منذ التغيير الذي طرأ على رأس الطاقم التقني للفريق الوطني، بإعفاء بادو الزاكي من مهامه وتعويضه بالفرنسي هيرفي رونار، لوحظ بروز اسم ناصر لارغيت كمدير تقني وطني، وعدم تردده في إظهار تحمله كامل مسؤوليته، بصفته رئيسا لجهاز بمهام حيوية وأساسية داخل المنظومة الكروية بصفة عامة. فقد شكل تكوين إدارة تقنية وطنية مهيكلة على أسس متينة وواضحة، مطلبا ملحا لما للمؤسسة من أهمية إستراتيجية في توجيه كل ما له طبيعة تقنية داخل منظومة كرة القدم على الصعيد الوطني. وقد اعتبر غياب إدارة تقنية قائمة الذات بما تمثله من أهمية قصوى، من بين الإخفاقات المدوية لكل المكاتب المتعاقبة على تسيير الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عكسه تراكم كثرة التجارب المفلسة على جميع المستويات، وضياع ميزانيات مهمة كان من الأفيد استثمارها في وجهة أخرى، غير تعدد المحاولات الفاشلة. ولم يتم التفكير جديا في منح الإدارة التقنية هيكلة قائمة الذات إلا بداية التسعينيات من القرن الماضي، إذ كانت الجامعات السابقة تكتفي بتكليف شخص متعدد المواهب بالإشراف على الأمور التقنية. ما بين 1992 و1994، وفي عهد إدريس الزموري، تم تعيين حسن حرمة الله مديرا تقنيا، إلا أن غياب الإمكانيات المادية، أفرغ الخطوة من محتواها، ليتم حل الإدارة تلقائيا على إيقاع الاتهامات والاتهامات المضادة. بعد المشاركة بمونديال أمريكا سنة 1994، وحل جامعة الزموري، تحمل حسني بنسليمان مسؤولية الرئاسة، وضع مخطط جديد لإعادة هيكلة المؤسسة، وذلك بالاعتماد على الخبرة الفرنسية، ممثلة في الإطار الفرنسي ميشيل هيدالغو، للإشراف على إدارة تضم عبد الرحمان السليماني، وبعد تجربة قصيرة، غادر الخبير الفرنسي لمنصب، ويعم الفراغ المهول. بعد ذلك تحمل رشيد الطاوسي المسؤولية، ليتم التضحية به مباشرة بعد إخفاق هنري كاسبارزاك في الوصول إلى مونديال كوريا واليابان، بعدها ألبس جمال فتحي معطفا أكبر منه بتعيينه مدير تقنيا أمام استغراب مختلف الأوساط، إلى أن جاءت الخسارة المدوية سنة 2009 أمام الغابون بالدار البيضاء، ليغادر العسكر جامعة كرة القدم، ويفتح المجال أمام جهات أخرى للدخول إلى معترك الجامعة بكل ما يتفرع عنها. مع علي الفاسي الفهري، تم تكوين إدارة تقنية بجناحين، جناح خاص بالمنتخبات الوطنية باستثناء المنتخب الأول يشرف عليه الهولندي بيم فيربيك، وآخر خاص تكوين تحمل مسؤوليته الفرنسي جون بيير مورلان، إلا أن تجزئة المشروع أفرغه مرة أخرى من محتواه، وكان التضارب والارتباك وعدم الوضوح هو سيد الموقف، والنتيجة كما تابع الرأي العام إخفاق على جميع المستويات. غادر فريق الفاسي الفهري مؤسسة الجامعة، وجاء فريق فوزي لقجع، وجاء معه تصور جديد مغاير لما سبق، وقبل الإعلان الرسمي عن الهيكلة سقط المكتب الجامعي وسط دوامة تعيين الأسماء الجديدة، حيث عم التضارب وكثرة التدخلات تحت تأثير لعبة جبر الخواطر والمحاباة، فبين ناصر لاغريت وحسن حرمة الله، وبيير مورلان، طرح الإشكال الحقيقي، وكل جهة كانت تدفع باسمها المفضل، مع العلم أن اسم مورلان فرضه عمله السابق، وما يتطلب ذلك من ضرورة الاستمرارية. في الأول، قيل بأن حرمة الله مكلف بمديرية تكوين الأطر، ومورلان مراقب لمراكز التكوين وتتبع مناهج التكوين بالمراكز الجهوية على مستوى العصب والمراكز التابعة للأندية، أما لارغيت فعين على رأس مديرية المنتخبات الوطنية باستثناء المنتخبين الأول والمحلي. والآن وبعد اتضاح الرؤية وانتفاء الحالات التي فرضت على رئيس الجامعة مسايرة رغبات وأهواء العديد من الجهات التي لا تتردد في التدخل في شؤون كرة القدم الوطنية، ظهر أخيرا ناصر لارغيت وحيدا في " العمارية" كعريس المرحلة، لا ينافسه أي أحد في صلاحياته الواسعة. وننتظر ظهور نتائج العمل الذي تشرف عليه إدارة تقنية موحدة برأس واحدة وبمديريات مختلفة، وبجيش من الأطر والتقنيين وبتكاليف مالية كبيرة.... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته