تسبب إلغاء رحلة من مدينة مونتريال بكندا إلى مدينة الدارالبيضاء عبر طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية "VOL AT 209"، أول أمس الأربعاء، في حالة ارتباك وتذمر شديدين في صفوف المسافرين وجلهم مغاربة مهاجرون كانوا يتوقون إلى معانقة الوطن والأهل يوم أمس الخميس. المسافرون الذين كانت رحلتهم مقررة لمنتصف ليل الأربعاء- الخميس، حضروا إلى مطار تريدو بمونريال في وقت مبكر من مساء أول أمس الأربعاء. ورغم الاكتظاظ الشديد وطوابير الانتظار الطويل، أتم المسافرون جميع الإجراءات حيث قاموا بتسجيل بياناتهم وأمتعتهم، وتم نقل هذه الأخيرة إلى الطائرة التي كانت رابضة في المطار، وأتموا كذلك الإجراءات الجمركية قبل أن ينتقلوا إلى قاعة الإركاب، لكن صدمتهم كانت كبيرة عندما سمعوا عبر مكبرات الصوت أن الرحلة قد تم إلغاؤها. أصيب البعض بالذهول فيما دخل البعض الآخر في نوبة عصبية أدت بإحدى المسافرات، وهي مصابة بداء السكري، إلى الدخول في أزمة صحية تطلبت نقلها إلى المصالح المختصة داخل المطار لإعطائها الإسعافات الضرورية. كان من بين المسافرين نساء وأطفال وشيوخ، منهم من قدموا من مدن ومناطق بعيدة، علما أن السفر عبر هذا الخط هو الذي يتيح الوصول مباشرة إلى وجهتم الدارالبيضاء دون المرور عبر محطة مواصلة، وهو ما يجعل الإقبال كبيرا على هذا الخط الذي تتيحه "لارام". لكن إلغاء الرحلة وضع العديد من المسافرين في موقف حرج، خاصة منهم النساء والأطفال والمسنون الذين قدموا إلى المطار مرفوقين بأحد أو بعض الأقرباء، ثم غادر هذا القريب عائدا إلى مسكنه ظنا منه أن المسافرين، إذ وصلوا إلى قاعة الإركاب، لم يبق لهم سوى أن يستقلوا الطائرة. المهاجر المغربي المقيم بكندا، والذي حكى الواقعة بمرارة لبيان اليوم، يقول إنه يقيم قريبا من المطار – مسافة نصف ساعة بالسيارة- وأنه عاد إلى منزله بعد أن ودع زوجته وأبناءه قبل أن يدخلوا إلى قاعة الإركاب، لكنه اضطر إلى العودة إلى المطار لاحقا، حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، بعد اتصال هاتفي من زوجته حيث أخبرته بإلغاء الرحلة. ولكنه تساءل عن وضعية مسافرين آخرين قادمين من مدن وأقاليم أخرى بعيدة، وربما يكونون في وضعية خاصة ويعانون صعوبة في التواصل مع أقربائهم وحتى مع المسؤولين داخل المطار. الأدهى من ذلك أن المسافرين اضطروا إلى مغادرة المطار وهم لا يعرفون موعدا محددا لحضورهم مجددا من أجل السفر. فقد اكتفى المسؤولون بعين المكان بإخبارهم أن الطائرة معطلة وسيتم إصلاحها حال التوصل بقطعة غيار لها من مدينة طورونطو. كما قاموا بإعطاء المسافرين رقما هاتفيا وطلبوا منهم الاتصال في الغد من أجل معرفة الموعد القادم للرحلة. حوالي الساعة الثامنة صباحا من يوم أمس الخميس، وبعد اتصالات عديدة بمركز النداء التابع للشركة، أخبرت موظفة أن هناك رحلة أخرى مقررة في الساعة الثانية عشرة ليوم أمس الخميس، حيث اضطر المتحدث إلينا للإسراع بمغادرة منزله بسرعة رفقة زوجته وأبنائه متوجهين إلى المطار.