تم مساء يوم الأربعاء بمقر ولاية الرباط توقيع برتوكول اتفاق جديد بين ممثلي مستخدمي وعمال النقل الحضري بالرباط ومسؤولي شركة ستاريو التي تدبر القطاع إيذانا بإنهاء حالة الاحتقان التي سادت بين الجانبين طيلة الأسابيع الماضية، والتي أدت إلى شل حركة النقل داخل تراب الولاية عبر خوض إضراب دام ثلاثة أيام متتالية. وأفاد مصدر نقابي من داخل الفيدرالية الديمقراطية للشغل في تصريح لبيان اليوم «أن الاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه خلال جلسة مفاوضات دامت أكثر من أربع ساعات تحت إشراف مسؤولي ولاية الرباط والمندوب الجهوي للشغل، يمكن اعتباره أمرا إيجابيا بل مكسبا مهما لكونه يعيد الاعتبار للعنصر البشري داخل الشركة، ويجعل علاقات العمل تحكمها مقتضيات قانون الشغل بدل علاقات المحسوبية والزبونية». وأوضح أن الاتفاق الموقع يتضمن التزام الشركة بضبط ساعات العمل بشكل قانوني، وصرف تعويض لمجموع المستخدمين والعمال وبدون استثناء ابتداء من شهر شتنبر القادم يضاف إلى الراتب الشهري، على أن يتم تحديد مبلغه لاحقا، هذا فضلا عن صرف منحة لسائقي الحافلات المزدوجة، وتعويض عن الساعات الإضافية، واحترام العطلة الأسبوعية وكذا تسوية مجموع المشاكل العالقة المرتبطة بالملفات الاجتماعية. وأضاف المتحدث أن مسؤولي الشركة تعهدوا بتغيير أسلوب التعامل اتجاه المستخدمين والعمال وجعل العلاقات بين الجانبين تتم بشكل سلس، عبر فتح أبواب الإدارة أمامهم لتلقي شكاياتهم وطلباتهم، على اعتبار أن الاهتمام بالعنصر البشري يعد أحد المنافذ المؤدية نحو إنجاح تدبير القطاع. وأكد عضو المكتب النقابي، أن مسؤولي الشركة، خلال جلسة المفاوضات هذه، أقروا بوجود اختلالات دون أن يحددوا مكامن هذا الخلل، مبرزا أن المستخدمين والعمال الذين عاشوا على مدى الشهور الماضية، أي منذ توقيع عقد التدبير المفوض مع ستاريو، معاناة حقيقية، يعزون الأمر إلى سوء التدبير الذي طال القطاع... وأكد محدثنا أن التوقيت الذي تم إقراره خلال شهر رمضان، واستمرار علاقات الزبونية والمحسوبية التي ينهجها بعض الموظفين المسؤولين بالشركة، كانا بمثابة النقط التي أثارت الكثير من التوتر، بل وأدت بعد ذلك إلى خوض إضراب شل القطاع. وأضاف أن توقيع الاتفاق يعد أمرا مهما، وأن عودة الشركة للاهتمام بأوضاع مستخدميها والارتقاء بها، سيمكن لا محالة من الارتقاء بالقطاع ككل».