المبدع محمد أكراد الورايني يقدم كتابه الجديد «سراب لا يرى» بالفقيه بنصالح افتتح القاص عبد الله المتقي مؤخرا برحاب نادي القصة بالثانوية التأهيلية بئر أنزران بالفقيه بنصالح، اللقاء مع المبدع محمد أكراد الوريني، بكلمة رحب من خلالها بالمحتفى به، وبممثلي جمعية الأنصار للثقافة بخنيفرة، وبالقاص عبد الواحد كفيح، كما شكر مبادرة جمعية الآباء بالمؤسسة. قرأت الفاتحة على الأطفال ضحايا حادث السير الفظيع بطنطان، ليتناول الكلمة مدير المؤسسة "خليفي كتاني" الذي بعد ترحيبه بالحضور الكريم من كتاب ومبدعين، شكر جمعية آباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسة، وبمبادرة نادي القصة، منوها بتنسيق جمعية الأنصار للثقافة بخنيفرة، التي تسلم من طرف رئيس ذرعا تذكارية تخليدا للمناسبة. في حين أعرب رئيس جمعية الآباء وأمهات وأولياء التلاميذ بمؤسسة بئر أنزران، عن اعتزازه بالنشاط الذي نظمه النادي باستقبال المبدع محمد اكراد الورايني احتفاء بإصداره الجديد، مؤكدا أن الاحتفاء بالكتاب في زمن تراجع وتيرة القراءة، وإدمان التلاميذ على العالم الافتراضي هو محاولة لرد الاعتبار للكتاب، وللبحث عن المعلومة من مصدرها المباشر، مستشهدا بالمقولة الصينية "لا تعطيني كل يوم سمكة بل علمني كيف اصطادها". وقد قدم نائب رئيس جمعية الأنصار للثقافة الأستاذ حميد ركاطة مجموعة من منشورات الجمعية، وكتبا قيمة لرئيس جمعية الآباء بالثانوية التأهيلية بئر أنزران كهدية لمكتبة المؤسسة. وفي كلمته المائزة، عبر رئيس جمعية الأنصار للثقافة بخنيفرة الأستاذ عبد العزيز ملوكي عن اعتزاز الجمعية بتنسيقها، ومشاركتها في اللقاء التواصلي للمبدع محمد أكراد الورايني، الذي اعتبره من معدن نفيس، ورجل كرس وقته للأدب والثقافة، وللفن الفوتوغرافي، مضيفا "ما أحوجنا لتنظيم مثل هذه الأمسيات في مؤسساتنا التعليمية، وفي المراكز الثقافية، ودور الشباب، لأنها فرص لإعادة الاعتبار للكتاب، في زمن طغيان كل ما هو رقمي، كما شكر رئيس المؤسسة، والطاقم الإداري، وهيئة التدريس والتلاميذ، منوها برئيس نادي القصة الأستاذ عبد الله المتقي الذي اعتبره مفخرة للمؤسسة، وللمدينة، والوطن" . بعد ذلك تناول الكلمة الناقد محمد الطويل الذي قدم ورقة حول مجموعة سراب لا يرى للقاص محمد أكراد الورايني، مبرزا العلاقة التركيبية، والدلالية، لعتبة المجموعة، باعتبارها علاقة تكاملية، رغم كونها تركيبية، مقسما مداخلته إلى ثلاثة محاور: 1 - نظرة على الإصدار وقد تطرق خلالها إلى إرهاصات الكتابة عند محمد اكراد الورايني، باعتبار شذرات المجموعة هي ثمرة اشتغال بدأ على صفحات الأنترنيت، كتجربة، لكن بعد اكتمال ملامحها، سيتم نشرها ضمن مؤلف خاص، صدر عن دار الوطن للصحافة والنشر بالرباط سنة 2015 . وعند تحليله لمضامين الشذرات، أشار الناقد محمد الطويل، أنها تشكل وحدة نسقية على شكل قصص قصيرة جدا مترابطة، مختزلة إلى درجة عالية. وأن كل مقطع يحيل على لحظة أو مشهد أو صورة أو موقف أو إحساس شعوري خاطف وفق إيقاعات خفيفة الإيقاع والصورة والوحدة العضوية. في حين أبرز في المحور الثاني، تحول الكتابة الشذرية من الحلولية إلى الانفصال، كاشفا عن التقنيات المعتمدة من طرف الكتاب، كتوظيف الثنائيات الضدية اعتمادا على قاموس خاص أبرز صراعا مع الذات، ومع النفس، والآخر. في حين كشف في المحور الثالث، عن ملمح آخر للكتابة الشذرية في المجموعة، بانطلاقها من الجزء نحو الكل، ومن الوهم نحو الحقيقة. كتابة اعتمدت على التناص في بعض أجزائها مع الخطاب الصوفي، مقدما نماذج من تساؤلات ابرز ارتباط بعض مقاطعها بالفكر الوجودي كذلك "أحسني أرغب في شيء لا أعرف ما هو وإحساس ينبئني أنه لا شيء". وقد خلص العارض في نهاية ورقته إلى أنه ليس هناك شيء يقيني أبدا، مبرزا أن شذرات محمد اكراد الورايني هي بحث عن طريق يوصل للحقيقة، وليقين هو في الواقع طريق برز تواجده في الكتابة حسب ما جاء في أحد الشذرات " أنا اكتب إذن أنا موجود" . بعد ذلك فتح باب المناقشة، أمام التلاميذ الذين أبرزوا عن مؤهلات عالية في سبر أغوار نصوص مجموعة "سراب لا يرى"، كما تم تقديم إضافات وإضاءات حول بعض المفاهيم الذي احتد حولها النقاش من طرف المبدعين الحاضرين، كما قدمت ردود شافية من طرف القاص عبد الله المتقي والقاص محمد اكراد الورايني، ليتم الانتقال إلى فقرة توقيع الكتاب في جو بهيج ، وأخذ صور فوتوغرافية جماعية بمدخل المؤسسة تأريخا للذكرى.