تستعد جمعية بابل للثقافة والفن، لتنظيم الدورة الرابعة لمهرجان فاس الدولي للرقص التعبيري، تحت شعار «مديح الجسد»، وذلك خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 23 أكتوبر القادم. وبهذه المناسبة، أعدت اللجنة المنظمة، أرضية للنقاش، مما جاء فيها، أنه «ليس الجسد مجرد كتلة فيزيولوجية من لحم ودم، فهو معبأ بالعديد من الإشارات والرموز. ولذلك يستحق التبجيل. والباحثون في علم الجسد يدركون جيدا أنه كنز في حوزة الراقصين الموهوبين الذين يمتلكون فن إعادة خلق الجسد من عرض لآخر. من خلال الرقص، يحيى الجسد بإمكانية البهر والأخذ بالأبصار والألباب، بغية تمرير خطاب غير مألوف. وبفضل الرقص أيضا ينفلت الجسد من الخمول اليومي، ويتحرر، ويشع، ويعبر، ويتقاسم مع المشاهد رغبة/ متعة الانكشاف والتملي، وإحياء العلاقة بالذات وبالآخر، من دون أي تلصص مجاني. وبما أن الرقص فن نزيه، فإنه يتجاوز طور الاجتذاب إلى مرحلة الإفادة والتحرر من كل المكبلات. يلقننا أغلى الوصايا المرتبطة بالوجود والكينونة. يهدئ نفوسنا ويهذبها بالفرجة الجميلة، ويشغلنا بأعذب التناسقات، ويكشف لنا عن الصلات التي تجمع بين الجمال الجسماني والجمال الأخلاقي. مرة شاهد الشاعر اليوناني «هزيود» ربات الفن يرقصن عند الفجر فامتدحهن، في مطلع إحدى قصائده، بالكلمات التالية: (أقدامهن الناعمة تمضي بخطى منتظمة على حافة نافورة المياه البنفسجية) ضمن هذا السياق تندرج الدورة الرابعة من مهرجان فاس الدولي للرقص التعبيري، التي تدعونا لكي نتذوق، بعيوننا ومشاعرنا، أناقة ورشاقة هذه الظلال الآدمية الفاتنة، القادمة من كل أرجاء العالم، كي تمتعنا وتداوي عذاباتنا وتمحو آلامنا، برقصاتها التي تروض الجسد وتشحذ الروح».