أصر الفنان المسرحي عبدالإله عاجل على نفي مشاركته في البرمجة الرمضانيات التي أعدتها التلفزة المغربية، رغم حضوره في عملين على الأقل: عروض فرقة مسرح الحي، وسلسلة مداولة. وأكد على أنه لا دخل له في تلك العروض المسرحية، ويتضح أنه غير راض على قرار برمجة هذه العروض. أوضحت له أن ذلك لا يمنعه من الإدلاء برأيه حول الإنتاج الدرامي الوطني وطريقة تدبير التلفزة المغربية لبرمجة هذا الإنتاج خلال الشهر الكريم، غير أنه أصر على عدم الحديث حول هذا الموضوع، مشيرا إلى أنه لا يتابع برامج التلفزة المغربية، وأنه منشغل حاليا بتهييء عرض مسرحي حول المرحوم الفنان حوري الحسين، تحت عنوان»كان هنا»، مذكرا بأن هذا الفنان كان قد وضع حدا لحياته. الطريف أنه حين أراد أن ينطق اسم الفرقة المسرحية التي ستؤدي هذا العرض، حرص على أن يذكرها بحروف مستقلة عن بعضها البعض: «ا ل ك ا ف»، لعله يخشى أن تختلط هذه اللفظة بلفظ الكهف. كان يميز دائما بين عمله في فرقة مسرح الحي -المأسوف عليها- ومسرح الكاف، فإذا كانت الفرقة الأولى تراهن على الشباك، باعتبار أنها تنتمي إلى المسرح الشعبي، حتى لا نقول التجاري، وقد استطاعت بالفعل أن تفوز في هذا الرهان، إذا كان الأمر كذلك، فإن اشتغاله في مسرح الكاف، باعتباره مخرجا بصفة أساسية، جاء لتطبيق مبادئ المسرح التي درسها وتشبع بها، فهو فنان عصامي، يذكر في حوار سابق كان قد خص به بيان اليوم، أنه كان يذهب إلى مكتبات حي الأحباس، وهو صغير السن، ولا يفوت فرصة الاطلاع على مختلف المدارس والاتجاهات المسرحية. وبطبيعة الحال، كان لابد من تصريف هذا المخزون الثقافي الذي اكتسبه، وكانت فكرة مسرح الكاف تختمر لديه، ولم تحن الفرصة لإخراجها إلى حيز الوجود، إلا بعد عدة تجارب صادفها في الطريق، لعل أبرزها تكوينه لثنائي فكاهي بصحبة الفنان حسن فولان، وكان الفضل في ميلاد هذا الثنائي، يرجع إلى مشاركتهما معا في إحدى العروض المسرحية للطيب الصديقي- الطريف أن هذا الفنان نفسه يرجع له الفضل في ميلاد ظاهرة المجموعات الغنائية- وتعتبر الفترة الذي ظهر فيها الثنائي عاجل وفولان، أي الثمانينات من القرن الماضي، بمثابة العصر الذهبي لظاهرة الثنائيات الفكاهية. وعند استشعار انتهاء العمر الافتراضي لهذه الظاهرة، جرى التفكير في جمع نخبة من هؤلاء الفكاهيين ضمن فرقة موحدة، ولم تكن هذه الفرقة سوى مسرح الحي، الذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا. غير أن اشتغال عبدالإله عاجل في هذه الفرقة، يبدو أنه لم يشبع رغباته في التعبير عن ما يختزنه من ثقافة مسرحية، كان يجد في اكتسابها، على الدوام، وكانت منفتحة على مختلفة الأفكار والنظريات التي طبعت المسرح العالمي، ولهذا وجد متنفسه في فرقة أخرى موازية، هي مسرح الكاف، التي أخرج مجموعة من عروضها المتميزة، وهو حاليا يهيئ عرضا مسرحيا جديدا عن الفنان الراحل حوري الحسين. ظلت الدراما التلفزية مع ذلك تشده إليها وتناديه، ولهذا ظهر في العديد من الأعمال، منها ما يحمل طابعا اجتماعيا ومنها ما يحمل طابعا تربويا كما هو الحال بالنسبة لسلسلة ألف لام الخاصة بمحو الأمية، ومن هذه البرامج ما يقوم بتشخيص أحكام قضائية: برنامج مداولة. الطريف أن إصرار الفنان عبدالإله عاجل على نفي مشاركته في البرمجة الرمضانية نفيا قاطعا، يعطي الانطباع بأن المشاركة في الإنتاج الدرامي خلال شهر رمضان بصفة خاصة، هو بمثابة شتيمة أو إهانة، ولعل ذلك يرجع إلى أن هذه البرمجة راكمت العديد من السلبيات والخيبات.