القولون العصبي أو مرض العصر كما يقول عنه البعض، من أكثر الأمراض شيوعا بين الناس ذكورا وإناثا، وهو لا يقتصر على فئة عمرية بعينها بل يصيب الكبار والصغار أيضا. يصاحب ظهوره أعراض محددة مثل الانتفاخ وسوء الهضم، والتقلصات، وهي أعراض ليست خطيرة في حد ذاتها إلا أنها مزعجة جدا للمريض. ويعتبر القلق والتوتر والضغوط والانفعالات العصبية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالقولون العصبي، الذي يؤدي إلى حركة غير منتظمة للجهاز الهضمي، مما يصيب الفرد بفترات من الإمساك وأخرى من الإسهال، فضلا عن التقلصات والانتفاخات التي تزعج المريض نفسيا، بالإضافة إلى الشعور بعدم استكمال الإخراج بعد الذهاب للحمام. وتعد التغذية الصحية المتوازنة من حيث الكم والكيف هي مفتاح الحياة السعيدة بعيدا عن الأمراض عموما وبالأخص للمرضى المصابين بالقولون، ويبقى العلاج الدوائي في حالة القولون العصبي مجرد عامل مساعد، بينما العلاج الحقيقي يكمن في إتباع أنظمة غذائية صحية. ومن أهم العوامل والمنتجات الغذائية التي تثير أعراض القولون، البهارات، والأطعمة عالية الدهون، وعدم الاختيار الصحيح أثناء تكوين الوجبة، والأطعمة المقلية، والبقوليات، والمشروبات الغازية، وحمية الطعام كالفلفل الحار والشطة والمخللات. بين راحة القولون والسلوكيات الخاطئة ويعد شهر رمضان من أصعب الأشهر لمرضى القولون إذا لم يتبعوا نظاما غذائيا صحيا في شهر الصوم. لذلك ينصح خبراء التغذية الصائم بتنظيم غذائه والابتعاد عن تناول الأطعمة الدسمة والحلويات. وغالبا ما يصاب البعض بتقلصات شديدة في القولون، بسبب تناول أطعمة غير مناسبة بعد فترة صيام طويلة، بالإضافة إلى أن هناك حساسية تجاه بعض الأطعمة مثل، الثوم، والأطعمة الدسمة. وبالمقابل يعد شهر رمضان فرصة جيدة للتخلص من هذه الأعراض المزعجة، إذا تم اتباع نظام غذائي ملائم. ويلاحظ الكثير من مرضى القولون العصبي أنه في فترة الصيام في شهر رمضان تتحسن أعراض عسر الهضم خصوصا عند تقليل كمية ونوعية الأطعمة الدسمة كالمعجنات والحلويات. كما أن هناك العديد من العادات السيئة التي يحرص عليها بعض الصائمين، مثل تناول الطعام بشكل متقطع منذ لحظة الإفطار إلى السحور ما يربك المعدة ويسبب لصاحبها متاعب كعسر الهضم والقيء والإسهال. لذا ينبغي على الصائم تناول الطعام على فترات محددة وثابتة حتى ينتظم إفراز المعدة ويصبح الهضم سليما فيحتفظ الجسم بطاقته، كما هي قبل الصيام. كيف تحمي القولون؟ وللتخلص من تقلصات القولون، ينصح بتجهيزه في بداية وجبة الإفطار، وذلك عن طريق البدء بتناول الماء مع التمر أو العصائر التي تقوم بتعويض نقص السكر في الدم ، وترسل بدورها إشاراتها العصبية للقولون للاستعداد ويكون ذلك خلال صلاة المغرب ، وهذه الدقائق القليلة لها فائدة مهمة وأساسية في تنظيم عمل القناة الهضمية بعد فترة الصيام. كما يجب أن يراعى في الوجبة الرئيسية الاعتدال في كمية الطعام والابتعاد عن الأطعمة الدسمة والسكريات مع الإقلال من البهارات والأغذية الحارة، مع الاهتمام بتناول الخضروات الطازجة مثل البقدونس والخيار وتناول كميات من الماء والسوائل التي تقي من الإمساك. والأهم تأخير السحور قدر المستطاع للسماح للمعدة بالهضم وللقولون أن يفرغ محتوياته، وتكون مكوناته لبنا وبعض الفاكهة مع الخبز الأسمر الذي يحتوي على الألياف لمساعدة القولون في عملية الهضم والوقاية من الإمساك. ولا بد من تجنب استخدام السوائل المثلجة لأنها تعمل على انقباض الشعيرات الدموية مما يؤدي إلى صعوبة في امتصاص وهضم الطعام. كما يفضل تجنب تناول الفاكهة بعد الطعام مباشرة، حيث يجب تناولها بعد مرور ساعتين على الأقل بين وجبه الطعام والفاكهة، وذلك لأن تناولها بعد الطعام مباشرة يجعلها تتخمر في البطن وتكون عاملا أساسيا في خروج الغازات. وفي حال تناول النشويات، يفضل عدم خلطها بالبروتينات، بل يتم مصاحبتها بالخضروات لتجنب تأثير النشويات على القولون العصبي. تجنب هذه الأطعمة وينصح مريض القولون خصوصا بتجنب الأغذية التي تحتوي على دهون، والتقليل من تناول الكرنب والفول والعدس والفاصوليا لتخمرها في القولون مع إحداث غازات. وفي حالة الإصابة بالإمساك ينصح بالإكثار من الألياف مثل النخالة الكاملة، وتجنب شرب الشاي والقهوة، والابتعاد تماما عن المياه الغازية ومضغ اللبان، لأنها تساعد على ابتلاع كمية كبيرة من الغازات أثناء عملية المضغ. كما يجب الابتعاد عن الوجبات السريعة والدسمة والوجبات المحتوية على كميات كبيرة من البهارات والفلفل الحار وتعويضها بالأطعمة الغنية بالألياف الطبيعية والمتوفرة بكثرة في الفواكه والخضروات ضمن أنواع السلطات.