مباشرة بعد إعلان محمد بودريقة عن استقالته من عضويته داخل المكتب الجامعي لكرة القدم، قلنا إنها مجرد استقالة للاستهلاك الإعلامي، ومحاولة لتصدير الأزمة نحو الجهة الأخرى، والسعي لامتصاص غضب جمهور الفريق، المتذمر من سلسلة النتائج السلبية التي حصدها النسر الأخضر في الدورات الأخيرة. الاستقالة نشرت بالموقع الرسمي لنادي الرجاء، وتضمنت اتهامات مباشرة للجهاز الجامعي، وتلفيق تهم محاربة الرجاء، عن طريق "ارتكاب الحكام أخطاء عانى منها الفريق طيلة الموسم، وحرمته من المنافسة على اللقب". الاستقالة لم تبعث رسميا لإدارة الجامعة، وبقيت حبيسة الموقع الإلكتروني، وهو مؤشر واضح على العقلية التي تطغى على تفكير رئيس الرجاء، والذي لا تهمه مسألة الالتزام أو احترام المواقف التي يعلن عنها، ومصداقية الوعود التي يقطعها على نفسه، يقول ما يشاء ويتراجع متى شاء، يوقع مذكرات تفاهم ولا يعمل بها، كما يمكن أن يلج لمركب محمد الخامس سواء من الباب الرسمي أو القفز من فوق الأسوار، فالأمر بالنسبة له سيان، و"ما كاين حتى مشكل". بودريقة استقالة من منصبه كنائب للرئيس، لكنه أياما فقط بعد الإعلان عن خبر الاستقالة، رحل على وجه السرعة إلى القاهرة لتعويض منصب المغرب الشاغر بعضوية إحدى اللجان بالاحتراف بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهذا الأسبوع كان من المقرر أن يرافق الرئيس إلى "أبو دبي" لتوقيع اتفاقية تعاون مع الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، وكأن شيئا لم يكن. فوزي لقجع الذي يعرف حقيقة تفكير وطموح كل عضو داخل التشكيلة التي اخترها بنفسه، لم يعر اهتماما كبيرا لخبر الاستقالة ولم يعلق عليها كثيرا، كل ما قاله إن إدارة الجامعة لم تتوصل بأي شيء وإذا توصل بها بصفة رسمية، فإنه سيرفضها، وهذا الموقف غير المتسرع، يؤكد أن لقجع لم تزعجه استقالة نائب رئيس الجامعة لأنها بصريح العبارة غير مؤثر داخل قرارات الجامعة، وحتى وإن كان صاحبها يمثل ناديا كبيرا اسمه الرجاء البيضاوي. تصريح رئيس الجامعة الرافض لاستقالة عضو اختاره بنفسه، ولم يتم انتخابه من طرف الجمع العام، يبدو أنه نزل بردا وسلاما على بودريقة، ليواصل حضوره داخل أنشطة الجامعة، يتصرف وكأنه لم يعلن عن أية استقالة، ولم يتهم بعض الجهات داخل الجهاز الجامعي بالتحامل على ناديه. وعليه، فإن السيد بودريقة لم يستقل من عضوية الجامعة، والدليل أنه يواصل حاليا مهامه بصفة رسمية، وأن ما قاله مجرد كذبة تدخل ضمن الأكاذيب المسموح بها خلال شهر أبريل، الموعد السنوي الذي يستغله الكثيرون لاختلاق أخبار في إطار الدعابة، إلا أن دعابة أبريل بالنسبة بودريقة لا تنتهي وتمتد صلاحيتها على طول السنة... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته