يتسابق الناس بمختلف ألوانهم و أشكالهم ومشاربهم عبر العالم، في شهر رمضان لتعليق الزينات، وتخصيص الرسومات وإنارة الفوانيس، وتبادل التهاني، والمبالغة في إظهار الفرح بقدوم رمضان بإذاعة المسلسلات الفكاهية، والأعمال الدرامية، فيما تتسابق فئة أخرى إلى الدعاء والقيام وقراءة القرآن، والتنافس في الطاعات. وتختلف مظاهر استقبال الشهر الكريم من بيت لبيت، ومن ثقافة إلى ثقافة، كما تختلف من بلد لآخر، فبينما تحتفل بعض الأسر بشراء مستلزمات رمضان قبل شهر كامل تحتفل أسر أخرى بتعليق الزينة، وشراء بعض المأكولات الخاصة بهذه المناسبة. إن المسلمين في كل مكان فوق سطح هذه البسيطة، يتطلعون الى هلال شهر رمضان، يفرحون بمقدمه، لأن الشهر يحمل في طياته ذكريات، ومعاني، ومناسبات لها ارتباط وثيق بحياة كل مسلم . ففيه مشاعر غريبه يحملها كل مسلم لأخيه المسلم، نرى الغني يعطف على الفقير، القوي يرحم الضعيف. شهر يشعر المسلمون جماله وبهاءه، تغمرهم الفرحة بالصيام و القيام و لكل شأن يغنيه. رمضان حول العالم، سلسلة تنشرها بيان اليوم عبر حلقات طيلة الشهر الفضيل للسفر بقرائها إلى مختلف بلدان العالم، و الإبحار في تاريخ الأمم، من أجل لاقتراب أكثر من تقاليدهم و ثقافاتهم و عاداتهم في استقبال رمضان و طقوس قضاءه. نسخة من القرآن ..أمنية مسلمي كمبوديا في رمضان المسلمون في كمبوديا يبلغ عدد المسلمين الآن تقريبا نصف مليون مسلم وهو ما يساوي 5% من التعداد الكلي لكمبوديا إذ يبلغ عدد السكان حوالي 11 مليون مع أنه لا توجد إحصائية دقيقة لذلك؛ إذ يقول البعض أنهم يبلغون مليون نسمة وأكثرهم في محافظة «كمبونخ تشام« و»كراجيه« و»كمبونخ جهنانخ« و»بوسات وكمبوط» و»كندال وتاكياو «و»كمبونخ صوم«. علما بأنه قد قتل من المسلمين ما يقرب من 300 ألف مسلم في حرب الطاغية (بول بوت) في السبعينات فقد بدأت هذه الفتنة عام 1975م إلى 1979م ففي هذه الأربع السنوات قتل من المسلمين الكثير ودمَّر مساجدهم وقتل العلماء والمعلمين والأئمة و المؤذنين والمثقفين من المسلمين وغيرهم وذاق الناس الويل والعذاب حتى تمنوا الموت ومنع الصلاة والصيام والحجاب وزوج الكافرات بالمسلمين والمسلمات بالكفار وأجبر المسلمين على أكل لحم الخنزير وشرب الخمور ومنعهم من التكلم بلغتهم الخاصة حتى كاد المسلمون أن ينتهوا من على وجه الأرض .وقد دخل الإسلام كمبوديا في القرن التاسع عشر الميلادي. عادات المسلمين الكمبوديين في رمضان يتم تقسيم اللجان لرؤية هلال رمضان، حيث تعتمد الأغلبية على دولة ماليزيا، فيما فئة أخرى تفضل الاعتماد على المملكة العربية السعودية ولذلك يختلفون دائما في بدء صيام رمضان. فإعلان دخول شهر رمضان في الإذاعة أو في التلفاز متأخرا ومع الأسف الشديد ليس في كل بيت مسلم عنده مسجل أو تلفاز أو هاتف، والتوصيل والكهربائي غير موجود أصلا في قرى بعيدة، لذلك أكثرهم دائما لا يصومون في اليوم الأول من شهر رمضان . وفيما يخص أجواء رمضان، فإن الكمبوديين يتناولون السحور مبكرا جدا في الساعة الثانية والنصف ليلا ويمسكون عن المفطرات قبل الفجر لمدة عشرة دقائق أي وقت الإمساك . كما يعتمدون على تقويم هجري مطلقا في الفطر وأحيانا يختلف عن الوقت الحقيقي فيفطرون قبل دخول وقت أذان المغرب بخمس أو سبع دقائق . ويفطر الكمبوديون على الحلويات والأرز فيأكلون حتى يشبعوا تماما ثم القليل منهم يؤدون صلاة المغرب في المسجد والباقون مدمنون بالتدخين . ويوجد أيضا مشروع إفطار صائم من بعض جمعيات إسلامية وهيئات عالمية مثل جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت والندوة العالمية للشباب الإسلامي ومؤسسة الحرمين الشريفين وهيئة الإغاثة العالمية بالمملكة العربية السعودية. وأما زيارتهم ولقاءاتهم الاجتماعية قليلة جدا لفقرهم وانشغالهم بالبحث عن لقمة عيش . العبادات الرمضانية الدروس والمحاضرات والدعوة إلى الله تعالى في شهر رمضان المبارك قليلة جدا لقلة رجال الدين والدعاة المتمكنين من أهل البلد ويوجد عدد يسير من خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ولكن فتقدون إلى الأساليب الجيدة في الدعوة إلى الله، وبحاجة إلى إرشادات وتوجيهات تربوية دعوية . وأما اجتماع الناس على التراويح فهم عدد قليل لا بأس به في المسجد ويسرعون في صلاة التراويح ويصلونها بثلاث وعشرين ركعة وأكثر الأئمة يقرءون سورة الفاتحة بنفس واحدة مع إسراع في قراءة قصار السور من جزء عم أي من سورة الناس إلى سورة الضحى فقط ,ويوجد بعض النسوة يصلين معاً في جماعة في مساجد صغيرة. ويحرص الكمبوديون على قراءة الصلوات والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعيا بعد كل ركعتين ودعاء جماعي بعد كل أربع ركعات مع ذكر وصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل قيامهم إلى ركعات أخرى. وأما القيام ( التهجد ) والاعتكاف فلا وجود له عند مسلمي كمبوديا عامة ولا يعرفون فضلهما لا من بعيد ولا من قريب. نسخة من القرآن.. مسجد بكمبوديافي الوقت الذي ينشغل فيه ملايين المسلمين حول العالم بقراءة ودراسة القرآن الكريم خلال شهر رمضان المعظم، ما زال مسلمو دولة كمبوديا يجدون صعوبة في امتلاك نسخة من المصحف الشريف في البلاد ذات الأغلبية البوذية والواقعة في جنوب شرق آسيا. ويقول الشيخ كارمار الدين يوسف مفتى كمبوديا: إن الأقلية المسلمة تجد صعوبة في الحصول على نسخ من القرآن الكريم نتيجة سرقة النسخ المتاحة من المساجد، بحسب وكالة الأنباء الماليزية «برناما». وحذر من أن هذا الأمر يعيق الجهود الرامية إلى شرح ونشر التعاليم الإسلامية في كمبوديا. ولفت الشيخ كارمار الدين يوسف إلى أن مسلمي كمبوديا في حاجة ملحة لنسخ من القرآن الكريم. ومتفقا معه أشار أحمد زهيد، رئيس منظمة «ديوان الأمل» الإسلامية في كمبوديا، إلى أنهم في حاجة إلى ما لا يقل عن 200 ألف نسخة. كمبوديا في سطور تبلغ مساحة كمبوديا حوالي 181,035 كم2 (69,898 ميل مربع)، ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 14 مليون من عرقية الخمير. يدعى عادة المواطن من كمبوديا ب»الكمبودي» أو «الخمير»، رغم أن الأخير يشير بالتحديد إلى عرقية الخمير. معظم الكمبوديين بوذيون ثيرافادا، ولكن يوجد في البلاد أيضاً تعداد كبير من المسلمين التشام، إضافة إلى العرقيات الصينية والفيتنامية وقبائل وثنية صغيرة.