شارك أزيد من ألف شخص مؤخرا، بمدينة قرطبة , في سلسلة بشرية لدعم ترشيح الموريسكيين لجائزة أمير أستورياس للوفاق لسنة 2010. ويأتي ترشيح الموريسكيين لجائزة أمير أستورياس للوفاق كمبادرة من عدة مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني بدعم من جمعيات إسلامية وعبرية في إسبانيا والعديد من الجامعات والهيئات والمؤسسات في العالم. وتعتبر جوائز أمير أستورياس التي تمنحها سنويا منذ سنة 1981 مؤسسة أمير أستورياس, من أرفع الجوائز في إسبانيا. وتمنح المؤسسة ثماني جوائز سنوياً في مجالات الاتصالات والعلاقات الإنسانية والبحث العلمي والتقني والعلوم الاجتماعية والفنون والآداب والتعاون الدولي والوفاق والرياضة. وحسب منظمي هذه السلسة، فإن هذه التظاهرة «الرائعة» التي شارك فيها العديد من الشخصيات وهيئات المجتمع المدني بإسبانيا نظمت تحت شعار «التفاهم» و»الود». وشكلت هذه المسيرة البشرية التي امتدت على مسافة 400 متر التي تفصل بين مسجد وكنيس قرطبة, فرصة لتكريم موريسكيي الأندلس الذين طردوا من هذه المنطقة في القرن ال17، وأحفادهم الذين حافظوا على الذاكرة الموريسكية. وقد جرت هذه التظاهرة على إيقاع أنغام الموسيقى الأندلسية من أداء مجموعة «تطوان أسمير» لطرب الآلة برئاسة الفنان أمين الشعشوع. وكان قد انضم أزيد من 3 آلاف شخص من بينهم شخصيات من عالم الثقافة والأدب في العالم إلى هذه المبادرة من بينها أمين معلوف (جائزة الأمير أستورياس للآداب سنة 2010) وفيديريكو مايور سرقسطة وصوفي بيسيس وخوان غويتوسولو. كما دعم هذه المبادرة العديد من الأكاديميين في جامعات بمختلف أنحاء العالم من بينها جامعات السوربون وروما وهارفارد وكومبلوتنسي (مدريد) وإشبيلية وبرشلونة وغرناطة وبوينس آيرس وتطوان والرباط والدار البيضاء وتونس والقاهرة. تجدر الإشارة إلى أن إسبانيا خلدت سنة 2009 ذكرى مرور 400 سنة على طرد حوالي 300 ألف من المسلمين الموريسكيين سنة 1609 من الأندلس. وقد اضطر هؤلاء إلى مغادرة شبه الجزيرة الإيبيرية للجوء إلى كل من المغرب والجزائر وتونس.