وعاد فريق الوداد إلى الصدارة لكن الفوز لم يجمع ما فرقته الهزيمة في الديربي بل زاد في توسيع الشرخ بين المسيرين، واتضح أكثر أن صراعا طاحنا مندلعا بين الرئيس ومن معه من طرف وبقية الأعضاء حوالي تسعة من طرف آخر. وهكذا ينهي فريق الوداد موسمه بتسيير مفكك وكيان متصدع بمساهمة أصحاب الفتاوي الذين يتلذذون الأحزان ويزيدون في تأجيج جمر نار الخلاف. المدرب بادو زاكي استقال وتخلى مبررا قراره بما لحقه من ضغوط، وأعلن أنه مستهدف في حياته في الملعب وفي الشارع وأن مؤامرة تحاك ضده ومن خلاله ضد الوداد في فضاء الوداد. وأضاف أن ما يجري ويدور يسعى فيه أعضاء لقلب الرئيس؟ الرئيس عبد الاله أكرم بدوره تحرك ويمارس مهمته واضعا يديه على كل الأشغال ومجمدا بذلك مهام معارضيه مستندا قوته من الجمع العام الذي جدد فيه الثقة ومنحه حرية اختيار أعضاء المكتب المسير، وعلى إثر الهزة العنيفة اختار "الرئيس" ممارسة دوره يشرف على تسيير الفريق دون استشارة جل الأعضاء، وهم أغلبية في المكتب المسير. وقد ظهر التمزق واضحا في تركيبة تسيير الفريق عند استقالة المدرب وأسلوب الموافقة وبسرعة على رحيل زاكي، وبعد ذلك اختيار البديل. راج اسم الفرنسي "كريستيان لانغ" وتمت دعوته، وحل بالدار البيضاء قادما من مدينة مارسيليا تم عاد بعد ساعات قليلة؟ فمن كان وراء اقتراحه ودعوته ومن تكلف باستقباله وتقديمه للاعبين. الأكيد أن المكتب المسير لم يجتمع ولم يتفق. وأمام هذا الوضع عجل الرئيس بالاتصال بالمدرب "فخر الدين راجحي" وتعيينه للإشراف على تأطير الفريق ولم يعلم المسيرون (المعارضون) بالأمر إلا عندما كان اللقاء في المركب الرياضي الحاج محمد بنجلون. "فخر الدين" بدوره وفي خرجة إعلامية أوضح أن مسيرين في الفريق رفضوا عودته الشيء الذي يفنده الطرف الثاني. وقبل لقاء الكوكب المراكشي تحرك أعضاء من المختلفين مع الرئيس بهدف تدعيم الفريق، وعرض أحدهم منحة تحفيزية على فريق أولمبيك خريبكة لكي يفوز على فريق الرجاء، ويتعثر هذا الأخير لكن يبدو أن المسير الخريبكي الذي عرض عليه الأمر رفض. وتمكن فريق الأولمبيك من تحقيق فوز هام بدون دعم من الوداد؟ وفي حلقة أخرى ضمن المسلسل الدرامي الحزين بقي الأعضاء المجمدة مهامهم في ضفة واستمر الرئيس ومن معه في ضفة وأعضاء محمد الباتولي مديرا عاما للمركب الرياضي وكلفه بمهمة الناطق الرسمي بعد الاستقالة. ويحدث هذا في زمن تصارع فيه الوداد لكسب لقب الدوري الوطني، المكتب المسير مفكك، الرئيس إختار ممارسة مسؤوليته بمساعدة البعض دون الأغلبية في المكتب المسير. والأعضاء الرافضون ينفون وجود مشاكل ولا يخفون قلقهم على أسلوب التسيير، وبعضهم يتحرك لتدعيم الفريق في المرحلة. ويبدو أن الانتصار واسترجاع الرتبة الأولى في سبورة الترتيب إنجاز أسعد البعض أكثر، وخاصة من كانوا مستهدفين لو استمر التعثر. والوضع الحالي للمكتب المسير هل يعجل بجمع عام استثنائي؟ الوداد في حاجة إلى ما يؤلف ويجمع وليس إلى ما يفرق ويقطع.