بزي تقليدي أصيل وحلي من ذهب, تزينت فتيحة ذات التاسعة ربيعا كعروس في ليلة زفافها, وذلك ساعات قليلة قبل آذان المغرب احتفالا بصيامها الأول ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الأبرك. مغمورة بفرحة لا تضاهى, توسطت الطفلة الصائمة صديقاتها مرتدية القفطان «المطرز بالحرير والصابرة» والتاج فوق رأسها, تحكي لهن عن تجربتها الأولى مع الصيام وكيف أضحت محط اهتمام جميع أفراد أسرتها الذين لم يدخروا جهدا في تشجيعها على إتمام صيام يومها الأول خلال شهر رمضان الفضيل. نقش الحناء .. سمة الأفراح المغربية وسط زغاريد الأهل والأقارب وأصوات تصدح بالصلاة على النبي المصطفى, تنغمس النكافة الرحالية في نقش يدي فتيحة بالحناء فوق منديل أبيض مطرز, ليأتي بعد ذلك دور صديقاتها اللواتي يشاركنها طقوس النقش في جو احتفالي ينسي فتيحة الإحساس بالجوع والعطش ويرحل بها إلى عالم تسمو فيه الروح. وبعد تجفيف نقش الحناء تحضر النكافة في آنية من الخزف خليطا مكونا من الماء والسكر (السقوة) تدهن به يدي فتيحة وأيدي صديقاتها مستعملة قليلا من القطن على أمل الحصول على لون أرجواني زاهي يدوم لمدة أطول. أطباق محلية تميز ليلة السابع والعشرين لا يقتصر الصيام الأول للأطفال ليلة السابع والعشرين من رمضان على اللباس التقليدي والتنكاف والتزيين فحسب بل يشمل تحضير أشهى الأطباق التي تميز هذه الليلة المباركة, إلى جانب المأكولات المفضلة لدى الطفلة الصائم, تقول والدتها السيدة رشيدة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء. وتتفنن ربة البيت في تزيين مائدة الإفطار بأواني من «الطاووس الحر» ومناديل مطرزة قبل الشروع في إعداد «البرزة», حيث تجلس ابنتها الصائمة لتناول وجبة الإفطار برفقة العائلة والأقارب. مسنودة بوسادتين عن اليمين واليسار فوقهما إزار أبيض, تجلس فتيحة إلى مائدة الافطار لتتبادل أطراف الحديث مع الحاضرين والابتسامة لا تفارق محياها فرحا بدنو آذان المغرب لتكون أول من «يفرق الصيام» بتناول سبع تمرات وكوب من الحليب قبل تذوق مختلف الأطباق. وعند إنهاء وجبة الإفطار تستعد الأم لمغادرة المنزل لأداء صلاة التراويح بالمسجد, لتجدها بعد عودتها منهمكة في تحضير الكسكس الرباطي باللحم والتفاية المرفوقة بالبيض المسلوق واللوز مقلي, وهو الطبق الذي يميز هذه الليلة المباركة.) أما فتيحة فتنفرد بصديقاتها اللواتي شاركنها وجبة الإفطار لتبوح لهن بشعورها بالجوع والعطش خلال صيام يومها الأول, غير أنها تفتخر بنجاحها في خوض هذه التجربة لتواصل طقوس الاحتفال بهذه الليلة المميزة بارتداء اللبسة الرباطية وأخذ صور تذكارية.