تعرفت الأندية المغربية المقبلة على المشاركة بمسابقتي عصبة أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد الإفريقي اللتين تنطلقان شهري فبراير ومارس من السنة القادمة، على منافسيها بعد إجراء القرعة الأسبوع الماضي بمقر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف). ويواجه فريق الفتح الرباطي بصفته البطل، نظيره اف سي جوهانسن من السيراليون، برسم الدور التمهيدي، أما فريق الوداد البيضاوي الوصيف، فسيواجه الفائز من مباراة إف سي مونانا الغابوني وفيتال كلوب البوروندي. وبخصوص قرعة الدور التمهيدي لكأس الاتحاد الأفريقي، سيلاقي فريق اتحاد طنجة نادي الجمارك من النيجر، فيما يلتقي المغرب الفاسي حامل لقب كأس العرش مع فريق نهضة برازافيل الكونغولي. وأنهى الفريق الأحمر الموسم الماضي في المركز الثاني وبلغ المربع الذهبي في نسخة المسابقة الأخيرة ما جعله يعفى من الدور التمهيدي، في حين وصل فريق الفتح لنصف نهاية كأس (الكاف) بعدما أقصي أمام مولودية بجاية الجزائري. ويعتبر وصول فريقين مغربين لدور النصف إنجازا مشجعا، لم يتحقق منذ سنوات، إذ جرت العادة أن تعجز الفرق المغربية عن الصمود أمام صفوة القارة، حيث أصبح الإقصاء المبكر هو القاسم المشترك بين جل الأندية، وفي كثير من الأحيان يتم الإقصاء من الأدوار التمهيدية، قبل الوصول إلى دور المجوعات. ويعود آخر تتويج لكرة القدم المغربية بالعصبة لسنة 1999، وكان بواسطة الرجاء البيضاوي، حيث تمكن على إثرها من لعب أول كأس عالمية بالبرازيل، والجمهور الرياضي يتذكر المستوى اللافت للعناصر الرجاوية خلال تلك الدورة. صحيح أن التألق على الصعيد الأفريقي يتطلب موارد مالية مهمة، لكن يتطلب أيضا الكثير من الإصرار والعزيمة والرغبة في خوض التحدي، مع انخراط فعلي من طرف المسؤولين عن الشأن الرياضي في دعم مشروع أي ناد يطمح للوصول إلى العالمية من أوسع الأبواب، لأن في ذلك خدمة للرياضة المغربية بصفة عامة، وهنا لابد من الإشارة إلى الدعم المالي اللافت الذي أصبحت تخصصه الجامعة الحالية للأندية التي تشارك بالكؤوس القارية، والذي يرتفع حسب كل دور. والبديهي أن تألق الأندية على المستوى القاري يعود بالنفع على قمة الهرم، إلا أن عجز القاعدة عن فرض ذاتها قاريا، له تأثير كبير على نتائج المنتخبات الوطنية في جل الفئات إناثا وذكورا، وعليه فلا يمكن انتظار بروز أي ناد أو منتخب مغربي على الصعيد الدولي، دون الرجوع بالضرورة إلى القاعدة كخيار لا محيد عنه.