شباب تتراوح أعمارهم ما بين 19 و37 سنة كانوا يستعدون لتنفيذ مشروع إرهابي خطير يمس أمن وسلامة البلاد في أول ظهور إعلامي، بعد تدشين مقره الجديد بسلا، كشف المكتب المركزي للأبحاث القضائية عن تفاصيل تفكيك الخلية الإرهابية التي تطلق على نفسها اسم "أحفاد يوسف بن تاشفين" والتي كانت تنشط في عدة مدن مغربية. وأوضح عبد الحق الخيام والي الأمن، مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، في لقائه مع وسائل إعلام وطنية وأجنبية، أول أمس الاثنين بسلا، أن هذه الخلية التي يصل عدد أفرادها إلى 13 عنصرا، تتراوح أعمارهم ما بين 19 و37 سنة، كانت تستعد لتنفيذ مشروع إرهابي خطير يمس أمن وسلامة البلاد، مشيرا إلى أن هذه الخلية كانت تستهدف شخصيات سياسية ومدنية وعسكرية، بالإضافة إلى مجموعة من الأضرحة، بداعي محاربة "الأوثان" على الطريقة الداعشية. ومن بين الأسماء المستهدفة التي كشف عنها عبد الحق الخيام، بعد إصرار من الصحفيين، الناشط الحقوقي أحمد عصيد، حيث قال إن اسمه "كان يوجد ضمن قائمة الأسماء التي كانت تستهدفها الخلية الإرهابية" إضافة إلى أنها كانت تريد تفجير أضرحة بأبي الجعد، يرجح أن يكون ضريح "سدي بوعبيد الشرقي بتزامن مع موسم هذا الولي". وذكر مدير ما بات يعرف ب "FBI المغرب"، أن عناصر هذه الخلية الإرهابية التي بايعت أبو بكر البغدادي زعيم ما يمسى ب "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أطلقوا على أنفسهم اسم "ولاية الدولة الإسلامية في بلاد المغرب الأقصى أحفاد يوسف بن تاشفين"، وكانوا على اتصال بتنظيم القاعدة، سابقا، قبل أن يربطوا الاتصال بتنظيم "داعش" حيث قاموا بإرسال "جهاديين" إلى العراقوسوريا بتمويل خارجي. وعرض المسؤول الأمني أمام الصحفيين كمية ونوعية المحجوزات التي تم ضبطها بحوزة هذه العناصر الإرهابية، وهي عبارة عن ستة مسدسات و440 خرطوشة حية، ومواد حارقة، و30 زوج أصفاد، ومادة لزجة سامة وصفها عبد الحق الخيام ب "الخطيرة جدا" وقال "إن الخلية كانت تنوي وضعها على أبواب بيوت وسيارات الشخصيات المستهدفة من أجل تنفيذ عمليات الاختطاف على الطريقة "الداعشية". ومن ضمن المحجوزات أيضا، مجموعة من الهواتف والأقراص المدمجة، وثمانية حواسيب، وآلة تصوير ومنظار، بالإضافة إلى مبلغ مالي حدده المتحدث في 7000 درهما. وحول مسار تلك الأسلحة التي ضبطت بحوزة الخلية الإرهابية، والتي كانت مخبأة في أحد البيوت "الآمنة" بمدينة أكادير، أوضح مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية أنه تم إدخال تلك الأسلحة عبر مدينة مليلية المحتلة، وأن التحريات الأولية كشفت أيضا أن أفراد هذه الخلية الإرهابية كانت تخطط لمهاجمة العناصر الأمنية المعروفة باسم "حذر" من أجل الاستيلاء على أسلحتها. وينحدر عناصر خلية "أحفاد يوسف بن تاشفين" من مدن أكادير حيث يوجد زعيم الخلية، وأبي الجعد، وتيفلت، وطنجة، والعيون الشرقية، ومراكش، وتاوردانت، وعين حرودة، كما أن كل أفراد هذه الخلية، ال 13 لم تكن لهم أية سوابق قضائية في إطار قانون مكافحة الإرهاب، ولم يتلقوا أي تداريب بالخارج، الشيء الذي صعب عملية التعقب التي دامت أزيد من 5 أشهر، حسب عبد الحق الخيام الذي أكد على أن عملية إيقاف عناصر هذه الخلية تمت في إطار الاحترام التام للقانون ووفق مقتضيات المسطرة الجنائية، حيث تمت العملية أثناء أوقات العمل القانونية، وتم إشعار عائلاتهم، بالإضافة إلى عرضهم على الطبيب الذي منحهم شهادات طبيبة تثبت حالتهم الصحية، قبل إحالتهم على الحراسة النظرية. وفي سياق متصل، أفاد عبد الحق الخيام، أن المصالح الأمنية تمكنت منذ سنة 2002 إلى غاية السنة الجارية، من تفكيك 132 خلية إرهابية مجموع عناصرها يصل إلى 2720 شخصا، تم إحباط 276 مشروع عمل إرهابي، ضمنه 119 مشروع عملية تفجير و109 مشروع عملية اغتيال و7 مشاريع عميلة اختطاف و41 عملية اقتحام وسطو مسلح. وبحسب مدير "FBI المغرب"، فإن عدد "الجهاديين" المغاربة المقاتلين في صفوف الجماعات الإرهابية، يصل 1354 عنصرا ضمنهم 220 معتقلا سابقا في إطار قانون مكافحة الإرهاب، وعاد منهم إلى المغرب 156 شخصا، قتل منهم 246 شخصا في سوريا و40 شخصا في العراق. ولفت عبد الحق الخيام، الانتباه إلى ظاهرة خطيرة، وهي تواجد أطفال مغاربة ضمن معسكرات التدريب التابع للتنظيم الإرهابي "داعش" في سورياوالعراق، مشيرا إلى أن 185 امرأة مغربية التحقت بتنظيم "داعش" الإرهابي ومعها 135 طفلا.