يعتبر مهرجان الجاز بشالة اليوم أهم مهرجان للجاز الأوروبي في المغرب حيث برمج 190 حفلا موسيقيا منذ إطلاقه في الرباط. فقليلة هي المهرجانات التي ألقت نظرة شاملة ومتجددة على الجاز في بلدان الاتحاد الأوروبي في الفترة الممتدة ما بين 16 و20 شتنبر 2015، سيحتفي مهرجان الجاز بشالة الذي أصبح علامة موسيقية بمرور عشرين سنة من النجاحات واللقاءات الموسيقية البديعة فما هي مقومات نجاح مهرجان الجاز بشالة كل سنة ؟ يتطلع منظمو مهرجان (الجاز في شالة) بالرباط الذي تنظم دورته العشرون في الفترة من 16 إلى 20 شتنبر القادم داخل أسوار موقع شالة التاريخي، الى تكريس أصالة المهرجان وتوطيد العلاقات بين فناني أوروبا والمغرب. وأعلن بيان لمفوضية الاتحاد الأوروبي التي تنظم التظاهرة أن الدورة العشرين ستعرف مشاركة عشر فرق أوروبية بإجمالي 40 موسيقيا من 16 دولة أوروبية إضافة إلى خمس فرق تقدم التراث الموسيقي المغربي. وسجل المنظمون حصيلة حافلة بالمشاريع الفنية التي ولدت من رحم اللقاءات التي أتاحها المهرجان منذ انطلاقته في 1996، بين فنانين من مرجعيات مختلفة. وأورد البيان عن المدير الفني للمهرجان في المغرب، مجيد بقاس، أن "العديد من اللقاءات التي اشتغلنا عليها أفضت إلى مشاريع تعاون موسيقية سافرت خارج المغرب. لقد مكن المهرجان عازفين مغاربة كانوا مغمورين من تطوير قدراتهم على الارتجال والتبادل والحوار مع الفنانين الأوروبيين". وفي هذا الصدد، يقول جان بيير بيسو: "إن أهم ما يُميز مهرجان الجاز بشالة هو تحاشي اعتماد مقاربة تنحصر في الاستهلاك الثقافي بل تتعدى ذلك إلى تنظيم لقاءات صادقة بين عازفي موسيقى الجاز الأوروبيين والفنانين المغاربة. وخلال هذه اللقاءات، يأتي كل فنان بتجربته الموسيقية الشخصية وبالتقاليد الموسيقية التي يحملها معه". بالإضافة إلى العمل المتميز الذي يقوم به كل من جان بيير بيسو ومجيد بقاس كمديرين فنيين لإنجاح الحدث، يجب التذكير بأن العديد من اللقاءات الموسيقية بين الجاز الأوروبي والموسيقى المغربية التي تم تحضيرها وعُرضت في المهرجان تجاوز نجاحها أسوار شالة. ذلك أن المهرجان لا يكتفي بالتعريف بفناني الجاز الأوروبيين، بل يُلقي الضوء كذلك على فنانين مغاربة لا يعرف بعضهم الجمهور يمارسون في المغرب أو خارجه. يقول مجيد بقاس، المدير الفني المغربي: "أنا سعيد للغاية بالمشوار الذي قطعناه منذ انطلاق المهرجان، فقد تحولت العديد من اللقاءات الموسيقية التي اشتغلنا عليها إلى مشاريع موسيقية حقيقية عبرت حدود المغرب، كما مكن المهرجان لعازفين فرادى غير معروفين من تطوير قدراتهم الارتجالية و تعزيز التبادل والحوار الفنيين مع نظرائهم الأوروبيين." ويعد بقاس نموذجا جيدا لهذه النجاحات التي أثمرت ألبومات في أوروبا ومسيرة فنية ناجحة، خصوصا عبر تعاونه مع جوايم كون ورامون لوبيز. كذلك كان شأن العازف الراحل على القانون، صالح الشرقي الذي دعي من قبل عازف الغيثار الفرنسي بيدرو صولير، والمغني الباسكي بينات أشياري الى المشاركة في حفل للجاز ببيربينيان ومهرجان إتكساتسو بمنطقة الباسك الفرنسية. وفي 1997، أفرز اللقاء بين عيساوة وعازف البيانو البلجيكي شارل لووس وعازف الكلارينيت أندري دوني تسجيل أسطوانة في بلجيكا بعنوان "شعور متبادل". كما صدرت في 2002 أسطوانة في ألمانيا بعنوان "بلاتا المغرب" كثمرة لتعاون بين عازف الناي رشيد زروال والمجموعة الألمانية باتا ماسترس. وكذلك سجل علي العلوي وفرقة توم جونسون ألبوما وقدما حفلا مشتركا عام 2010. وتعاون خالد الكوهن في نفس السنة مع ماتيلد رونو وجوناس كنوتسونين في ألبوم صدر بأوروبا. يذكر أن مهرجان جاز شالة، الذي عرف عبر دوراته السابقة تقديم 190 حفلا موسيقيا، رأى النور في موقع الأوداية سنة 1996 بمبادرة من الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء الممثلة في المغرب وكان بمثابة أرضية لتعزيز الحواربين ثقافات شمال المتوسط وجنوبه. ووضعت وزارة الثقافة رهن إشارة المهرجان موقعا كما تعهدت بالفرق الموسيقية المغربية المشاركة ليصبح اللقاء والتمازج بين الجاز الأوروبي والموسيقى المغربية العلامة المميزة للمهرجان. و تُسجل الحفلات في أقراص مدمجة تُعرض على الجمهور في الدورة الموالية.