جدد إدانته للعمليات الإرهاب في تونس وفرنسا والكويت واعتبر قضية شابتي انزكان في منتهى الخطورة عقد المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية اجتماعه الدوري يوم الاثنين 29 يونيو 2015، استهله بتدارس مجمل تطورات الوضع السياسي الوطني، وبعض تطورات المشهد الدولي والإقليمي المتصلة به، حيث جدد تنديده وإدانته الشديدتين للعمليات الإرهابية الإجرامية الشنيعة التي طالت مؤخرا كلا من تونس وفرنسا والكويت، وعبرعن تضامنه المطلق مع ضحايا هذه الجرائم الإرهابية النكراء وتعاطفه مع شعوب هذه الدول الشقيقة الصديقة في هذه المحنة التي تواجهها. وبالمناسبة، توقف المكتب السياسي عند المجهودات الجبارة التي تقوم بها مختلف المصالح الأمنية الوطنية، بمسؤولية رفيعة، وكفاءة عالية، حفاظا على أمن وسلامة وطمأنينة المواطنات والمواطنين، موجها التحية الخالصة لكل الساهرين على ذلك، وداعيا جميع مكونات وهيئات المجتمع المغربي إلى مزيد من اليقظة، والتحلي بالإصرارعلى مواصلة بناء مغرب الحداثة والمؤسسات والديمقراطية والتنمية، كجواب متأصل وعميق عن كل فكر ظلامي رجعي متخلف، قد يحاول، يائسا، النفاذ إلى بلدنا المتسلح بتاريخه الكبير وتجربته الديمقراطية المتفردة. كما تداول المكتب السياسي في حيثيات وسياقات وخلفيات المتابعة القضائية التي وجدت شابتان، بإنزكان، نفسهما عرضة لها، بسبب اللباس بعدما بادرتا إلى طلب الحماية ضد ما تعرضتا له من تحرشات. ومع أن هذه الواقعة تظل أمرا معزولا ومحدودا، فإن المكتب السياسي يعتبرها في منتهى الخطورة ويعبر عن رفضه القاطع لها، ويدعو إلى عدم التساهل أوالتهاون في مواجهة مثل هذه الممارسات والتصدي لها ثقافيا وسياسيا واجتماعيا وتشريعيا، في إطار دولة القانون والمؤسسات، بما لا يدع مجالا لأي نوع من " الاجتهاد ! " من قبل أية جهة كانت، لتبرير غلوها أو تشددها أو ميلها الدفين لمناهضة الخاصيات المغربية الأصيلة، متمثلة على الخصوص، في الانفتاح والتعدد والتسامح، والحرية التي تصان وتتحدد بالقانون والمؤسسات لا بشيء آخر. وفي السياق ذاته، يعرب المكتب السياسي عن احترامه العميق والثابت لسلطة القضاء المستقلة، والكفيلة بإعادة الأمور إلى نصابها، وهو أمل حزب التقدم والاشتراكية في هذا الموضوع بالذات، ويدعو إلى الطي النهائي لهذا الملف عبر حفظ أية متابعة والحرص على عدم تكرار مثل هذه القضايا. كما يعبر المكتب السياسي عن ضرورة أن تتوخى جميع النخب الوطنية، على الخصوص،الحذر من تواتر الوقائع والأحداث التي تجعل من الاهتمام العمومي منصبا حول " قضايا " ذات بعد هوياتي وقيمي، في وقت يعتبر فيه الالتحام الوطني ضروريا وملحا، حول قضايا أكثر مصيرية من قبيل إنجاح معركة التنمية الوطنية الشاملة، ومواصلة الإصلاحات في جميع المجالات والمستويات، والانكباب على استكمال الأوراش المفتوحة في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. إثر ذلك، استمع المكتب السياسي إلى عرض مفصل ودقيق، تقدم به قطب الانتخابات، وانصب حول تفاصيل التحضيرالمؤسسي لمختلف الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وكذا المستجدات التي تحملها مختلف النصوص التي من المنتظر أن تؤطر المحطات المذكورة، مسجلا ارتياحه للتقدم الحاصل، إن على مستوى إعداد النصوص القانونية والتنظيمية ذات الصلة، أو من حيث المضامين الإيجابية التي تحملها، الشيء الذي يؤشر على أن تنظيمها سيتم داخل الآجال المقررة، وعلى أن التطلعات جديرة بأن تكون كبيرة في أن تشكل الانتخابات المقبلة لبنة أخرى من لبنات بناء صرح التجربة الديمقراطية المغربية الصاعدة. بعد ذلك، تداول المكتب السياسي في التقارير الخاصة بالتحضير للاستحقاقات الانتخابية المقبلة على صعيد تنظيمات الحزب وهيئاته المختلفة، حيث سجل ارتياحه لكون أعمال التهيئ تواصل منحاها التصاعدي المطرد، محليا وإقليميا وجهويا، في أجواء يطبعها الحماس والجدية ونكران الذات، داعيا جميع التنظيمات الحزبية إلى رفع درجات التعبئة والعمل على حصر الترشيحات المتعلقة بانتخابات الغرف المهنية قبل 10 يوليوز 2015، وبالحسم في مثيلاتها المتعلقة بالانتخابات الجماعية والجهوية، قبل فاتح غشت المقبل. وفي إطار مراقبة وتتبع الأعمال المقررة، استعرض المكتب السياسي مختلف الأنشطة التي أشرف على تنظيمها خلال الأسبوع المنصرم، وتوقف عند النجاح الكبير الذي تميز به اللقاء الوطني لقطاع التعليم العالي، ويهنئ الرفيقات والرفاق العاملين بهذا القطاع الحيوي داخل صفوف الحزب، على النتائج المثمرة التي تمخض عنها هذا الملتقى، سواء على المستوى التنظيمي، أو السياسي أو الإشعاعي. كما توقف المكتب السياسي عند النشاط الذي نظمه الحزب بالدار البيضاء، تكريما للفنان السنيمائي، المناضل الملتزم، لطيف لحلو، مسجلا رمزية الاحتفاء ودلالاته العميقة، خاصة من حيث ما يشكله الفن من واجهة نضالية أساسية لتطوير المجتمع، والارتقاء بذوقه الجمالي المشترك. وبهذه المناسبة يجدد المكتب السياسي تهانئه الصادقة للرفيق المحتفى به ولكل الرفيقات، والرفاق في قضاء أطر الحزب بالدار البيضاء على المبادرات المقدامة التي يتم اتخاذها، داعيا إياهم إلى المزيد من العمل والمثابرة لتحقيق ما يصبو إليه حزبنا من أهداف. وتطرق المكتب السياسي، أيضا، إلى نجاح اللقاء الجماهيري والتأطيري الذي تمحور حول قضايا المشاركة السياسية للمرأة المغربية، بمبادرة من فرع الحزب بسطات ومنتدى المناصفة والمساواة. كما واصل المكتب السياسي ضبط وتحيين برنامج أنشطة شهر رمضان الكريم، سواء تعلق الأمر بالأنشطة التي تشرف عليها القيادة الوطنية للحزب، أو الأنشطة المزمع تنظيمها بمبادرات محلية أو إقليمية في مختلف ربوع الوطن، ويدعو المناضلات والمناضلين إلى الحرص على جعل أنشطة شهر رمضان مناسبة متجددة للتأطير السياسي، واستقبال المواطنات والمواطنين والتواصل معهم وحمل مطالبهم العادلة. وفي ختام اشغال اجتماعه تداول المكتب السياسي في عدد من القضايا المختلفة، واتخذ بشأنها التدابير اللازمة.