قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مئات الآلاف من الأشخاص مهددون بالجوع في جنوب السودان حيث تسبب تصاعد القتال ونقص الغذاء بحرمان البعض مما يمكن أكله باستثناء نبات زنبق الماء. وأضافت المنظمة الإغاثية أول أمس الأربعاء في مناشدة من أجل تقديم منح، أن القتال تصاعد بجنوب السودان في الأسابيع الماضية، وأن من المستبعد استئناف محادثات السلام قريبا. وأوضحت أن أكثر من مئة ألف شخص فروا من الاشتباكات التي دارت في الآونة الأخيرة بين المتمردين والقوات الحكومية لينضموا إلى مليونين شردهم الصراع الذي بدأ في دجنبر 2013. وذكرت اللجنة في بيان "ينبغي التحرك بشكل عاجل لإنقاذ مئات الآلاف من الأشخاص في جنوب السودان من الجوع". وكشفت أن هؤلاء من بين ما يقدر بنحو 4.6 ملايين شخص يواجهون ضعفا شديدا في الأمن الغذائي وسط ارتفاع الأسعار وتناقص المخزونات وفي ظل وضع اقتصادي "كارثي". وقال مدير عمليات الصليب الأحمر لشرق إفريقيا إيريك ماركلاي "إن اللجنة تلقت العديد من التقارير بشأن هجمات مباشرة على المدنيين، وأن فرقها الطبية تقوم بإجراء العمليات الجراحية على مدار الساعة للتعامل مع تدفق الجرحى، كما نوهت اللجنة إلى أن الوضع الإنساني في دولة جنوب السودان يتدهور بشدة". وأضاف "أن هناك حاجة ملحة لاحترام المدنيين دون قيد أو شرط من قبل الأطراف المتحاربة، كما حث وكالات المجتمع الدولي والمساعدات الدولية على اتخاذ إجراءات على نطاق واسع وبشكل فوري"، محذرًا من أنه إذا لم يتحسن الوضع، فإن التهديد سوف يطال حياة مئات الآلاف من السكان في جنوب السودان. وقال رئيس وفد الصليب الأحمر بجنوب السودان فرانز راوشنشتاين في مؤتمر صحفي بجنيف "الكثيرون في منطقة لير (بولاية الوحدة) أكلوا زنبق الماء في الأسابيع الماضية حيث كان وجبتهم الوحيدة". وأضاف متحدثا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جوبا عاصمة جنوب السودان "قد تواصل معدلات سوء التغذية الارتفاع في المناطق التي أبلغ فيها بالفعل عن مستويات حرجة أو خطيرة من سوء التغذية ومنها مناطق في جونقلي وشمال بحر الغزال وولاية أعالي النيل". ويهدف الصليب الأحمر لتوزيع حصص غذائية على 330 ألف شخص هذا العام بجنوب السودان في ثاني أكبر عملية له بأنحاء العالم بعد سوريا. وقال راوشنشتاين "لا أتحدث عن مجاعة في الوقت الحالي... الوضع لم يصل إلى هذا حتى الآن، لكن من الممكن أن نصل إلى وضع أشد سوءا لا سيما في الأشهر الثلاثة أو الأربعة القادمة". وأشار إلى أن القتال تصاعد لعدة أسباب خاصة بشمال ولاية جونقلي وفي ولايتي الوحدة وأعالي النيل، وأكد أنه "في غياب حل سياسي من الواضح أن احتمال البحث عن نصر عسكري يكتسب قوة دافعة مجددا... وأعتقد أن هذه بالتأكيد هي الفترة التي نواجهها".