في تقرير أصدرته وكالة استخبارات الأمن العام اليابانية أكد تقرير أصدرته وكالة استخبارات الأمن العام اليابانية التابعة لوزارة العدل، عن وضعية الإرهاب في العالم لسنة 2015، أن جبهة البوليساريو تساند بعض المجموعات الإسلامية المتشددة ومنها على الخصوص الكتائب المنضوية تحت لواء ما يسمى ب "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". ووصف التقرير مخيمات تندوف بأنها "منطقة غير آمنة" بالنظر إلى ما يتعرض له العاملون بالمنظمات الإنسانية هناك من عمليات اختطاف، إلى جانب ارتباط الجبهة الانفصالية بالجماعات المتطرفة. واحتفظ التقرير الاستخباراتي بتصنيف البوليساريو ضمن لائحة المنظمات الإرهابية التي تهدد الأمن القومي الياباني منذ سنة 2011. وسبق للمغرب أن حذر قبل سنوات من انضمام سكان مخيمات تندوف إلى تنظيم القاعدة، الناشط في الصحراء الأفريقية الكبرى، داعيا المجتمع الدولي إلى مراقبة الأوضاع في تندوف خاصة في ظل تحول البوليساريو تدريجيا إلى منظمة داعمة للإرهاب. يشار إلى أن محمد صالح التامك المندوب العام لإدارة السجون، أكد في تصريحات سابقة أن الجماعات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل والصحراء أصبحت مناصرة لدعاة الانفصال، وأن ما لا يقل عن 100 عضو من البوليساريو ينتمون إلى تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، و"حركة التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا". ويرى مراقبون أن البوليساريو المدعومة من قبل الجزائر تتواطؤ مع الجهاديين وتستنجد بهم كي تعطل مسار الحوار في قضية الصحراء المغربية. هذا وكان تقرير للمركز الدولي للدراسات حول الإرهاب التابع لمجموعة التفكير الأميركية، "بوتوماك إنستيتيوت فور بوليسي ستاديز"، قد دعا العام الماضي إلى تفكيك ميليشيات البوليساريو وإطلاق سراح المحتجزين في مخيمات تندوف، التي أصبحت "مجالا خصبا" لمجندي القاعدة والتهريب بجميع أشكاله. وقال مدير المركز، يوناه ألكسندر، إن المجموعة الدولية "أصبحت مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى العمل على إحصاء سكان مخيمات تندوف"، مبرزا أن هذه المخيمات تمثل "تهديدا للأمن الإقليمي، لكونها أصبحت مجالا خصبا لتجنيد الإرهابيين والمهربين". وحذرت الدراسة، التي تناولت واقع التهديدات الإرهابية بشمال أفريقيا والساحل، من أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعات إقليمية متطرفة أخرى تبحث عن "استغلال الوضع في هذه المخيمات التي تخضع لمراقبة البوليساريو للقيام بحملات تجنيد مكثفة". وفي هذا الصدد، أكدت على ضرورة التحرك الفوري لمواجهة "التهديدات المتنامية للتطرف" بمخيمات تندوف، كما تشهد على ذلك خلاصات أحد التقارير المقدمة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والذي وصف فيها المخيمات ب "قنبلة موقوتة" حقيقية. واعتبر خبراء أمنيون أن الجزائر مسؤولة عما يحصل على أراضيها من تواطؤ بين انفصاليي تندوف والمجموعات الجهادية ومن حالات انتهاك حقوق الإنسان المرتكبة في حق السكان الصحراويين. وشدّدوا على أنه "بموجب مبادئ القانون الدولي، تكون الدولة مسؤولة عن جميع الأعمال المرتكبة على ترابها وعن كل الأشخاص الذين يعيشون فيها أو تابعين لنفوذها الترابي"، ومن هذا المنطلق فإنه يجب على الدولة المحتضنة للبوليساريو أي الجزائر، الإجابة أمام مجلس الأمن عن الأعمال التي تهدد السلم الإقليمي.