أعلنت الجبهة الانفصالية عن وفاة قائدها الذي كان الجميع يعلم باستفحال مرضه منذ مدة، وأفرز ذلك استنفارا عسكريا وتنظيميا في المخيمات منذ أول أمس، بالإضافة إلى سباق ضد الساعة وسط أركان النظام العسكري الجزائري لإيجاد خليفة ل"كبير" الانفصاليين بلا أي مفاجآت أو انفلاتات، وفي كل الأحوال الأمر لن يغير شيئا جوهريا في واقع النزاع المفتعل حول وحدتنا الترابية. برغم تولي الرئاسة المؤقتة حاليا من لدن أحد المنتمين للأقلية الموريتانية، فان صراعا واضحا حول الخلافة تشهده المخيمات، أو على الأصح مكاتب القرار العسكري في الجزائر، ويتوقع أغلب المراقبين أن تحرص القيادة الجزائرية على وضع أحد أوفيائها في مركز قيادة الانفصاليين، ويكون قادرًا على ضبط الأوضاع داخل المخيمات والاستمرار في سياسة التحكم التي نهجها سلفه، علاوة على مراعاة العامل القبلي واحتواء الأصوات الداخلية المعارضة ولو بشكل نسبي. ولكن مع ذلك، فان الاحتقان داخل المخيمات بات جليا ومحسوسا، وعديد أصوات ما فتئت ترتفع منددة بسيادة الريع والاغتناء على حساب مأساة المحتجزين والمتاجرة في المساعدات الإنسانية الدولية، فضلا على أن ما تشهده المنطقة من تحولات وما عاشه العالم برمته من تغيرات كبرى يجعلان القيادة الانفصالية محاصرة بأسئلة وتطلعات أبناء المخيمات، وإلحاحهم على ضرورة السعي نحو حل يضمن الاستقرار والأمن والسلام ورفع المعاناة. الجبهة الانفصالية تتوفر لها اليوم فرصة للانعتاق من الوهم، وصياغة موقف شجاع ينتصر للعقل و...للوطن، ولكن ذلك لن يتحقق مادامت التبعية المطلقة لعسكر ومخابرات الجزائر هي السائدة. أما نظام الجينرالات في الجار الشرقي للمملكة فهو مطالب اليوم بفتح البصر والبصيرة على حقائق الواقع، فوضع مخيمات تيندوف ومصير القيادة الانفصالية يأتيان ليضافا إلى المصاعب الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الداخلية بالجزائر، والى الاحتقان السياسي وتراجع أسعار المحروقات ومرض الرئيس والصراع الجاري لخلافته، وكل هذا يكرس معاناة وسط الشعب الجزائري الذي لا هدف أو اهتمام أو مصلحة له في استمرار عداء بلاده للوحدة الترابية للمغرب. ومادام هذا الوضع مستمرا في الجزائر، والعداء المرضي متفاقم وسط جنيرالات قصر المرادية للمملكة المغربية، فان تعيين فلان أو علان بتيندوف لن يغير شيئا في الواقع. ولهذا المغرب مستمر في يقظته الوطنية وتعبئته من أجل حماية حدوده ووحدته الترابية، وصيانة أمنه واستقراره، ومواصلة ديناميته العامة ديمقراطيا وتنمويا على الصعيد الوطني، بما في ذلك في الأقاليم الجنوبية. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته