أكد منظمو مهرجان موازين إيقاعات العالم، مشاركة نجم موسيقى البلوز الأسطوري، بي. بي. كينغ، في الدورة المقبلة من مهرجان مهرجان موازين- إيقاعات العالم، المزمع تنظيمها من 21 إلى 29 ماي المقبل.وأضاف المنظمون، حسب بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن ملك البلوز رايلي بي بي كينغ، سيحيي في 27 ماي المقبل، بخشبة السويسي بالرباط، حفلا يعتبر الأول من نوعه للنجم الأميركي الشهير في المغرب، في إطار الدورة التاسعة لمهرجان موازين، التي ستنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأوضحت جمعية مغرب الثقافات، الجهة المنظمة للمهرجان، أن حفل بي بي كينغ سيكون بالمجان، كما أعلنت الجمعية في وقت سابق، عرض عدد محدود من التذاكر، للبيع، ابتداء من 15 يناير المقبل، لحضور نجم البوب العالمي السير إلتون جون، الذي يحيي حفل 26 ماي على الخشبة ذاتها. وأبرز المنظمون، أن مشاركة بي بي كينغ وإلتون جون تدخل في إطار مخطط المهرجان، الذي يسعى إلى الوصول إلى العالمية، من خلال التعاقد مع كبار النجوم العالميين. ويعتبر بي بي كنغ، الملقب ب "ملك البلوز"، أعظم عازفي الغيتار الأحياء في مجال موسيقى البلوز، والأب الروحي لعدد لا يحصى من الموسيقيين، الذين سعوا إلى تقليد أسلوبه الملتهب في العزف وحضوره، المتقد على خشبة المسرح. في سيرته الذاتية، يقول بي بي كينغ، الذي ولد في إيتا بينا، بولاية مسيسيبي، عام 1925، "بدأت قصة عشقي للموسيقى، منذ حداثتي، إذ كنت أنشد ألحان "الغوسبل" في الكنيسة وأستمع إلى أسطوانات عمتي، مصغيا إلى موسيقى البلوز من غيتاري عازفي البلوز بلايند ليمون جفرسون ولوني جونسون، من فرقة مسيسيبي دلتا. ورغم أن أبناء منطقته المتدينين جدا، اعتبروا البلوز "موسيقى الشيطان"، إلا أنني سرعان ما وقعت أسير سحرها، لدرجة أنها أصبحت تحيط بي من كل مكان". كان لموسيقى البلوز، كما قال في سيرته الذاتية تأثير قوي عليه، وأوضح ما حدث بالقول "تأثرت بالفنانين بلايند ليمون ولوني أكثر من الآخرين،... إذ كان لكل منهما صوت مميز طبيعي يمكن تصديقه، لقد مسا شغاف قلبي... دخلا روحي واستوطناها". اقتنى كينغ أول غيتار في حياته، حين كان في الخامسة عشرة من عمره، وبحلول أواسط الأربعينيات من القرن الماضي، انتقل إلى ممفيس، ليتدرب على يد ابن عمه عازف الغيتار في موسيقى البلوز بوكا وايت، وسرعان ما ابتدع كينغ، أسلوبه الخاص في العزف على الغيتار، مبتكرا نغما متهدجا لم يسبقه إليه أحد، إذ استحوذ على المستمعين، الذين كانوا يميزونه فور سماعه. يقول عنه عازف الغيتار الشهير إريك كلابتن "يرجع الفضل إلى كينغ في نهاية الأمر، في إدخال النغم المتهدج على عزف الغيتار الكهربائي، وهو الأسلوب الذي حاكاه العشرات من العازفين، الذين جاؤوا بعده". بدأ كينغ عزف موسيقى البلوز والغوسبل في ممفيس، وبعد أن أتيحت له فرصة المشاركة لمدة عشر دقائق في برنامج إذاعي محلي، أطلق عليه اسم صبي البلوز في شارع بيل (Beale Street Blues Boy)، وهو اللقب الذي اختصر ليصبح "بي بي"، وهو اسم التحبب، الذي انبثق منه حرفا بي. بي. الشهيران في اسمه اليوم. حتى بلوغه سن الخامسة والأربعين كان كينغ، أصدر أزيد من عشرة ألبومات، من أشهرها "بلوز الساعة الثالثة" عام 1951، التي احتلت المرتبة الأولى بين أكثر الأسطوانات رواجا في لوائح مبيعات البلوز، والعديد من الأعمال المنفردة مثل مجموعة "السيدة مارثا كينغ" عام 1949، حتى "دفع التكلفة لتكون رئيسا" سنة 1968، لكن ذلك كله لم يكن كفيلا بمنحه لقب "ملك البلوز"، الذي حصل عليه عام 1969، عندما غنى قصيدة كتبها "ريك دارنل"، بالمشاركة مع "روي هاوكينز". أعاد كينغ توزيع الأغنية مرات عديدة، وصرح في المقابلات التي أجريت معه، أن سيمزيك منتج أعمال فرقة الروك الشهيرة "إيجلز"، اتصل به في الرابعة فجرا ليخبره أن النسخة الوترية هي الأفضل من بين كل النسخ، ووافق كينغ، طرحها بالأسواق، ليكمل نومه، دون أن يعلم أن هذا التسجيل هو الذي سيدخله عالم الشهرة، بعد تحقيقه المليون نسخة. رغم تجاوزه الثمانين من عمره، ما زال كينغ، الذي يعتبره كل من عازف الغيتار في فرقة "رولنغ ستونز" كيث رتشارد، وعازف الغيتار المتخصص بموسيقى "البلوز روك" إريك كلابتون، ينبوعا لا غنى عنه، وشخصية تلقي بظلها على موسيقى البلوز وتهيمن عليها. ويضمن أسلوب كينغ، المتميز الملتهب في العزف على الغيتار وحضوره الطاغي نفاد جميع البطاقات في الحفلات الموسيقية التي يقدمها أثناء جولاته، الأخيرة في البرازيل، وفنلندا، والسويد، والدانمارك، وألمانيا، وهولندا، وبلجيكا، وفرنسا، والولايات المتحدة. ويصر كينغ، أثناء تنقله من حفلة إلى أخرى مع رفيقه الدائم غيتار من نوع "غبسون" صنع حسب مواصفات خاصة به، ويطلق عليه اسم "لوسيل" تحببا، على أنه لا يعتزم التقاعد قريبا. وأوضح في مقابلة أجراها معه، أخيرا، المراسل كيفن تشابل لمجلة "إيبوني" بالقول "إن كانت موسيقاي تؤثر على خمسة أشخاص من كل مائة، فإن ذلك يستحق كل ما أبذله من عناء". فاز كينغ، في حياته الفنية بجائزة غرامي 14 مرة، وأدرج اسمه عام 1984 في قاعة مشاهير مؤسسة البلوز، في حين أدرج عام 1987 في قاعة مشاهير الروك آند رول. وجرى التصديق رسميا على شهرته، عندما احتفى الرئيسان الأميركيان بيل كلنتون، وجورج بوش، بإنجازاته في حفل تكريم خاص في مركز كندي.