سلطات الدارالبيضاء تضيق الخناق على الباعة وتفرض عليهم إتاوات تصل إلى 3000 درهما.. تذمر عدد من بائعي الأغنام مما وصفوه بالمضايقات التي قالوا إنهم يتعرضون لها من قبل السلطات المحلية ممثلة في قياد المقاطعات وأعوانهم بالعاصمة الاقتصادية، حيث تكثر محلات بيع الأكباش في الأحياء والدروب مع اقتراب عيد الأضحى. وقال عدد من باعة الأضاحي ممن التقتهم بيان اليوم سواء بمقاطعات أنفا، أو الفداء مرس السلطان، أو عين السبع الحي المحمدي.. إنهم يتعرضون للتهديد بمصادرة أغنامهم وحرمانهم من عرضها سواء بالمحلات و"الكراجات" التي اكتروها لهذا الغرض أو في الفضاءات العمومية التي اعتادوا لسنوات البيع فيها بمناسبة عيد الأضحى، مضيفين، أن السلطات المحلية، تطالبهم بمبالغ مالية مهمة تختلف حسب عدد القطيع، والتي قد تصل إلى 3000 درهما وذلك مقابل الترخيص لهم بعرض أكباشهم في هذه الأماكن. وأفاد عدد من باعة الأكباش بالمحلات التجارية بسيدي معروف أولاد حدو، أن بعض أعوان السلطة يقومون بابتزازهم، حيث يضغطون عليهم بشكل أو بآخر من أجل الحصول على الرشاوى، مبرزين، أن بعضهم فعلا، يذعنون تحت التهديد لهذه الرغبات غير المشروعة ل "المقدمين"، بل ويفضلون دفع هذه "الرشاوى" على الدخول في متاهات قد تتعرض على إثرها أكباشهم للحجز والمصادرة. وأشار هؤلاء الباعة، أنهم اختاروا كراء "الكراجات" من أجل عرض سلعهم بل وتحملوا تكاليف إضافية، تجنبا لكل ما من شأنه عرقلة رواجهم التجاري في هذه المناسبة التي ينتظرونها طوال السنة بفارغ الصبر. وأضافوا أن "العيد الكبير" يشكل لديهم فرصة للتعويض عما بذلوه من مجهودات مادية وبدنية من أجل إنتاج اللحوم، وبخاصة الأكباش المعدة لمناسبة عيد الأضحى، والتي تتطلب رعاية خاصة، من مراقبة بيطرية وتلقيح طيلة فترة عملية التسمين التي تمتد لشهور. ووصف باعة أغنام آخرون هذه الرسوم التي قالوا إن السلطات المحلية تفرضها عليهم، بالمبالغ فيها، موضحين أنها ستؤثر على أسعار الأضاحي وتشكل مزيدا من الإرهاق للأسر الضعيفة خلال هذه المناسبة الدينية التي تتزامن والدخول المدرسي. من جهتهم، ندد عدد من المواطنين بالحملات التي قالوا إن السلطات المحلية تشنها ضد باعة الأغنام الذين يعرضون سلعهم بالمحلات التجارية خلال هذه المناسبة. وقالوا، إن منع هؤلاء من عرض سلعهم في هذه الفضاءات تحت ذريعة الترخيص، هو بمثابة إمعان في تعذيب المواطن والزيادة في متاعبه، موضحين، أن هذه المحلات تجنبهم مشاق التنقل إلى الأسواق البعيدة ويقدم لهم أصحابها خدمات أخرى ممثلة في رعاية الخروف حتى ليلة العيد. من جانب آخر، قال عدد من أرباب الأسر الذين يفضلون اقتناء الأكباش أسبوعا أو أكثر قبل حلول يوم العيد، إن أثمان عرض هذه السلع في الأسواق، رغم اختلافها من بائع لآخر، تعرف في مجملها زيادة كبيرة مقارنة مع السنة الماضية، موضحين، أن ثمن عرض خروف (نوع الصردي) صغير الحجم يبلغ ما بين 2500 و2800 درهما، في حين يصل ثمن عرض خروف من نفس النوع متوسط الحجم 3200 و3800 درهما، أما الخراف كبيرة الحجم من النوع ذاته، فأثمانها تتراوح ما بين 4000 و5500 درهما. ورغم ارتفاع أسعار الأضاحي، فإن حركة بيع الأغنام عرفت انتعاشا ملحوظا في بداية العشرة أيام التي تسبق يوم العيد، حيث يفضل الكثير من المواطنين شراء الأضحية، تفاديا للازدحام بأسواق الغنم وتجنب تقلبات الأسعار المرتبطة بقلة العرض، والتي قد تقضي على آمال أسر ضعيفة تنتظر بفارغ الصبر انخفاض أسعار الأضاحي في الأيام الأخيرة قبل العيد. واشتكى عدد من المواطنين من بعض باعة الأغنام والسماسرة الذين يستغلون هذه المناسبة للرفع من أثمان الأكباش لتبلغ أضعاف أسعارها الحقيقية. وعاب هؤلاء انعدام التتبع والمراقبة من قبل الجهات المختصة، لاسيما، مع وجود منعدمي الضمير، ممن يتلاعبون في جودة الخراف بإعطائها مواد تشكل خطورة على سلامتها الصحية كي يظهروها بشكل يختلف عن حجمها الطبيعي، ويغشون بذلك المشترين الذين قد تضيع أموالهم عندما تنفق هذه الخراف في منازلهم. وارتباطا بموضوع الأضاحي، أفادت معطيات لوزارة الفلاحة والصيد البحري، أن العرض المرتقب من الأغنام والماعز لعيد الأضحى المبارك لعام 1436 يقدر ب 8.8 ملايين رأسا، فيما حدد الطلب من الأضاحي ب 5.30 ملايين رأسا، مبرزة أن العرض كاف لسد الطلب المرتقب. وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها أول أمس الأربعاء، أن العرض المرتقب من الماعز والأغنام يقدر ب 8.8 ملايين رأسا، منها 5 ملايين رأسا من ذكور الأغنام و 3.8 ملايين رأسا من الماعز وإناث الأغنام، فيما يناهز الطلب من الأضاحي 5.30 ملايين رأسا منها 4.80 ملايين رأسا من الأغنام (4.20 ملايين من الذكور و520 ألف رأس من الماعز). وسجلت الوزارة أن الحالة الصحية للقطيع الوطني، خصوصا فيما يخص الأغنام والماعز، تتميز بوضعية صحية جيدة بمختلف جهات المملكة، وذلك بفضل المراقبة البيطرية المستمرة وحملات التلقيح التي تباشرها المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ضد الأمراض المعدية ذات الانعكاسات الاقتصادية الوخيمة. وأشار البلاغ إلى أنه يتوقع تسجيل رقم معاملات يفوق 10 ملايير درهما، سيتم تحويل مجمله إلى العالم القروي، خاصة مع بداية الموسم الفلاحي 2015- 2016، مما سيساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية بالعالم القروي، مذكرا بأن عيد الأضحى يعتبر فرصة لتحسين دخل الفلاحين ومربي الأغنام والماعز على الخصوص، لاسيما في مناطق انتشار الأغنام والدوائر الرعوية.