أجمع ممثلو الائتلاف المغربي للجمعيات المهنية القضائية، أول أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، على أن تأسيس الائتلاف يوم 20 ماي الجاري، يشكل حدثا تاريخيا متميزا، يؤكد على التحام الصف القضائي، وثمرة تواصل بين مكوناته ووعي مهني كبير بمدى أهمية وحدة الأسرة القضائية. وأكد ممثلو الائتلاف، في لقاء صحافي، لتنوير الرأي العام الوطني والدولي ولتسليط الضوء على سياقات وأهداف وآفاق تأسيس هذا الائتلاف، أن أهداف الائتلاف الذي يضم حاليا كل من الودادية الحسنية، ونادي قضاة المغرب، والجمعية المغربية للنساء القاضيات وجمعية المرأة القاضية، يكمن في وضع نصوص تنظيمية، وتكريس ممارسة عملية تجسد الوجود الحقيقي لسلطة قضائية مستقلة بعيدا عن أي تأثيرات أو مزايدات تضمن الحقوق والحريات، للأفراد والجماعات وأمنهم القانوني والقضائي، وتصون كرامة القضاة، انسجاما مع التوجهات الملكية السامية، ومع نص الدستور وروحه ومضامين الإعلانات العالمية والمواثيق والعهود الدولية. في هذا الصدد، قال عبد الحق العياسي، رئيس الودادية الحسنية، في اللقاء الصحافي، إن الدفاع عن استقلالية القضاء يعد أحد أهداف الائتلاف، وأن فكرة تأسيس الائتلاف يفرض نفسه، خصوصا في ظل وضع تسن فيه القوانين في غياب القضاة المعنيين بها وكذا لاسترجاع مجموعة من الحقوق المكتسبة. وأوضح العياسي، أن الائتلاف جاء أيضا للدفاع عن حقوق القضاة . ومن جهته، قال عبد اللطيف الشنتوف رئيس نادي قضاة المغرب، إن تأسيس الائتلاف ينسجم مع التعدد الجمعوي الذي نص عليه دستور 2011 ، وأن الهدف هو التنسيق بين الجمعيات المهنية القضائية في المواقف المشتركة وتوحيد الرؤى في كل مايتعلق بالسلطة القضائية وخدمة المتقاضين والعدالة بشكل عام. أما عائشة الناصري، رئيسة الجمعية المغربية للنساء القاضيات، فاعتبرت أن الائتلاف تأليف بين قلوب القاضيات والقضاة، لخدمة العدالة، والسهر على حريات المواطنين وضمان الأمن القضائي. في حين قالت سعيدة سعد عن الجمعية المغربية للقضاة، إن الغاية من الائتلاف هو خدمة القضاة والمتقاضين، مؤكدة أن العمل الوحدوي يفرض نفسه أكثر من أي وقت مضى، والمساهمة في بناء دولة الحق والمؤسسات. وعن سؤال لبيان اليوم، حول فتح الباب أمام باقي الجمعيات المهنية القضائية، قال العياسي رئيس الودادية الحسنية، إن الباب مفتوح في وجه الجميع، مستبعدا أي إقصاء لأي جمعية وأن الائتلاف ليس ضد أحد. وفي ردهم على باقي الأسئلة المطروحة، أوضح المتدخلون أن الائتلاف سيتخذ الأشكال النضالية بشكل تصاعدي في حال تطلبت وضعية ما ذلك، وأنه سيتم الشروع في عقد لقاءات مع رؤساء الفرق البرلمانية، لتقديم وجهة نظر الائتلاف على شكل مذكرة ترافعية فيما يخص قوانين السلطة القضائية المعروضة على البرلمان. هذا، وقد أدار هذا اللقاء الصحافي الأستاذ محمد الخضراوي، نائب رئيس الودادية الحسنية للقضاة، الذي اعتبر من جهته، أن الائتلاف صيرورة تاريخية طبيعية، وهو آلية إلزامية للدفاع عن السلطة القضائية.