ما بين 10 إلى 14 يورو وتحرير «عمر الصحراوي» قيمة صفقة إطلاق الرهينتين الأسبانيين لم يعد خافيا على أحد أن عناصر البوليساريو لهم علاقة وطيدة بتنظيمات إرهابية متمركزة في الصحراء الكبرى، كما لها علاقات بشبكات التهريب الدولي للمخدرات والأسلحة والبشر، ومنظمي الهجرة السرية من دول أفريقيا جنوب الصحراء في اتجاه المغرب. على الأقل هذا ما أكدته التطورات الأخيرة في ملف الرهائن الأسبان المختطفين فوق الترا ب الموريتاني منذ نونبر الماضي. أكدت مصادر متطابقة أن السلطات المالية أطلقت سراح عمر الصحراوي، المتهم الرئيسي في اختطاف الرهائن الأسبان قبل تسعة أشهر من غرب موريتانيا، وذلك ضمن صفقة تحرير الرهينتين الإسبانيين المفرج عنهما. وأشارت ذات المصادر إلى إن الصحراوي قد يكون تسلمه أفراد من قبيلته شمال مالي. وفي الوقت الذي وصل فيه الرهينتان الأسبانيان إلى مطار برشلونة، أول أمس الثلاثاء، كان عمر الصحراوي، المتهم باختطافهما في 29 نونبر الماضي، يعانق الحرية، في إطار صفقة شملت إطلاق سراحه بالإضافة إلى مبلغ مالي يتراوح ما بين 7 و8 ملايين يورو قدمتها السلطات الإسبانية للإرهابيين. والقاسم المشترك بين الأسبان وقبيلة عمر الصحراوي بشمال مالي، أن كلاهما عاش أجواء الفرح والبشرى، الأولون احتفالا بعودة كل من آلبرت بيلالتا البالغ من العمر 34 سنة وروكي باسكوال البالغ 50 سنة، اللذين أمضيا تسعة أشهر رهن الاحتجاز لدى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في الصحراء، والآخرون بمناسبة إطلاق سراح ابن قبيلتهم. فكانت الفرحة مشتركة بين الخاطف والرهينة. ووصل آلبرت بيلالتا وروكي باسكوال ليلة الثلاثاء إلى مطار برشلونة الدولي قادمين من واغادوغو. وتكتمت السلطات الإسبانية في أول الأمر حول مكان تواجد الرهينتين، بدعوى أنها ليست متأكدة من نجاح العملية، وأن الرهينتين مازالا في منطقة الخطر. في الوقت الذي كانا فيها في طريقهما إلى عاصمة بوركينا فاصو وبصحبتهما الوسيط في الإفراج عنهما، رجل الأعمال الموريتاني والمستشار الخاص للرئيس البوركينابي، المصطفى ولد الإمام الشافعي، قبل أن يغادراها على متن طائرة خاصة إلى أسبانيا. وفور وصولهما إلى بلدهما، صرح المختطفان أن ظروف الاختطاف في الصحراء الكبرى كانت رهيبة وغير مطاقة، إلا أنهما كانا يعاملان معاملة سليمة من طرف مختطفيهما. وتحدثت مصادر إعلامية أسبانية أن قيمة الفدية التي قدمتها أسبانيا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مقابل إطلاق سراح الرهينتين وصلت ما بين 7 إلى 8 مليون يورو، تسلمها المختطفون من يد الوسيط قبل أن يفرجوا عن الرهينتين. في حين أشارت مصادر أخرى إلى أن قيمة الفدية تراوحت ما بين 10 و14 مليون يورو. وكان ضمن بنود الصفقة أيضا إطلاق المختطف الذي كان معتقلا لدى السلطات المالية، التي تسلمته قبل نحو أسبوع من نظيرتها الموريتانية. وكان عمر الصحراوي الذي لم تمض على إدانته من طرف القضاء الموريتاني سوى بضعة أيام، وكان الحكم يقضي بقضائه اثنتي عشر سنة وراء القضبان، وتجريده من كل ممتلكاته، وتغريمه مبالغ طائلة، وجد نفسه بين عشية وضحاها يقايض بالرهائن الذين اختطفهم من التراب الموريتاني. واستغرب مراقبون كيف أن موريتانيا التي شنت هجوما كاسحا بدعم من القوات الخاصة الفرنسية على معاقل التنظيم الإرهابي الشهر الماضي، قبيل صدور حكم الإدانة على عمر الصحراوي المتهم باختطاف الرهائن من ترابها، سلمت الأخير إلى مالي، في صفقة ظلت إلى الآن تفاصيلها مجهولة. ولم يتوان المسؤولون الموريتانيون منذ اختطاف الرهائن عن توجيه أصابع الاتهام لجهات أجنبية، تسهل عملية مرور الخاطفين، وتقدم لهم الدعم اللوجيستيكي لتنفيذ مثل تلك الأعمال، في إشارة إلى جبهة البوليساريو. وكشفت تحريات السلطات الموريتانية أن المدعو عمر الصحراوي، كان من عناصر البوليساريو، وكان يعمل لديها.