قدم حزب التقدم والاشتراكية أول أمس الاثنين المحاور الرئيسية لبرنامجه الانتخابي لاستحقاقات شتنبر 2015، وكشف عن أهدافه وطموحاته الانتخابية، كما أعلن عن اختياره "المعقول" كشعار مركزي مؤطر لحملته خلال هذه المعركة الديمقراطية الأساسية. بداية، تعكس مبادرة الحزب حرصا مبدئيا مألوفا على إعلان التزاماته تجاه الناخبات والناخبين، والتي على أساسها يخوض المعركة الانتخابية ويلتزم بالعمل على الوفاء بها في حال نيله الثقة الشعبية عبر صناديق الاقتراع، ويعني هذا سعي الحزب لتطوير المضمون السياسي والبرنامجي ضمن ممارستنا الانتخابية الوطنية، ذلك أن الانتخابات ليست فقط إجراءات قانونية ومسطرية وتنظيمية وتقنيات وخطط، وإنما هي أكثر جدية من ذلك... التقدم والاشتراكية عرض إذن أمام الرأي العام الوطني تعاقدا سياسيا وأخلاقيا بلا أي ديماغوجية أو شتائم أو سباب، وأكد مرة أخرى أنه حزب جدي يمتلك وضوح النظر وجدية الأفكار والوفاء للمبادئ والثوابت. لم يختر الحزب "المعقول" ليكون لازمة للترديد في الساحات، وإنما صاغ الشعار ليكون ممتدا في كامل منظومة القول والفعل والسلوك والعلاقات. "المعقول" هو بالذات هذا الالتزام السياسي على قاعدة برنامج واقعي وطموح، أي جعل الخطاب الحزبي يقوم على أساس برنامج انتخابي وتعاقدات واضحة تحترم ذكاء المغاربة... "المعقول" هو الوفاء للهوية التقدمية الحداثية للحزب، ولرصيده النضالي التاريخي الذي يزيد عمره اليوم عن سبعة عقود... "المعقول" هو الالتزام الوطني والسياسي تجاه المصالح العليا لبلادنا وشعبنا والتعبير عن انشغالات المغرب والمغاربة، والدفاع عن استقرار البلاد وتقدمها... "المعقول" هو احترام العهود والالتزامات والتحالفات، والحرص على الارتقاء بالخطاب السياسي، وعلى الابتعاد بالسياسة عن درك الدناءة والابتذال... "المعقول" هو صرخة في وجه الجميع، بأن هذا فعلا هو ما تحتاجه بلادنا اليوم، أي ... "المعقول". بهذا، يمنح حزب التقدم والاشتراكية اليوم مضمونا فكريا وسياسيا وأخلاقيا للعملية الانتخابية، ويدعو كل الآخرين إلى الاجتهاد والتنافس في إبداع البرامج والسياسات والرؤى والأفكار والبدائل لمصلحة بلادنا وشعبنا... التقدم والاشتراكية عندما يعلن اليوم عن أهدافه الانتخابية والرقمية، فهو لا يستجدي الفوز من أحد كما يتوهم بعض العميان، وهو لا يمارس حلما في واضحة النهار، وإنما هو يتوجه بطلب الثقة إلى الشعب، أي إلى الناخبات والناخبين، وينطلق من رصيده النضالي، ومن تجاربه الميدانية والتدبيرية ومن الفعل المحلي والجهوي الملموس لمناضلاته ومناضليه... التقدم والاشتراكية عندما اختار آخرون الاحتماء بانحطاط الخطاب وإبداع كل ألوان الشتم والشعبوية، كان هو يجول مختلف مناطق المملكة يقيم التجمعات والمهرجانات السياسية والتنظيمية للحديث مع الناس والتواصل معهم وتأطيرهم، وكانت كل تلك المحطات الشعبية ناجحة بامتياز، ولم يكن يتردد في النزول إلى الميدان بقيادييه ووزرائه وبرلمانييه، وهذا لا ينجح فيه سوى المناضلون الحقيقيون الممتلكون للمصداقية والشرعية، ومن هذه القيم بالذات خرج اليوم برنامج الحزب الانتخابي وشعاره: "المعقول". التقدم والاشتراكية يلج إذن المراحل الأخيرة لاستعداداته التنظيمية واللوجيستيكية والتواصلية المرتبطة باستحقاقات شتنبر2015، وجميع مناضلاته ومناضليه ومختلف هياكله ومنظماته في مقدمة الصفوف من أجل ربح ... التحدي.