دعم كبير لتعزيز علاقات التعاون والشراكة المربحة للطرفين ترأس جلالة الملك محمد السادس، والرئيس السينغالي ماكي سال، أول أمس الاثنين بالقصر الرئاسي بدكار، حفل تنصيب مجموعة الدفع الاقتصادي المغربية السينغالية. وتعد مجموعة الدفع الاقتصادي المغربية السينغالية بنية أحدثها البلدان لهيكلة علاقات الشراكة الاقتصادية بينهما وإضفاء الدينامية عليها، وتحفيز الإقلاع المشترك، والنهوض بالشراكة بين القطاعين الخاصين بالبلدين، وضمان تتبع إنجاز اتفاقيات بين القطاعين العام والخاص والقطاعين الخاصين بالبلدين. ويأتي إحداث هذه البنية الجديدة تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تعزيز أكثر للعلاقات مع السينغال، البلد الشقيق الذي تقيم معه المملكة شراكة مثمرة ومتعددة الأشكال. كما يأتي إحداث هذه المجموعة انسجاما مع رؤية قائدي البلدين، جلالة الملك والرئيس ماكي سال، الرامية إلى جعل التعاون الثنائي نموذجا على المستوى الإفريقي. وتعكس هذه الآلية الجديدة، التي كانت موضوع مذكرة تفاهم تم التوقيع عليها يوم الخميس الماضي بدكار أمام جلالة الملك والرئيس السينغالي، تنوع الاتفاقيات المبرمة بين المغرب بالسينغال، والإرادة المشتركة في توسيع مجالات التعاون بينهما. ويترأس مجموعة الدفع الاقتصادي المغربية السينغالية، التي ستجتمع مرة كل ستة أشهر، بشكل مشترك، كل من وزيري خارجية البلدين ورئيسي اتحادي أرباب المقاولات بالبلدين. وتضم المجموعة عشرة مجالات للأنشطة تم تحديدها كقطاعات ذات أولوية. ومن شأن هذه الآلية أن تسهم في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين المغرب والسينغال، وإحداث منتدى سينغالي مغربي سيصبح موعدا سنويا بين الفاعلين الاقتصاديين بالبلدين. و في كلمة أمام جلالة الملك و الرئيس السينغالي، أبرز رئيس المجلس الوطني لأرباب العمل بالسينغال، بيدي أنيي الأهمية التي تكتسيها مجموعة الدفع الاقتصادي المغربية السينغالية، موضحا أنها ستقدم دعما كبيرا لتعزيز علاقات التعاون والشراكة المربحة للطرفين، التي تميز العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين والصديقين. وأكد أن هذه الآلية التي تنسجم تمام الانسجام مع رؤية قائدي البلدين جلالة الملك محمد السادس والرئيس ماكي سال، الرامية إلى الرقي بالشراكة الثنائية إلى نموذج للتعاون جنوب –جنوب، قائم على مبادلات مربحة للطرفين، داعيا في هذا الصدد القطاع الخاص بالبلدين للانخراط من أجل تقوية الشراكة النموذجية التي تطبع العلاقات المغربية السينغالية. ومن جهتها، أكدت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح شقرون، أنه، ومن خلال لجانها الموضوعاتية والقطاعية الأحد عشر، التي يترأسها فاعلون اقتصاديون من الجانبين، فإن مجموعة الدفع الاقتصادي تتوخى خلق فرص في مجالات مهمة من قبيل الصناعات الغذائية، والصيد البحري، والمالية، والصناعة، والعقار، واللوجيستيك، والاقتصاد الرقمي والتكوين. وأبرزت أن الهدف من ذلك يتمثل في مضاعفة الاستثمارات، وتحفيز إقلاع فاعلين اقتصاديين جهويين قادرين على إحداث فرص شغل وتشجيع الاندماج الاقتصادي-المالي الإقليمي، داعية إلى تجاوز الإطار الضيق للتجارة وخلق سلاسل متينة ذات قيمة مدعمة من الاستثمار المنتج. وقالت بنصالح شقرون إن الإمكانيات اللازمة لبلوغ هذه الأهداف متوفرة، فالسنيغال، البلد المستقر اقتصاديا والذي يظل نموه معززا، يتوفر على مؤهلات رئيسية، مؤكدة أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، شهد، من جانبه، تحولا عميقا لنسيجه الاقتصادي، وإصلاحات كبرى في ترسانته التشريعية، وتطورا مضطردا لبنياته التحتية. وأوضحت أن هذه الطفرة، التي واكبتها مخططات قطاعية طموحة واتفاقيات للتبادل الحر مع 55 بلدا، جعلت من المملكة فاعلا أساسيا في المنطقة الأورو-متوسطية والإفريقية. وخلصت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب إلى القول، «يحدونا طموح لكي نكون، سويا، فاعلين اقتصاديين إقليميين قويين، في خدمة التنمية المشتركة جنوب-جنوب، خاصة و أن المغرب منخرط بشكل تام في هذه الرؤية التي تنبع، قبل كل شيء، من قناعة راسخة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس»، مشيرة إلى أنه منذ اعتلائه العرش، قام جلالته بزيارة 17 بلدا إفريقيا خلال ثماني جولات ملكية، وهو ما يعكس انتظام المقاربة الإفريقية لجلالته. أما وزير الشؤون الخارجية و السنغاليين بالمهجر السينغالي منكور ندياي، فأبرز أهمية تنصيب مجموعة الدفع الاقتصادي المغربية السينغالية، موضحا أن الأمر يتعلق بمرحلة هامة في الإرادة المشتركة التي تحدو البلدين في بناء المستقبل في إطار شراكة متقدمة ومربحة للطرفين. وبعد أن ذكر بالعلاقات الممتازة العريقة القائمة بين المغرب والسينغال، وبين الشعبين، وكذا بين مؤسسات البلدين، ذكر الوزير السينغالي بالانعكاسات الايجابية لزيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للسينغال، موضحا بهذا الخصوص أن ما لا يقل عن 28 اتفاقية شراكة وقعت بمناسبة هذه الزيارة الملكية. وقال إن هذه الاتفاقيات تترجم الطابع المتميز للعلاقات المتجذرة التي تربط المغرب بالسينغال، مشيرا إلى أنه من خلال مجموعة الدفع الاقتصادي يجدد البلدان التزامهما المضي قدما تحت قيادة قائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس ماكي سال ، من اجل مزيد من تفعيل التنمية والازدهار. ولم يفت الوزير السينغالي التذكير بهذه المناسبة، بحضور المقاولات المغربية بالسينغال، مشددا على أن انخراط الفاعلين الاقتصاديين المغاربة في مختلف قطاعات الاقتصاد بالسينغال دليل على تعزيز الشراكة الثنائية. و من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية و التعاون السيد صلاح الدين مزوار أن التنمية البشرية ، التي تشكل أولوية ثابتة في عهد جلالة الملك، ستظل المحرك الرئيسي للعلاقات الممتازة القائمة بين المغرب والسينغال والتي تكتسي اليوم قيمة نموذجية ومرجعية على الصعيد القاري. وأضاف أن المغرب والسينغال بصدد تشييد نموذج رائد وواعد للشراكة جنوب - جنوب، كقيمة للتنمية والإقلاع الاقتصادي، وهي شراكة شاملة من حيث نطاقها، غنية من حيث مضمونها، جامعة من القطاعات التي تشملها. وتابع أن تنصيب مجموعة الدفع الاقتصادي المغربية السينغالية، تعد التجلي الأفضل لهذه الشراكة، مبرزا أن هذه الآلية المجددة تستلهم نفس قيم التضامن والشراكة والمسؤولية والطموح ، الرامية إلى تشجيع التعاون المشترك من أجل تنمية بشرية ومستدامة والاستثمار المشترك وإرساء شراكات متعددة مربحة للطرفين. وأشار مزوار إلى أن هذه الآلية ستمكن كذلك من تحديد الأولويات وتشجيع بلورة مبادرات اقتصادية مشتركة وكذا تشجيع ظهور فاعلين اقتصاديين إقليميين يساهمون بشكل قوي في خلق فرص الشغل . وخلص وزير الشؤون الخارجية والتعاون إلى أن أمام مجموعة الدفع الاقتصادي المغربية السينغالية تحد كبير يتعين عليها رفعه، يتمثل في كسر الصورة النمطية التي تزعم أن القطاع الخاص بالبلدان الافريقية ينقصه النضج والقدرات التي تمكنه من العمل والبناء المشترك. وإثر هذا الحفل، ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، والرئيس السينغالي ماكي سال، مراسم التوقيع على 12 اتفاقية للشراكة بين القطاعين العام والخاص وبين القطاعين الخاصين. كما جرى تقديم أعضاء الرئاسة المشتركة لمجموعة الدفع الاقتصادي المغربية السينغالية وزيري الشؤون الخارجية للبلدين ورئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب و رئيس المجلس الوطني لأرباب العمل بالسينغال، وكذا أعضاء الرئاسة المشتركة للجان الإحدى عشر للمجموعة، إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس و الرئيس ماكي سال. ويتعلق الأمر بأعضاء الرئاسة المشتركة المغربية السينغالية للجان البنك والمال والتأمين، والفلاحة والأعمال والصيد، والعقار و البنيات التحتية، والسياحة ، و الطاقة و الطاقة المتجددة، والنقل و اللوجستيك، و الصناعة و التوزيع، و الاقتصاد الرقمي، و الاقتصاد الاجتماعي التضامني، و الصناعة التقليدية، و الرأسمال البشري و التكوين و المقاولة. و بهذه المناسبة، أخذت لجلالة الملك و الرئيس السينغالي صورة تذكارية مع أعضاء المجموعة المغربية السينغالية. وجرى هذا الحفل بحضور، على الخصوص، صاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، ومستشارا جلالة الملك، السيدان فؤاد عالي الهمة، وياسر الزناكي، وأعضاء الوفد المرافق لجلالة الملك خلال زيارته للسينغال، والعديد من الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والسينغاليين. **** اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الخمسة عشر في ما يلي اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الخمسة عشر بين القطاعين العام والخاص، والقطاعين الخاصين بالمغرب والسينغال التي تم توقيعها، بالقصر الرئاسي بدكار، أمام جلالة الملك محمد السادس، والرئيس السينغالي ماكي سال، بمناسبة تنصيب مجموعة الدفع الاقتصادي المغربية السينغالية. - مذكرة تفاهم من أجل تنمية حي الأعمال لإفريقيا الغربية بدكار - اتفاقية تعاون في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء المائية - اتفاقية بين مجموعة البنك المركزي الشعبي للمغرب ودولة السنغال - اتفاقية تمويل لإعادة تأهيل مزرعة «رانش دولي»، بين مجموعة «التجاري وفا بنك»، ودولة السينغال - اتفاقية شراكة بين «أطلنتيك ميكروفينانس فور أفريكا» بالمغرب، ووزارة الاقتصاد والمالية والتخطيط السينغالية - اتفاقية استثمار بين شركة «دجى بروموسيون» (مجموعة الضحى السينغال)، ودولة السينغال - بروتوكول اتفاق بين دولة السينغال و«بنك أوف أفريكا كابيتال هولدينغ» و«ماريليس للبناء والأشغال العمومية السينغالية» (ماريليس بي تي بي) - بروتوكول اتفاق بين الدولة السينغالية و«بنك أوف أفريكا كابيتال هولدينغ»، والصندوق السيادي للاستثمارات الاستراتيجية السينغالي (فونسيس سا) - اتفاقية تمويل بين مجموعة البنك المركزي الشعبي للمغرب، و«دجى بروموسيون» (مجموعة الضحى) ووزارة الاقتصاد والمالية والتخطيط بالسينغال - اتفاقية تمويل بين الدولة السينغالية والتعاونية الوطنية لمقاولات نقل البضائع بالسينغال و(بنك أوف أفريكا سينغال)، وقعها وزير الاقتصاد والمالية والتخطيط السينغالي ورئيس مجلس إدارة التعاونية الوطنية لمقاولات نقل البضائع، السيد امبارغو باديان، والرئيس المدير العام لبنك أوف أفريكا كابيتال هولدينغ. - اتفاقية شراكة لتطوير الطاقة الشمسية - بروتوكول تعاون يتعلق بتبادل المنح الدراسية والتداريب لفائدة الطلبة والأطر بالبلدين - بروتوكول اتفاق بين «كازا فينانس سيتي اوتوريتي»، ووكالة الاستثمارات والأشغال الكبرى بالسينغال، - اتفاقية شراكة وتعاون بين مجموعة «التجاري وفا بنك» والوكالة الوطنية لإنعاش الاستثمارات والأشغال الكبرى بالسينغال - بروتوكول اتفاق تعاون استراتيجي لتطوير مشاريع الطاقات المتجددة مندمجة في برنامج «الحزام الأخضر الكبير» بين تحالف «غرين أوف أفريكا» والصندوق السيادي للاستثمارات الاستراتيجية بالسينغال (فونسيس سا) ****