رغم أن منافسات البطولة الوطنية لكرة القدم، لم تكمل بعد ثلثها الأول، إلا أن رقم المدربين الذين تم الاستغناء عنهم ارتفع بشكل غير مقبول تماما، رقم مرشح للارتفاع أمام حالة الارتباك التي تطبع أداء أغلب الأندية الوطنية. فريق نهضة بركان أول ناد تخلى عن مدربه الجزائري ميلود حاميدي وعوضه برشيد الطاوسي، تبعه فوزي جمال الذي فضل مغادرة فريق النادي القنيطري ليعوض بالفرنسي جون وليم، هذا الأخير الذي غادر هو الآخر "الكاك" ليخلفه يوسف لمريني المتخلى عنه من طرف إدارة فريق أولمبيك خربيكة. المدرب الفرنسي دوسابر حل بالإدارة التقنية للوداد البيضاوي خلفا للويلزي جون طوشاك، نفس الشيء بالنسبة لحسن بنعبيشة الذي غادر مكرها الإدارة التقنية للكوكب، ليعوض بفؤاد الصحابي، حالة أخرى جاءتنا من شباب أطلس خنيفرة، حيث أقيل فجأة المدرب بوطهير من طرف مسؤولي الشباب، وعوضوه بسمير يعيش، عبد المالك العزيز تم الاستغناء عن خدماته من طرف إدارة الجيش الملكي، ليعوض بعزيز العامري، هشام الدميعي وعلى خلفية هزيمة الفريق المسفيوي في مقابلة نهائي كأس العرش أمام المغرب الفاسي، فضل تقديم الاستقالة. الفرنسي الآخر دومينيك بيجوطا غادر في صمت الإدارة التقنية لفريق شباب الحسيمة، ولم يعوض حتى الآن ليواصل مساعده سعيد زكري، في انتظار التعاقد مع مدرب جديد، سمير يعيش تعاقد قبل بداية الموسم مع وداد فاس ليطير فجأة نحو خنيفرة ليعوض بوطهير، هذا الأخير التحق منذ أسابيع بالرشاد البرنوصي التي تخلت عن سعيد الصديقي، الراحل نحو تمارة لتدريب الوداد المحلي، الجزائري أيت جودي غادر بدون سابق إنذار مولودية وجدة ليحط الرحال بأولمبيك خريبكة. لتتعدد الحالات وتتنوع مشاهد واقع كروي لا يخضع لأي منطق أو مقاييس، في وقت لا زالت الأوساط تنتظر ما يسمى ب "قانون المدرب" الذي ما يزال ينتظر التفعيل من طرف الجهاز الجامعي، وفي غياب تنزيل بنود هذا القانون، يظل التسيب سيد الموقف نظرا لانعدام ضوابط تحكم العلاقة بين المدرب والنادي وتحمي المهنة من الاختراق والتجاوز. فكل ما قيل عن منع الترحال وسن قوانين المنظمة لعقود المدرب وحماية المهنة، ما يزال مجرد كلام للاستهلاك وربح الوقت، واستمرار هذه الحالة الغير مفهومة تماما، فكيف يعقل أن يتعاقد مدرب مع فريقين في أقل من عشر دورات، وقد ينتقل إلى فريق ثالث أو رابع في موسم واحد، وهو مؤشر يعطي الانطباع على حالة اللا قانون التي تطبع واقعا كرويا يعج بالكثير من الحالات الصادمة والمقرفة...