نظمت المديرية الجهوية للثقافة بالقنيطرة مهرجان فن القول الرابع بمدينة سيدي يحيى الغرب، بشراكة مع المجلس البلدي وفعاليات المجتمع المدني، يوم السبت الماضي بدار الثقافة، تحت شعار: "فن القول دعامة أساسية لإحياء التراث اللامادي ببلادنا". حضر فعاليات المهرجان حشد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي والجمعوي، وحظي بتغطية إعلامية واسعة من قبل المنابر الورقية والإلكترونية. وقد أصبح هذا المهرجان ديدنا بالمدينة، يسير بخطى تصاعدية على مستوى المحتوى الذي يروم النبش في ذاكرة الجهة اهتماما بالتراث اللامادي. وقد عرفت جل الدورات السالفة تكريم رواد هذا الفن، مثل المرحوم أحمد الطيب لعلج، والمرحوم محمد الراشق، والمرحوم لحسن باديس، (للإشارة فقد تم تكريم هؤلاء أحياء بدار الثقافة)، وكانت هذه الدورة على موعد مع تكريم بنون النسوة، حيث تم تكريم الزجالة والإعلامية المقتدرة نهاد بنعكيدة كوجه إبداعي سطع نجمه في الساحة الثقافية والإعلامية من خلال برنامجها المتميز قصة الناس، ثم الشخصية الدبلوماسية مليكة رشدي ابنة المدينة المنحدرة من أم فيتنامية وأب مغربي، وكان لها شرف افتتاح سفارة المغرب بهانوي (فيتنام)، تشتغل حاليا بوزارة الخارجية. افتتحت أشغال المهرجان على إيقاعات فن القول من خلال مجموعة الفنون الشعبية (ميزميز)، وبعد ذلك قام الأستاذ إدريس الكرش بتنشيط فقرات الأمسية، أعطيت الكلمة في البداية لمحمد سنور المدير الجهوي للثقافة الذي رحب بالحضور مثمنا القيمة الثقافية والتراثية للدورة الرابعة، كما تناول الكلمة علي المليح رئيس المجلس البلدي، الذي أبدى استعداده للتعاون من أجل النهوض بالقطاع الثقافي بالمدينة، وألقى إدريس احريبلة كلمة باسم المجتمع المدني، بين من خلالها مجهودات الفعاليات من أجل إنجاح هذه الدورة مقترحا فضاءات أرحب لاستيعاب جماهير متعطشة لفن القول غصت بها جنبات القاعة. واستمتعت الجماهير الحاضرة بقراءات زجلية راقية من طرف المحتفى بها الزجالة نهاد بنعكيدة، محمد علوش، محمد لعرارصي، الحاج حسن لبرارحي، شكيب اليوبي، إدريس الكرش، وألقى قائد الرمى، وشيخ لكلام الحاج إدريس كريكيبة نماذج من فن القول التراثي، صفق لها الجمهور لما تحمله من قيم نبيلة افتقدناها زمن العنف اللفظي والتلوث القيمي. وتجلت أقوى لحظات الدورة في محطة التكريم، حيث سلمت هدايا للمحتفى بهما، كما سلم الفنان التشكيلي والزجال اليحياوي محمد لعرارصي، لوحات زيتية ذات قيمة فنية عالية للإعلامية نهاد، من بينها لوحة لابنتها أروى، مما ترك في نفسها انطباعا رائعا. كما أعطيت كلمات في حق المحتفى بهما من داخل القاعة، فاحت منها رائحة الوطنية والإخلاص والتشبث برائحة الوطن، لاسيما فيما يتعلق بالمسار الحياتي للدبلوماسية مليكة رشدي التي انهمرت دموعها حسرة على الوالدين، حينما توقف الأساتذة: إدريس الكرش وحسن الكبش والرفالية، عن محطات من تاريخ (لاندوشين) أبانت عن إخلاص عائلة رشدي للأرض والوطن وملك البلاد. وعرفت فقرات المهرجان، قراءات زجلية شبابية واعدة، واختتمت أشغال الدورة بتوقيع ديوان "أنا وراسي" للمحتفى بها. كما عرفت الدورة اهتماما طلابيا قل نظيره، لاسيما طلبة الأسلاك العليا(ماستر ودكتوراة في الثقافة الشعبية). ووعدت اللجنة المنظمة بإعطاء اهتمام كبير للدورة الخامسة، شكلا ومضمونا، تحت شعار: "ماضينا جزء من ذاكرتنا".