حذر رئيس الوزراء البريطاني ووزير خارجيته من أن الدعم الروسي للرئيس السوري سيزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، وسيدفع المعارضة السورية إلى أحضان تنظيم الدولة الإسلامية. وبينما اتهم الرئيس التركي الأسد بممارسة «إرهاب دولة»، اعتبر الأخير أن نجاح تحالف موسكو في الحرب ضد الإرهاب «حيوي» لتجنب تدمير المنطقة بأكملها. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن رئيس الحكومة البريطانية ديفد كاميرون في اليوم الأول للمؤتمر السنوي لحزب المحافظين الذي يتزعمه في مدينة مانشستر وصفه لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعم بشار الأسد «بالخطأ الفادح» للروس والعالم لمساندتهم «السفاح الأسد». واعتبر كاميرون أن التدخل الروسي سيؤدي لمزيد من «التشدد والإرهاب»، ودعا موسكو لتغيير الاتجاه والانضمام للتحالف الدولي في مهاجمة تنظيم الدولة، كما شكك رئيس الوزراء البريطاني في استهداف روسيا لتنظيم الدولة قائلا «معظم الضربات الجوية الروسية كما يمكننا أن نرى حتى الآن استهدفت أجزاء من سوريا لا تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، لكن تخضع لمعارضين آخرين للنظام». وفي الإطار، تحدثت تقارير صحفية عن عزم كاميرون إجراء تصويت في البرلمان البريطاني للموافقة على القيام بعمل عسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ونقلت صحيفة صنداي تلغراف عن كاميرون قوله إنه لن يجري هذا التصويت إلا في حالة تأكده من حصول إجماع في البرلمان. من جانبه، حذر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند من مخاطر التدخل الروسي في سوريا قائلا في كلمته أمام نشطاء حزب المحافظين إن موسكو لا يمكنها محاربة تنظيم الدولة في سوريا ودعم الأسد في الوقت نفسه. واعتبر هاموند أن «دعم روسيا له سيدفع بالمعارضة السورية إلى أحضان تنظيم الدولة الاسلامية ويعزز قوى الشر التي يقول (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين إنه يريد هزيمتها» . من جانبها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن الجهود العسكرية ستكون ضرورية في سوريا، لكنها لن تحل المشكلة، وأكدت أن هناك حاجة لعملية سياسية. وأضافت ميركل لإذاعة دويتشلاند-فونك الألمانية أنه «للتوصل إلى حل سياسي أحتاج كلا من ممثلي المعارضة السورية ومن يحكمون حاليا في دمشق وآخرين أيضا من أجل تحقيق نجاحات حقيقية، ثم الأهم من ذلك حلفاء كل مجموعة». وأشارت في هذا الصدد إلى أن روسيا وأميركا والسعودية وإيران، إضافة إلى ألمانياوفرنسا وبريطانيا، يمكن أن تقوم بدور مهم في التوصل إلى حل سياسي في سوريا. من جانبه حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا من أن تدخلها العسكري في سوريا لدعم نظام الأسد سيعزلها في المنطقة. وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي بمطار أتاتورك بإسطنبول قبيل سفره ضمن جولة تشمل فرنسا ومقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل ببلجيكا، إن ما تقوم به روسيا في سوريا، بما في ذلك الضربات العسكرية التي استهدفت المعارضة السورية المسلحة وتنظيم الدولة الإسلامية، لا يمكن قبولها، في تركيا خاصة. وأكد أردوغان أن التاريخ سيحاسب الدول التي ستقف إلى جوار النظام السوري, مشيرا بذلك إلى دعم روسيا وإيران نظام الأسد، واتهم الأخير بقتل 350 ألف سوري وممارسة إرهاب الدولة. وفي مقابل هذه الانتقادات لروسيا اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن نجاح موسكو وحلفائها في الحرب ضد «الإرهابيين» حيوي لتجنب ما اعتبره تدميرا للمنطقة بأكملها في حال فشل. ورأى الأسد في مقابلة مع قناة إيرين الإيرانية أن ما وصفه بثمن الانتصار ضد الإرهاب سيكون غاليا. وردا على تصريحات المسؤولين الغربيين المتعلقة بالمرحلة الانتقالية في سوريا، قال الأسد للقناة الإيرانية إن هذا الموضوع شأن سوري داخلي، وإنه ليس من حق أي مسؤول أجنبي أن يحدد مستقبل النظام السياسي في بلاده، معتبرا أن قادة الغرب لديهم ما وصفه بحالة ضياع وضبابية في الرؤية وشعور بالفشل في مخططاتهم بسوريا، على حد تعبيره.