الفنان السوري -المغربي بدر رامي يحيي تخت التراث بمعهد العالم العربي بباريس أحيى مؤخرا الفنان، السوري الأصل المغربي المنشأ، بدر رامي سهرتين نموذجيتين في فنون الموسيقى العريقة بمعهد العالم العربي بباريس تحت عنوان" بدر رامي وتخت التراث: الموشح بين الماضي والحاضر" بعد أن قدم سهرة استثنائية على إيقاع الموشحات والقدود الحلبية بالمركب الثقافي سيدي محمد بن يوسف. حول هذا الحضور الباريسي المنفرد،صرح محمد مطالسي، مدير الأنشطة الثقافية بمعهد العالم العربي : » حاول بدر رامي على منواله إضفاء طابع خاص على الموشحات والقدود الحلبية مع المحافظة على ملامح الصورة الأصيلة التي قدمها الفنان الرائد صباح فخري، وذلك من خلال أحاسيسه وأدائه المميز والمتطور، فقد تمكن بدر رامي من إغناء ريبرتوار متنوع لمشاهير الشعراء العرب الكلاسيكيين والمعاصرين. على غرار كبار الفنانين والموسيقيين، عرف كيف يجيد غناء روائع الطرب العربي من الموشح إلى الدور ثم الموال، مرورا بالقدود الحلبية والسماعيات والتقاسيم المنفردة. « على مستوى أنشطة بدر رامي الفنية، فسبق له أن أحيى بأوبرا مدينة ليل الفرنسية سهرة أعادت أمجاد مدينته الأصلية حلب، كما شارك في الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية بالمسرح الكبير بالقاهرة صحبة والده العازف الشهير محمد رامي ورفقة الأوركسترا الكبرى للقاهرة بقيادة المايسترو سليم سالم. تأطيريا شكل صباح فخري مدرسته النموذجية التي انفتح من خلالها على ذخائر الطرب العربي بمرجعياته وأساليبه الغنائية المتعددة في حضرة كبار المطربين والملحنين العرب أمثال الشيخ سيد درويش، وعلي الدرويش، ومحمد عثمان، والشيخ عمر البطش، والشيخ بكري الكردي، والشيخ سلامة حجازي... لقد سبق للفنان بدر رامي أن قدم عرضا موسيقيا كبيرا ومميزا مع أستاذه المرجعي صباح فخري خلال فعاليات مهرجان الثقافة الصوفية بفاس عام 2009، وفي أعقاب هذه المشاركة قدمه للجمهور كحامل لمشعل التراث، وكان حوالي 2000 مستمع، كما عبر له الفنان صباح فخري عن مشاعر محبته و تقديره البالغ بقوله : "أديت قل للمليحة أحسن مني"، وكذا إعجابه بإتقان بدر رامي للغناء بطريقة صباح فخري، رغم أنه ولد ببلده الذي يحبه و ينتمي إليه ''المغرب'' والذي تشبع بأصالته وثقافته، فبدر رامي يقول دائما :"أنا سوري الأصل من مدينة حلب وهذا يشرفني، لكني مغربي أيضا و أقولها بكل فخر واعتزاز، ولي كامل الشرف أن أساهم في كل الأوراش التنموية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بحكمة وتبصر ". ويعد بدر رامي صوتا متميزا على الساحة الفنية في العالم العربي بإجماع عشاق الموسيقى بالشرق الأوسط والمغرب العربي، حيث إنه يتمتع بإحساس خاص ودقة في إيصال معنى وهدف الأغنية للمستمع، فقد استطاع هذا المطرب الموهوب أن ينحت له تجربة فريدة عبر مسار فني حافل يتوزع بين الإشراقات الطربية والمقامات العربية العريقة، مما ساهم بشكل كبير في إشعاع رصيده الفني والإبداعي صحبة فرقة ''أنغام الشرق'' برئاسة والده المايسترو محمد رامي زيتوني. بصوته الشجي أطرب الكثير من المستمعين من خلال إحساسه المتميز وأدائه الراقي، جدير بصوت مطرب عربي كبير يمسك بتلابيب محبيه وجماهيره الذين يتزايدون يوما عن يوم، هكذا عرف بدر رامي كيف يحافظ على عيون فن الطرب، مشنفا أسماع عشاقه من هواة الموسيقى العربية العريقة، حيث أحيى بتألق وامتياز عدة سهرات فنية كبرى، مستعيدا الروائع الطربية والصوفية أيضا، ملتقى القيم الروحية النبيلة. للإشارة، فالفنان بدر رامي أحيى إلى جانب 500 فنان من مختلف بقاع العالم باقة من العروض الفريدة في إطار فعاليات الدورة 21 من مهرجان فاس للموسيقى الروحية كما تألق مؤخرا في أحضان فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الثقافة الصوفية التي احتفت بما يسميه المتصوفون ب"دين المحبة"، من خلال استحضار نماذج خالدة لهذا الصنف من الحب العرفاني، من قبيل رابعة العدوية، وابن عربي، وجلال الدين الرومي وغيرهم. و قد و صف الدكتور فوزي الصقلي، رئيس المهرجان، هذا التألق النوعي اللفنان الطروب بدر رامي بالمساهمة الفعالة عبر الفن الروحي النبيل والراقي في ترسيخ قيم المحبة باعتبارها "أسمى غايات التصوف"، وطاقة من المحبة المتجددة التي تسعى إلى بناء مستقبل مشترك ومجتمع مفعم بالفضائل المثالية.