أعلن مجلس قيادة حقوق الإنسان بالولايات المتحدةالأمريكية عن قلقه حول وضعية مصطفى ولد سلمة ولد سيدي مولود، المفتش العام لما يسمى «شرطة البوليساريو»، الذي قرر التوجه أول أمس الخميس إلى تندوف للالتحاق بأبنائه وأسرته؟، رغم قرار المنع الذي أصدرته قيادة البوليساريو في وجهه. وأكدت المنظمة الأمريكية التي تعنى بحقوق الإنسان، في بلاغ لها، أنها تتابع عن كثب صحة وسلامة مصطفى ولد سلمة ولد سيدي مولود الذي أعلن في 9 غشت الماضي تأييده لمبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية. ودعا المجلس من مقره بمدينة ألكساندريا الأمريكية المجتمع الدولي وجمعيات ومنظمات حقوق الإنسان لتتبع ومراقبة سلامة وصحة المفتش العام لشرطة البوليساريو عن كثب، والضغط على البوليساريو للسماح له بالتنقل بكل حرية للقاء أسرته. ويرجح أن يصل مصطفى ولد سلمة ولد سيدي مولود إلى تندوف يومه السبت، بعد أن غادر مدينة الزويرات الموريتانية منذ أول أمس الخميس في طريقه إلى المخيمات. وأعلن أنه سيزور والدته في منتصف الطريق قبل أن يستكمل مسيرته للقاء أبنائه الذين تركهم تحت رحمة البوليساريو زهاء ثلاثة أشهر ونيف. ويعزى سبب تأخر وصوله، حسب ما أفاد به في تصريحات لوسائل الإعلام أنه سيجتاز منطقة محفوفة بالمخاطر تقع في الحدود بين موريتانيا والأراضي التي تقع تحت سيطرة البوليساريو والتي لا تخضع لأي مراقبة أمنية كانت أو عسكرية. مؤكدا في ذات الوقت أن المسافة التي يجب عليه قطعها تصل إلى حوالي 800 كلم عبارة عن أراضي صحراوية ممتدة حيث تنشط كل أشكال التهريب والاتجار في البشر والسلع، وتشكل بؤرة لنشاط عصابات الاختطاف. ونقلت وسائل إعلام موريتانية على لسان المفتش العام لشرطة البوليساريو قوله «إن طريقي محفوفة بالمخاطر، وحياتي مهددة، أود الدخول إلى المخيمات لرؤية عائلتي وشرح مشروع الحكم الذاتي لسكان المخيمات». ودعا في نداء نشرته مختلف الصحف الموريتانية شيوخ وأعيان وشباب القبائل الصحراوية لاسترجاع سيادة قرارهم، الذي سلبته إياهم قيادة لا تمثل الصحراويين، بكل حرية وديمقراطية، والالتفاف حول المبادرة المغربية، باعتبارها الأنسب لإنهاء نزاع استنزف مقومات المنطقة. وأضاف ولد سيدي مولود في ندائه أنه منذ تأسيس جبهة البوليساريو الانفصالية فقد الصحراويون سيادتهم، ووضعوها في أيدي زمرة من القادة الذين لا يمثلون سوى أنفسهم ويخدمون مصالحهم، وهي القيادة التي وصفها في مؤتمره الصحفي بمدينة السمارة ب «الفاشلة والعاجزة وغير الشعبية». ونقل على لسانه أن «كل يوم يمر هو يوم زائد في معاناة أهلنا في المخيمات التي لا يخفى على أحد واقعها، وكل يوم يمر هو ناقص من تنمية المنطقة بأكملها، وبالتالي هدر للإمكانيات التي نحن في أمس الحاجة إليها للرفع من مستوى المواطنين». وكانت قيادة البوليساريو أصدرت قرارا بمنع المفتش العام لشرطتها من العودة إلى أسرته بمخيمات تندوف، غداة إعلانه ذلك خلال ندوة صحفية بمسقط رأسه بمدينة السمارة في 9 غشت الماضي، واتهمته ب»الخيانة» بعد أن أعلن تأييده لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لإنهاء النزاع المفتعل في الصحراء. ووصف هذا المقترح بأنه الأنجع إذ يشكل حلا وسطا ومناسبا لحل هذه المشكلة، وكفيل بوضع حد لمعاناة المحتجزين بالمخيمات. وأصدرت ما يسمى «الأمانة العامة» للجمهورية الوهمية قرار المنع في حق مصطفى ولد سلمى سيدي مولود من دخول أية منطقة تابعة لسيادة وسيطرة الجبهة. ووزعت مذكرة بحث على كل نقط التفتيش والمراقبة في حق المفتش العام لشرطتها وأمرا باعتقاله في حال إصراره على العودة إلى المخيمات. واعتبرته «مطلوبا للعدالة، يتعين القبض عليه وإحالته على المحاكمة بتهمة الخيانة».