بمناسبة اليوم العالمي للماء، التئم يوم الخميس الماضي شمل كل من وكالة الحوض المائي سوس ماسة، والمرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، وجمعية بييزاج للبيئة والثقافة، وجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، وذلك لتأطير ندوات وأنشطة تربوية وبيئية بمناسبة إحياء اليوم العالمي، وكذلك للوقوف على ما تعانيه منطقة سوس بأكادير من شح وندرة للموارد المائية التي تأخذ منحى تصاعديا كل سنة. كما تندرج هذه المبادرة في إطار تفعيل برنامج للتعاون والشراكة بين المؤسسات المذكورة حول القضايا الراهنة، وإشاعة أهميتها بالوسط المدرسي لدى الأجيال الصاعدة، في إطار برنامج تربوي وتحسيسي يروم إشراك المدرسة المغربية العمومية والخاصة في الاحتفال من خلال الأندية البيئية بنيابة أكادير ادوتنان. وتعتبر هذه المبادرة الأولى من نوعها التي تجمع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني حول قضايا البيئة بالمدرسة المغربية، في إطار مقاربة تشاركية تجعل المتعلم في صلب مشاكل مستقبله التنموي، ومحور الرحى حول الإشكالات التي تعرفها قضية الماء والبيئة على المستويات الكونية الوطنية والجهوية والمحلية، إعمالا لمقولة (فكر كونيا، وبادر محليا). وقد ثم قص شريط الاحتفال باليوم العالمي للماء، بنشاط تربوي بيئي وتثقيفي بمساهمة وتأطير كل من فتيحة فضيل مكلفة بالتواصل والشراكة بوكالة الحوض المائي سوس ماسة، وخديجة السامي مديرة المرصد الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة لسوس ماسة درعة، ورشيد فاسح رئيس جمعية بييزاج للبيئة والثقافة بأكادير الكبير، ومحمد ايطوهار رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بأكادير. الأنشطة التي دامت زهاء يومين انطلقت بمؤسسة القلم الخاصة لفائدة تلاميذ المستوى الإعدادي، من خلال عرض ثلاثة أشرطة بيئية قصيرة ومناقشتها ضمن أسئلة مباشرة واستفسارات مع المتعلمين، وكذلك من خلال القيام بجولة لمعرض منشورات حول تدبير النفايات المنزلية وأساليب الفرز وإعادة التدوير، عبر وسائط من صور توضيحية وكذلك التعرف على التجهيزات الهيدرولوجية بالمنطقة من خلال صور السدود التلية والمتوسطة والكبرى، وأرقام ومعطيات حول الماء وأساليب التدبير والحد من التبذير. وفي اليوم الموالي، قام 20 تلميذا من النادي البيئي للثانوية الإعدادية محمد الشيخ السعدي، بزيارة ميدانية للثانوية الإعدادية القدس بالحي المحمدي، للالتقاء بنظرائهم والاحتفاء باليوم العالمي للماء. وقد استهل النشاط بعرض ثلاثة أشرطة قصيرة مدتها 8 دقائق حول مواضيع: التدبير الوطني للماء، وشريط حول الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، وشريط مصور حول إشكالات وحلول التغيرات المناخية. وقد تخللت مشاهدة الأشرطة، حوارات ونقاشات مباشرة تفاعلية بين التلاميذ والمؤطرين. بعد ذلك قام التلاميذ بزيارة معرض الصور حول البيئة والماء، والاطلاع على تجربة فريدة لإعادة تجميع المياه المستعملة للشرب في حوض، وإعادة استعمالها في ري المساحات الخضراء للمؤسسة بشكل مستدام، لتدبير اقتصاد الماء بالمدرسة. كما تم الإطلاع على مستنبت لغرس شجر الأركان الفريد من نوعه بساحة المؤسسة. وقد خلفت هذه المبادرة التشاركية صدى طيبا في أوساط المتعلمين الذين طورا معارفهم ومكتسباتهم المعرفية والتقنية حول مجالات الماء والبيئة من خلال التفاعل المباشر مع المعنيين ومدبري الشأن البيئي وأدوار المجتمع المدني، وكذا وانفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها والتعرف على قضايا البيئة والماء بصفة عامة، مما يسهم بالرقي بجودة التعليم وجعل التلميذ في صلب العملية التربوية وقضايا الوطن التنموية المستدامة والبيئة. وتعتبر هذه المبادرة تجربة رائدة على المستوى الجهوي والوطني من خلال التفعيل الميداني للميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة في شقها التربوي والتعليمي والتحسيسي. وقد ضرب المنظمون موعدا لتسطير برنامج مستقبلي يكون أكثر شمولية وتعميما في القادم من الأيام بما يخدم الأجيال الصاعدة وعلاقتها المباشرة بالتنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية.