كنا نعيش كمعتقلين على حبات العدس وفُتات الخبز والقليل من الماء قيادة البوليساريو فاسدة والعائدون إلى أرض الوطن يتحملون مسؤولية تاريخية قال المحجوب السالك، المنسق العام لجبهة معارضة البوليساريو / خط الشهيد، في مداخلة تحث عنوان " قيادة البوليساريو، والمتاجرة بمعاناة أهالينا بالمخيمات"، إن القيادة الفاسدة بمخيمات تندوف تعيش في رغد، وأن معاناة اللاجئين بلغت مستوى لا يمكن تصوره، وأن كل من تفوّه بكلمة حق يعتبر جاسوسا يمسّ بقدسية القيادة التي شكلت جيشا من الجبناء والمنافقين ليكونوا أدانا لها بالمخيم. ووصف المحجوب السالك، في ندوة وطنية، نظمتها الزاوية البصيرية تحث عنوان " من المسيرة الخضراء إلى الحكم الذاتي : اليد الممدودة إلى التعايش والسلم الأبدي " تخليدا للذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء ،أعضاء القيادة ب"الرذلاء"، وقال إن جرائهم تعددت، ودعا إلى عدم الاستغراب من أفعالهم، وقال إن سياراتهم تجرّ فتيات المخيم تحث ذريعة القيام بمهمّة في حين، أن الغرض من ذلك هو الاغتصاب . واستعرض المنسق العام لجبهة البوليساريو/ خط الشهيد، يوم الخميس 12 نونبر 2015، بمقر زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير ببني أعياط، مظاهر الترهيب والتعذيب بمخيمات العار، وذكر العديد من الأسماء التي كانت ضحية جهرها بالحق، وقال أن أفراد بعض العائلات تم تعذيبها ودفنها بعدما احتجت ضد سلوكيات القيادة ،وأكد على أن العديد من الآباء نالوا الإعدام لمجرد أنهم حاولوا الاحتجاج ضد مغتصبي بناتهم .وذكر على أن أعضاء القيادة كانوا يفبركون العديد من المسرحيات من اجل تقديم ضحايا لا حول لهم ولا قوة على اعتبار أنهم هُم مرتكبي جرائم الاغتصاب. وقال السالك، إن الأمن العسكري أو ما يسمى بمخابرات البوليساريو، هو صورة رمزية لأمن الجزائر، ويتشكل من مجموعة من الفاسدين والرذلاء والجلادين الذين تم اختيارهم بعناية لتنفيذ مخططات القيادة الفاسدة، وقد حظوا بامتيازات عدة: السيارات الفارهة، المال النساء ورُخص الدخول إلى مختلف الأماكن، وذلك من أجل أن يبقوا من جهة "متمسكين بالقيادة وتزداد ضمائرهم تعفنا وكرها للأصوات المعارضة ، ومن جهة ثانية لكي يعملوا على تدليل وتحقير الشيوخ في المخيمات". والشيوخ يقول المتحدث، هم فئة نبيلة ومحترمة وبالرغم من ذلك فقد قام هؤلاء الجلادون بحلق لحاهم وحلق اللّحى بالنسبة للساكنة من اكبر درجات التحقير والإهانة. وتحدث المحجوب السالك عن تجربته بسجون مخيمات العار، وقال إننا كمعتقلين كنا نعيش على حبات العدس وفُتات الخبز والقليل من الماء ،وكنا نخرج كل مساء لرمي فضلاتنا بإحدى الآبار، مُكبلين بالسلاسل ومعصومي العينين، ونظرا لتعدّد أشكال التعذيب فقد فضل العديد منا وضع حد لحياته عبر رمي نفسه بقاع البئر عوض العيش بالزنزانة ،وقال إن العديد من السجناء تم اقتيادهم دون محاكمة ، إلى مخافر الجلادين بتهمة التجسس، وقد تمّ تصفية الكثيرين منهم بسبب عدم رضوخهم إلى طلبات الجلادين والقيادة. واستعرض السالك لحظات التعذيب وأنواعه، وقال إن السجن بتندوف، جحيم فوق الأرض وأن الكثير من السجناء فقدوا عقولهم بسبب الترهيب النفسي والتنكيل المتنوع .وقال أيضا، إن البعض من هذه الأشكال لم نسمع بها لا عند ستالين وجلادي الكاجيبي ولا عند أمريكا وجلادي CNN، ولا عند إسرائيل وجلادي الموساد، ولا عند جنوب إفريقيا وجلادي الأبرتايد ولا عند هتلر.. ووصف رجال الأمن العسكري بالمرضى الذين يعيشون على أنين المعذبين، وأصوات الأبرياء والجاهرين بالحق.. وبالرذلاء الذين حضوا بامتيازات خيالية من القيادة الفاسدة ومن الجزائر. وأكد السالك المحجوب أن النظام في البوليساريو،فقد هيبته بعد وقف إطلاق النار في مطلع التسعينات ،وأن ما يسمى بالمؤسسات بدأت تتوارى تدريجيا، وقد ظهر التهريب وسُرقت الممتلكات من طرف القيادة الذين منحت لنفسها حق التصرف في أموال الدعم، وكدّست بذلك أموالا كثيرة وأحدثت مشاريع كبرى خارج المخيم تحسبا للمستقبل، أما اللاجئون فلا زالوا يعانون الفقر والظلم إلى حد الساعة. ووصف المنسق العام لخط الشهيد الوضع بمخيمات تندوف بالمتدهور، وأكد على أن وتيرة المعاناة تزداد يوما عن يوم، وأن البنية التحتية لا وجود لها .وقال إن الأمطار الأخيرة جعلت العديد من الأسر تبيت في العراء بعد 40 سنة من الوهم والتضليل. وأن سياسة القيادة لم تتغير خاصة على المستوى الحقوقي، حيث لازال التعذيب مستمرا حتى بعد وقف إطلاق النار، والكلام الوحيد الذي لازال يرن في الآذان، هو ضرورة تمجيد القيادة وكل من خالف ذلك يكون مصيره السجن بتهمة التجسس . والقمع والإرهاب الذي عمّ المخيمات طيلة هذه السنوات، يقول السالك المحجوب، أعطى للقيادة كامل الحرية الكاملة لاستغلال معاناة الشعب، بحيث كانت تُتاجر بالدعم المالي والمعونات الغذائية التي تُجلب باسم اللاجئين وتباع في مناطق الجوار خاصة بموريتانيا ومالي والجزائر. ويبقى المستفيد الأكبر، هُم أفراد القيادة الذين كانوا لا يملكون شيئا إبان عهد المسيرة الخضراء، واليوم أصبحوا من أصحاب الملايين وحساباتهم البنكية في الجزائر وموريتانيا وأوربا والخليج أمست خيالية، ومشاريعهم التي شملت الفيلات والحمامات والفنادق..، تكاثرت في العديد من الدول ، أما الأطفال والشيوخ والنساء فيعيشون في بيوت من تراب دمّرتها التساقطات الأخيرة التي لم تتجاوز 10 ملم ، وقد تركت يقول المتحدث، أكثر من 85 % من اللاجئين في الهواء الطلق، هذا في الوقت الذي تعيش فيه القيادة وأبناؤها في فيلات خارج تراب تندوف، والغريب أنهم في كل لحظة يجددون طلب الدعم باسم اللاجئين لتجاوز تأثيرات هذه الكارثة، وهُم في الواقع يسعون فقط إلى الاغتناء والثراء ليس إلا. والآن، وبعد مرور أربعين سنة من الشتات والقهر للعائلات الصحراوية بالمخيمات يقول السالك، على كل ضمير حي أن يعمل بجد ومسؤولية لإنهاء هذا النزاع الذي طال أمده والذي استخدمته قيادة الرابوني الانتهازية للمتاجرة بهموم الناس والعيش في رغد جنبا إلى جنب مع أُناس يعيشون في جحيم ومكان حتى الطيور لا تقدر على العيش به. وتماشيا مع موضوع الندوة " من المسيرة الخضراء إلى الحكم الذاتي ..اليد ممدودة للتعايش السلمي الأبدي.. قال المنسق العام، أن هذا التعايش والسلم لن يتم إلا بعد نهاية هذا النزاع وجمع شمل هذه العائلات المشتتة مند أربعة عقود بسبب قيادة فاسدة . إلى ذلك، انتقد محجوب السالك العائدين من تندوف، وقال إنهم يتحملون مسؤولية تاريخية وتساءل كيف لهم بعد أن أخذوا أموالا من الدولة وسكنا لائقا، أن يتربعوا على كراسيهم دون العمل من اجل إعادة المُغرر بهم بتنذوف . وعن مستقبل الصراع، قال المنسق العام لخط الشهيد، إنه بحكم التجربة التي تجاوزت الأربعين سنة، لابد من القول على أنه بسبب هذا الصراع ، خُلقت مافيا بتندوف والجزائر والمغرب أيضا، فحيثما كان هناك شهداء يكون أغنياء حرب، وقال "إننا في خط الشهيد نتألم لأن لدينا نساء وأطفال يعيشون تحث الخيام لمدة أربعين سنة والحل في نظرنا يتمثل في ثلاثة نقط لا غيرها ، وهي ضرورة البدء بفرض انتخابات حرة ونزيهة بمخيمات تنذوف من شأنها إفراز نخبة حقيقية قادرة على التفاوض بجدية مع المغرب لإنهاء النزاع، وثانيا على المغرب أن يُفعّل ميدانيا الحكم الذاتي بالصحراء ،أما الحل الثالث فيتلخص في التقارب مع الجارة الجزائر لإيجاد حل يضمن مصلحة البلدين". وأضاف، أنه خارج هذا الحلول الثلاثة يصعب الحديث عن حل آخر محتمل. واعتبر المتحدث كل ساعة أو يوم أو شهر يمضي بمخيمات العار،هو جريمة في حق الإنسانية تتحمل مسؤوليتها قيادة البوليزاريو والجزائر والأمم المتحدة إضافة إلى المغرب. وقال إننا نعتز بأي حل يكون بين الجزائر والمغرب ينهي العائلات المشددة بتنذوف. ومن جانبه، وصف خادم الطريقة البصيرية مولاي إسماعيل بصير، المسيرة الخضراء بالغالية، لكونها شكلت الحد الفاصل بين الحق والباطل، وقال إن الاحتفاء بالحدث ليس موسميا بقدر ما هو مساهمة فعالة في التعبئة الوطنية الشاملة التي نادى بها العاهل المغربي حين قال في خطابه الأخير من قلب الصحراء المغربية بمدينة العيون "إن تخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء ليس حدثا عاديا أو احتفالا عابرا، بل نريده مرحلة فاصلة في تاريخ استكمال الوحدة الترابية للمملكة." وقال شيخ الزاوية، إن تنظيم الطريقة البصيرية لهذه الندوة العلمية يأتي في إطار تشبثها بأهداف العرش المجيد ومباركة كل الخطوات التنموية لصاحب الجلالة. والمسيرة الخضراء، يقول، بالإضافة إلى كونها تكشف عن عمق التواصل والترابط بين الشعب والملك، هي حدث تاريخي مفصلي بين زمن الاستنزاف وزمن الازدهار والنماء وبين زمن البداوة وزمن التحضر والتعايش السلمي. وقال مولاي إسماعيل بصير، إن مشاركة إخواننا الصحراويين القوية في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة وبكثافة، أظهرت للعالم أجمع ارتباط الصحراوين بوطنيتهم وتواثبهم وبهويتهم المغربية.وان خطاب العاهل المغربي خلال زيارته الأخيرة للصحراء يعد بحق خريطة طريق لمرحلة فاصلة للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، حيث نص من خلاله على إستراتيجية تنموية شاملة تهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي مزدهر ينعكس إيجابا على مختلف فئات المجتمع المغربي وجهاته المتعددة ليتحقق الترابط الوحدوي بين شمال المغربي وجنوبه بل وبين المغرب ودول جنوب الصحراء ..وتلكم هي الأيادي الممدودة للتعايش والسلم الأبدي. إلى هذا، شارك في الندوة أساتذة باحثون وأكاديميون، وقد تدخل بالمناسبة د.رشيد مقتدر أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالدار البيضاء في موضوع : "المشاركة السياسية في الأقاليم المغربية الجنوبية : قراءة في الدلالات و الأبعاد" . كما استعرض الدكتور عبد الرحيم المصلوحي أستاذ العلوم السياسية بالرباط ورئيس الجمعية المغربية للعلوم السياسية من خلال مداخلته " تطورات قضية الصحراء المغربية الراهنة داخل مجلس الأمن " التطورات التي عرفتها القضية منذ المسيرة الخضراء إلى غاية طرح مبادرة الحكم الذاتي في إطار مشروع الجهوية الموسعة . وتناول الدكتور عبد الحكيم بلخطاب أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية و الاجتماعية أكدال موضوع " التعريف بالحكم الذاتي والحلول المقترحة لنزاع الصحراء المغربية "، وتطرق الدكتور أحمد بوجداد أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية و الاقتصادية والاجتماعية أكدال،و رئيس شعبة القانون العام و العلوم السياسية إلى " السياسة الخارجية للجزائر و الوحدة الترابية للمغرب التحديات و الرهانات " .