقى والكلام الهادف إلى نشر نور المحبة الإنسانية، ينتصب من بين أهدافها تحويل العالم إلى واحة يسودها الحب ويظللها السلام، من أجل التحسيس بالمشترك الإنساني من خلال هذا التراث الأفروأمريكي، الذي يتقاطع مع الكثير من الإبداعات الإيقاعية والموسيقية المحلية في أغلب بقاع العالم، وفي بلدنا يمكن اعتبار الفن الكناوي الأشد قربا من الغوسبل باعتبار طبيعته الروحية المناجية من اجل الخلاص من الألم، وعبر الطاقة التعبيرية القوية التي يتمتع بها وكما لا تتضح المبادئ إلا بالانطباق على الواقع فان مجموعة هارلم غوسبل كواير التي تنشد المحبة والأخوة، جعلت من بين أهدافها مقاومة الألم حسب إمكانياتها أين ما وجد عبر العالم من خلال حشد حملات التبرع المتوالية وتنازل أعضاءها عن ريع حفلاتهم للمشاريع الخيرية. الغوسبل تعتبر موسيقى الغوسبل نوعا من الغناء الديني المسيحي تطوّر في الثلاثينات أولاً عند الأمريكيين الأفارقة وبيض جنوبالولاياتالمتحدة ثم غزا بقية العالم، ومعنى كلمة غوسبل بالإنكليزية «الإنجيل» أو «البشارة»، وهو أسلوب يعتمد على أصوات الجوقة وصفق الأيدي وما إلى ذلك. أمّا المواضيع فمأخوذة من الواقع، قبل أن يصير الغوسبل مدرسة فنية ساهمت في ظهور العديد من التيارات الموسيقية مثل موسيقى السول، البلوز والروك أند رول، اضافة الى العديد من الاصوات ذائعة الصيت من أمثال أريتا فرانكلين، جيمس براون وغيرهم كثير. الملائكة هذا هو الاسم الذي يطلقه على مجموعة هارلم غوسبل كواير من طرف العديد من نجوم الغناء العالميين الذين رافقوهم في جولات من بينهم مغني مجموعة يوتو الفنان الكندي بونو، الذي يشتهر هو الآخر بمواقفه الإنسانية والذي شاركوه سنة 2004 بمركز روكفلر / نيويورك في إحياء حفل لصالح ضحايا السيدا في إفريقيا، كما أن للمجموعة مشاركات كثيرة مع العديد من نجوم البوب العالميين من أمثال التون جون، بول مكارتني، ديانا روس، جيمي كليف، ومجموعة «يو تو». ويصعب تصنيف هذه الفرقة حسب النمط إلى أي فئة موسيقية، فقدرتهم على التكيف ومرونتهم الفنية تسمح لهم، سواء بمجموعة صغيرة أو بجوقة العازفين ، بأداء وصلات غنائية متنوعة الأنغام وغنيّة الألحان. فما يميزهم بالأساس الأسلوب والإيقاع والسوينغ والتوزيعات والرقص الحيوي وتناسق الأصوات. ومن الصعب كذلك إيجاد كلمات لوصف المزيج المتناغم بين الطاقة الجسدية وجمالية الأصوات في العرض الذي ستقدمه جوقة هارلم غوسبل كواير بالمغرب كما سلفت الإشارة إلى ذلك، في محطتي الرباطوالدارالبيضاء، وهي فرصة للجمهور المغربي للقاء مع هذا الفن الذي يعلن خطابه الإنساني والإبداعي و أصوله الإيقاعية الإفريقية، فرصة للتمتع بمقطوعات رائعة مثل أغنيتي « O Happy Day» أو «Celebrate, I Get Joy, Amen» وهي دعوة كذلك للمشاركة في دعم المبادرات الإنسانية التي تستهدف الأطفال في وضعية صعبة.