توالت سنوات الإهمال على الطرق الرابطة بين إقليم مولاي يعقوب وقرية با محمد، وكذا الرابطة بين فاس وجماعة الوداية، وبين الأخيرة وقرية بامحمد إلى جماعة لمكانسه التابعة لإقليم تاونات، حتى صارت غير صالحة للاستعمال في عدد كبير من النقط، إن لم نقل في مجملها، بل أصبح المشي على الأقدام أفضل من السياقة على طرق صالحة للحرث أكثر منه للسياقة. ويخيل لمستعملي تلك الطرق، وعلى وجه الخصوص، تجاه لوداية بإقليم مولاي يعقوب وجماعة لمكانسة بأنها طرق منسية ولا تدخل في أجندة وزارة التجهيز والجهات المسئولة، فقد تعددت بها الحفر والانجرافات والتصدعات، وأصبحت تغلق في وجه العربات خلال المواسم الممطرة، بل هجرتها العديد من الحافلات، فازدادت عزلة عشرات الدواوير وتضاعفت صعوبات التنقل لدى سكانها.بل صارت سببا في العديد من الحوادث، وأصبح استعمالها مخاطرة غير محمودة العواقب، أما الموظفون فيعانون الويلات بسبب استعمالهم اليومي لتلك الطرق، ما يتسبب في هدر كبير على مستوى الطاقة والوقت وحالات السيارات، كما تنضاف معاناة المرضى والحوامل لصعوبة إيجاد وسيلة نقل خلال فترة التساقطات المطرية أو بسبب انقطاع الطرق في العديد من المناسبات. وقد ازدادت حالتها تدهورا بعد الموسمين الماضيين، وهو ما دفع مستعمليها للتفاؤل بقرب إصلاحها، لكن لم تظهر بعد أية ملامح لذلك، ولاتزال المعاناة مستمرة تكرس مقولة المغرب غير النافع، وتكذب كل التصريحات الرنانة حول إصلاح الطرق والتهييء لتطبيق مدونة سير جديدة، فكل المحاور الرابطة بين المناطق والأقاليم المذكورة تعرف وضعا غير محتمل، وهو ما دفع مستعمليها للاحتجاج في أكثر من مناسبة، لكنهم تلقوا الوعود دون تنفيذها. وفي انتظار أن تنفذ الوعود وتتمتع المنطقة بطرق تليق بعهد التنمية البشرية، لازال مستعملوها يطلبون من الله أن «تخرج عاقبتهم على خير» كلما هموا بامتطاء سياراتهم.