التضارب في الاختصاصات وغياب الرؤية في العمل الذي يقوم به الرجلان فسخت الجامعة المغربية لكرة القدم رسميا عقد حسن حرمة الله مدير التكوين، وأشار بلاغ للجامعة أن ذلك يأتي في إطار إعادة هيكلة الإدارة التقنية الوطنية بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وبعد نقاش مستفيض مع مدير الادارة التقنية. وأضاف البلاغ أن الجامعة قررت فسخ عقد مدير التكوين حسن حرمة الله بداية من 15 ماي الحالي، في هذا الإطار تتقدم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالشكر للإطار الوطني حسن حرمة الله على العمل الذي قام به أثناء ممارسة مهامه متمنية له التوفيق والنجاح . وأكد مصدر جامعي، أن قرار إقالة حرمة الله وطاقمه جاء بسبب خلافاته المتكررة مع المشرف العام على المنتخبات الوطنية، ناصر لارغيت، والذي كان سببا في اتخاذ قرار الإقالة. وأضاف ذات المصدر أن التغيرات التي أحدثها الإطار الوطني حرمة الله عند تقلده مهمة منح الشواهد، لم تكن في محلها، حيث أن بعض الأشخاص الذين أحضرهم عند ارتباطه بالجامعة ليسوا بالكفاءات التي يمكن أن تعطي الشيء الكثير للكرة الوطنية". ويعتبر حرمة الله أحد أفضل الأطر المغربية والعربية في سياسة التكوين ووضع البرامج الرياضية خصوصا في ميدان كرة القدم وحاصل على عدة شهادات عليا من المغرب وفرنسا من بينها دكتوراه الدولة في الاقتصاد من المغرب، ودكتوراه الدولة في التحليل والسياسة الاقتصادية من فرنسا، فضلا عن عدة شواهد في التدريب أبرزها شهادة تدريب تمنح في فرنسا للأطر العليا. وكان التضارب في الإختصاصات هو سر الخلاف بين حسن حرمة الله وناصر لارغيث أن كليهما يحملان صفة "مدير تقني وطني"، وهو المعطى الذي يجب على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن تحسم فيه حتى لا يتداعى ويصبح إشكالا مطروحا أمام أنظارها، علما أن ورش الإدارة التقنية الوطنية كان مطلبا ملحا من الجامعة لتحديد الإستراتيجية الكروية الوطنية التي عاشت قبل خمس سنوات فراغا قاتلا في هذا المجال. كما أن الصراع الخفي بين لارغيت وحرمة الله يأتي في سياق عدم وضوح الرؤية في العمل الذي يقوم به الرجلان، فهما معا يحملا صفة "مدير تقني وطني" وهذه الإشكالية في التسمية فيها أيضا أمورا مبهمة. تجدر الإشارة إلى أن ناصر لارغيت في كل مداخلاته كان يتحدث عن تنسيقه مع رئيس لجنة المنتخبات الوطنية نورالدين البوشحاتي، وحسن حرمة الله كان يتحدث عن تنسيقه مع محمد بودريقة رئيس لجنة التكوين والإستراتيجيات. لذلك فقد كان من الضروري أن تتدخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في شخص رئيسها فوزي لقجع لحسم هذا الصراع الخفي بين الرجلين حتى لا تجد نفسها في ورطة حقيقية.