حملة وطنية وأخرى عالمية من أجل وضح حد لمعاناة بأوجه مختلفة تعطي وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، بمعية وزير العدل والحريات مصطفى الرميد، ووزير الصحة الحسين الوردي، يومه الأربعاء، انطلاقة الحملة الوطنية الثالثة عشرة لوقف العنف ضد النساء، وذلك بتزامن مع إحياء اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي يصادف 25 نونبر من كل سنة. حفل الانطلاق الذي يعقد بحضور القطاعات الحكومية المعنية ومؤسسات وطنية وجمعيات المجتمع المدني ومراصد وطنية وخبراء ومنظمات دولية ووسائل إعلام، سيتم خلاله تقديم عروض حول البرامج والمنجزات الوطنية في مجال مناهضة العنف ضد النساء. وتهدف حملة هذه السنة مواصلة تسليط الضوء على مرتكبي العنف ضد المرأة من خلال تنظيم 12 لقاءا جهويا بكل من مدن أزرو وسيدي سليمان والناظور وفاس وخريبكة وأزيلال والرشيدية وآسفي وسطات وطانطان وكلميم و أكادير، بمشاركة مختلف الفاعلين الجهويين والمحليين المعنيين بالظاهرة، ومنهم فاعلون مؤسساتيون وجمعويون وباحثون جامعيون ووسائل إعلام جهوية ووطنية. في نفس السياق، وتحت شعار "جميعا من أجل وضع حد للعنف ضد المرأة"، ينظم صندوق الأممالمتحدة للمرأة "يونيفيم" بالمغرب، بدوره، مساء يومه الاربعاء، حفل إعطاء الحملة السنوية "16 يوما للعمل من أجل مكافحة العنف ضد المرأة"، والتي تمتد إلى غاية يوم 10 دجنبر، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وتتضمن عدة فعاليات تندرج في سياق تفعيل الجهود من أجل مكافحة الظاهرة. وسيتم في هذا الإطار إضاءة كل من المكتبة الوطنية ومتحف محمد الخامس للفن المعاصر باللون البرتقالي، يومه الأربعاء، مع تنظيم عروض فنية وثقافية حول تيمة العنف ضد النساء. وتندرج هذه الفعاليات في إطار الحملة البرتقالية العالمية التي تمتد على نفس الفترة من كل سنة، وذلك منذ أن أقرها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في سنة 2008، لتحقيق مطلب عالم بدون عنف اتجاه النساء والفتيات. معاناة مستمرة وبالأرقام، تعاني امرأة من ثلاثة عبر العالم من أحد أو عدد من أشكال العنف المختلفة، نفسي، وجسدي، وجنسي أو اقتصادي.. وفي المغرب، وحسب نتائج الدراسة الوطنية حول انتشار العنف ضد النساء التي أجريت في 2009، فإن 62.8 بالمائة من النساء صرحن أنهن تعرضن لأحد أشكال العنف. ولا تنحصر آثار العنف في المعاناة الفردية للنساء بقدر ما تمتد أثاره كذلك إلى المجتمع بسبب إعاقة التقدم في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية، من خلال تكريس مظاهر التمييز واللامساواة وتعميق الفقر والهشاشة في فئة النساء والأطفال. وذلك فضلا عن أنواع أخرى من العنف الممنهج الذي تعانيه هذه الفئة في مجتمعات وبؤر النزاع، حيث يستخدم العنف الجنسي والقتل الوحشي ضد النساء كأداة للحرب والإبادة الجماعية. وتتعرض 35% من النساء والفتيات على مستوى العالم لنوع من أنواع العنف الجنسي. وفي بعض البلدان، تتعرض سبع من كل عشر نساء إلى هذا النوع من سوء المعاملة. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 130 مليون فتاة وامرأة، على القيد الحياة اليوم، قد تعرضت لتشويه أعضائها التناسلية (فيما يعرف بالختان)، ولا سيما في أفريقيا وبعض دول الشرق الأوسط. وعلى الصعيد العالمي، يقدر عدد النساء اللواتي تزوجن ولم يزلن صغيرات ب700 مليون امرأة، منهن 250 مليون تزوجن دون سن الخامسة عشر. ولا تكمل الفتيات اللواتي يتزوجن تحت سن الثامنة عشرة تعليمهن، كما أنهن أيصبحن أكثر عرضة للعنف المنزلي ومضاعفات الولادة.