البعد الأسطوري في مسرحية «طانجانيتوس» والثراث الشعبي في عرض «هي والقايد» تواصلت فعاليات الدورة السابعة عشرة للمهرجان الوطني للمسرح بمدينة تطوان أول أمس بانطلاق العروض المسرحية المشاركة في إطار المسابقة الرسمية بكل من قاعتي مسرح سينما إسبانيول، ومسرح المركز الثقافي بالمدينة.. بينما شهدت مدن مرتيل والمضيق والفنيدق عروض الفرق المسرحية المشاركة خارج المسابقة.. وتميز النشاط الثقافي الموازي للمهرجان بعقد لقاء لتقديم وتوقيع الإصدار الجديد «مدارج التتويج» للناقد المسرحي محمد بهجاجي الذي كرسه لمسار الممثل محمد مفتاح، وشهد نفس اليوم لقاء لتقديم وتوقيع العدد الجديد من مجلة «الفنون المغربية» التي يديرها الناقد والإعلامي عبد اللطيف ندير.. فيما يلي التفاصيل.. طانجانيتوس: حكاية أسطورة المسرح ببعده التاريخي الأسطوري حاضر بكل ثقله في مسرحية "طانجانيتوس" التي ألفها الزبير بن بوشتى وأخرجها عبد المجيد الهواس، وقدمتها فرقة باب البحر سينمسرح بسينما اسبانيول بتطوان في إطار فعاليات الدورة السابعة عشر للمهرجان الوطني للمسرح.. فمن خلال الملابس والعناصر المؤثثة للركح، التي تحيل على الحقبة الرومانية، يتم استحضار حكاية الشخصية الأسطورية "هرقل" مع الفاكهة الذهبية، حيث سيكون عليه أن يدخل في صراع مع شخصية "أنطيوس" من أجل الاستحواذ على تلك الفاكهة، رمز القوة والتحدي والتي مهدت لتوسيع نفوذه وتأسيس مدينة طنجيس التي تشكل ماضي مدينة طنجة. إن استحضار هذه الأجواء الأسطورية هو نوع من الإسقاط على وقتنا الراهن المتسم بشدة الصراعات التي تصب في اتجاه إثبات القوة والعظمة ليس إلا. رهان مخرج هذه المسرحية المبدع عبيد المجيد الهواس تم على واجهتين، هو التوفيق بين اللغة التي ترقى بالعمل المسرحي دون أن تخل بعملية التواصل مع المتلقي، وكذا تناول الأسطورة من منظور يأخذ بعين الاعتبار دلالات الحاضر ويبتعد بها عن الجمود. ويبدو أنه توفق في ذلك، بالنظر لتحقق البعد الجمالي للعرض. إن هذه المسرحية هي دعوة للتأمل في واقعنا الراهن بهذا المعنى أو ذاك. المسرحية من تشخيص: رشيدة نايت بلعيد، سلمى المختاري، جهان الخلوي، يونس بنشكور، علاء قداري، وسكينة خمور.. السينوغرافيا من توقيع عبد الحي السغروشني. والملابس لصوفيا معنوي. هي والقائد: تحدي الظلم والقهر بعد أن كنا قد شاهدنا حكاية خربوشة حينما تم تناولها سينمائيا، ها هو المخرج المسرحي حسن مراني علوي، ينقل هذه الحكاية إلى الركح، ويستحضر تحدياتها ضد كل أشكال الظلم والقهر الذي كان القايد عيسى بن عمر رمزا له. حفلت المسرحية التي عرضت بدار الثقافة بتطوان ضمن فعاليات المهرجان، بشتى العناصر الفنية التي تحيل على تراثنا الشعبي، سواء من حيث الغناء والطرب واللباس واللغة الموظفة بكل عنفها وعشقها ووقاحتها كذلك. لقد حرص المخرج على أن يقتصد في الديكور إلى أقصى الحدود فاسحا المجال لجسد الممثلين للتعبير عن مشاعرهم، وتحرير طاقاتهم، ولهذا فإن المسرحية اتسمت بالحركية وبالصراع بين طرفين، أحدهما يمثل السلطة في صورتها السلبية والآخر الفئة المظلومة. هذا الصراع جعل المسرحية أكثر حركية وبالتالي لم يترك ذلك أي مجال للملل، الذي يمكن أن يتسلل للمتلقي خصوصا عندما يتم استحضار حكاية شعبية. لقد استعان المخرج بشتى العناصر لكي يكسر رتابة الحكي، حيث اعتمد بالدرجة الأولى على حركية الممثلين، كما أنه استعان بالشاشة باعتبارها خلفية للعرض، ينقل للمتلقي ما يصعب تبليغه بوسائل أخرى. ومسرحية "خربوشة" من تأليف حميد الطالبي، سينوغرافيا حسن صابر، تشخيص: خالد الزويشي، سارة المكافح ونسرين المنجى. مدارج التتويج: احتفاء بمحمد مفتاح وقع الناقد المسرحي محمد بهجاجي إصداره الجديد "مدارج التتويج" بدار الثقافة بتطوان ضمن فعاليات المهرجان المسرحي، وهذا الإصدار هو عبارة عن احتفاء بالتجربة الإبداعية والحياتية للممثل المغربي محمد مفتاح، بتعدد أبعادها وامتداداتها، وهو بالتالي مقاربة لجيل من المبدعين المغاربة الذين قاوموا هشاشتهم الأولى بعصامية وإيمان إلى أن حققوا التألق. في بنائه لهذه السيرة اعتمد المؤلف على السرد والإنصات إلى صاحب السيرة في محاولة منه لحل إشكالية تتعلق بالذاكرة أساسا، أخذا بعين الاعتبار أن الأمر يتعلق بصفة خاصة بفن عابر هو المسرح. لقد سعى المؤلف إذن من خلال هذا الإصدار المساهمة في توثيق الذاكرة انطلاقا من تفاصيل جزئية . واعتبر محمد مفتاح في هذه الجلسة التي سيرها الفنان المسرحي عبد الحق الزروالي، أن أهم هدية تكريمية يمكن أن تقدم للمبدع هي مثل هذا النوع من الكتب، وتحدث عن الظروف القاسية التي مر بها في حياته الفنية خصوصا في بداية انطلاقته، سيما وأنه يتحدر من أسرة فقير، كما أن ظروف العرض لم تكن ملائمة كما هو الشأن اليوم... مجلة الفنون المغربية أشار الناقد عبد اللطيف ندير في حفل توقيعه لعدد جديد من مجلة الفنون المغربية التي يتولى إدارتها، إلى أن هذه المجلة حديثة العهد، حيث صدر منها لحد الآن خمسة أعداد فقط، وهي تهتم بمختلف أشكال الفنون، غير أن الحيزالأكبرفيها مخصص للمسرح، ويتمثل خطها التحريري في خلق التوازن بين الأجناس الإعلامية، حيث يحضر المقال والحوار والنقد والتغطية.. وذلك حتى لا يمل القارئ. وأوضح أن المجلة تصب في الجهود المبذولة للقيام بالتوثيق لإبداعاتنا الفنية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التوثيق هو أصعب الرهانات التي يرتكز عليها المسار النقدي في جميع المنظومات الثقافية، على اعتبار أنه يعتمد على بيانات ومعطيات وصور، مذكرا في هذا الإطار أن التأريخ للمسرح المغربي بالخصوص يعد صعبا جدا، بالنظر إلى أن الثقافة ببلادنا كانت تعتمد بالأساس على الشفاهي، وبالتالي فإن الكثير من الأعمال المسرحية لم يتم توثيقها، فيلجأ الباحث إلى الإصغاء لمن واكب عن قرب هذه التجارب. برنامج اليوم الجمعة 30 أكتوبر قاعة دار الثقافة (الخامسة مساء) مسرحية «لويزة ونجاة» لفرقة فرجة للجميع قاعة اسبانيول (الثامنة ليلا) مسرحية «التلفة» لفرقة مسرح الأكواريوم قاعة المركز الثقافي الفنيدق (السادسة مساء) مسرحية «تامغارت أيسقلان..» لفرقة الأنامل الساحرة مسرح لالة عائشة بالمضيق (السادسة مساء) مسرحية «حدو وقدو» لمسر الكاف قاعة سينما الريف بالفنيدق (السادسة مساء) مسرحية «أرحبت» لفرقة أريف للثقافة والثراث