خالد الناصري: المعارضة تركز على النصف الفارغ من الكأس المقاربة الشعبوية اللامسؤولة عند بعض الأحزاب رافعة خطيرة لتبخيس الحياة السياسية والتشويش على كل الإصلاحات كريم نيتلحو: تحالف التقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية ساهم في إنجازات مهمة أكد خالد الناصري عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية أن المغرب راكم مجموعة من الإصلاحات الإيجابية منذ المصادقة على دستور 2011 الذي اعتبره "أكثر تقدمية، لأنه دستور توافق وطني كبير". وشدد الناصري، في لقاء تواصلي مع ساكنة الحاجب، الجمعة الماضي، على أن حزب التقدم والاشتراكية، في ظل هذا الدستور الجديد، شارك في الحكومة التي يقودها عبد الإله بنكيران، واضعا نصب عينيه جدلية الإصلاح والتغيير، ومسلحا بقناعة سياسية جريئة وشجاعة قوامها أن تحالف الحزب مع العدالة والتنمية ليس تحالفا من أجل برنامج إيديولوجي، وإنما من أجل توافقات إصلاحية لبرنامج واضح المعالم. وقال الناصري، في هذا اللقاء الذي ترأسه إلى جانب الرفيق كريم نيتلحو عضو الديوان السياسي، والذي احتضنته قاعة الجماعة الحضرية للحاجب، يوم الجمعة الماضي، إن هذه الحكومة، التي يعتبر حزب التقدم والاشتراكية فاعلا أساسيا فيها، راكمت العديد من النتائج الإيجابية سواء في مجال محو الفوارق الاجتماعية، أو ضمان التوازنات المالية دون المساس بالحقوق الاجتماعية، كما استطاعت اقتحام قلعة الملفات الكبرى الحصينة وعلى رأسها مجالات العدالة، وصندوق المقاصة، والخوض في قضايا إشكالات اجتماعية تهم القرب منها الاعتناء بالمطلقات والأرامل، ورفع الحد الأدنى للأجور والمعاش، وإقرار وتوسيع نظام الرميد، والتعويض عن فقدان الشغل. هذا المجهود، يضيف خالد الناصري، في هذا اللقاء التواصلي مع ساكنة إقليمالحاجب والذي حاول مقاربة موضوع "الواقع السياسي بالمغرب: الراهن والآفاق"، يعتبر "حقيقة واضحة لا يمكن تغطية شمسها بالغربال"، داعيا الجميع إلى الإقرار بما أنجزته الحكومة ووزراء حزب التقدم والاشتراكية، والتحلي بالشجاعة في الاعتراف بالتقدم الذي شهدته مجالات عديدة وقطاعات قريبة جدا من المواطنات والمواطنين. في هذا السياق، وجه الناصري خطابا مباشرا إلى المعارضة قائلا: "إن 55 سنة من المعارضة من داخل حزبنا علمتنا الإيمان بدور المعارضة والاعتراف بالحقائق حتى وإن كانت لا تعجبنا وذلك بإعطاء البدائل، لكن في حالة العجز عن الدخول في النقاش السياسي والاجتماعي والاقتصادي تبقى المقاربة الشعبوية اللامسؤولة عند بعض الأحزاب، رافعة خطيرة لتبخيس الحياة السياسية والتشويش على كل الإصلاحات". وندد الناصري، في هذا السياق، بما أسماه "تركيز المعارضة فقط على "النصف الفارغ من الكأس"، مشددا على أن بناء المغرب الجديد يجب أن يمر عبر القضاء على هذه التصرفات من أجل ممارسة السياسة من بوابتها الديمقراطية، وهو ما يدفعنا، يقول المتحدث، إلى الاستمرار ومواصلة السير على الدرب دون الاكتراث بخطب المشوشين، ومع البوح بانزلاقاتهم من خلال الاتصال المباشر بالمواطنين من أجل إبراز الحقيقة. من جانبه، حاول كريم نيتلحو عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في هذا اللقاء التواصلي الذي تميز بحضور نوعي لمختلف الأطياف السياسية، والنقابية، والحقوقية والمدنية، تشخيص وضعية التحالف الإصلاحي الحكومي بين حزب التقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية بإعطاء صورة سياسية مصغرة لمدينة الحاجب التي تحالف بها الحزبان من أجل توافق إصلاحي وساهما في إنجازات على قدر كبير من الأهمية. وشدد الرفيق كريم نيتلحو على أن التحالف بين التقدم والاشتراكية يبقى تحالفا من أجل مصلحة الوطن والمواطنين، مبينا على برنامج محدد ولا يتعلق البتة بتحالف إيديولوجي. وقد شهد اللقاء الذي افتتح بكلمة ألقاها الكاتب المحلي لفرع مدينة الحاجب، استعرض من خلالها الخطوات والأشواط المتعددة والمتواصلة التي عرفتها مسيرة الحزب بالإقليم منذ نشأته، العديد من التدخلات التي حاولت تقديم صورة لواقع وتحديات الحكومة وعلاقة التدبير المركزي بالشأن المحلي بالمنطقة، قبل أن يفسح المجال للعديد من التساؤلات التي ركزت أغلبها على واقع الأمازيغية وموقف الحزب منها. بهذا الخصوص، وفي رده على بعض الأسئلة حول الموضوع، قال خالد الناصري إن "حزب التقدم و الاشتراكية هو أول حزب خصص صفحات جريدته للحديث عن القضية الأمازيغية قبل دسترتها بعقود من الزمن وأن نشأة قناة الامازيغية كانت في عهد الحكومة التي شارك فيها الحزب بحقيبة وزارة الاتصال ووزارات أخرى".