في حفل نظمته جمعية اجدور للتنمية والثقافة احتفلت مجموعة مدراس اجدور التابعة ترابيا للنيابة الإقليمية باليوسفية باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس من كل سنة، وذلك صبيحة يومه السبت 07 مارس الجاري، بفضاء المدرسة المركزية بالجدور، وهو الحفل الذي شاركت ضمنه جمعية اجدور للتنمية والثقافة التي يترأسها الفاعل الجمعوي الأستاذ عبد الله السعيدي. لحظات احتفالية بامتياز، دأبت من خلالها إدارة المؤسسة في شخص رئيسها نور الدين ادحوحي رفقة ثلة من الأساتذة الفاعلين بالمؤسسة للاحتفال بزميلاتهن في المهنة، كعربون اعتراف بالجميل جراء العمل الجاد التي مافتئت تقوم به مجموعة من الأستاذات العاملات بالمؤسسة لسنوات خلت. أجواء احتفالية بامتياز، تميزت بتميز المناسبة التي تقتضي وقفة تأمل في الأدوار التي تقوم بها الأستاذات العاملات بالعالم القروي، في ظل اكراهات القطاع، والذي يأتي في طليعتها التنقل عشرات الكيلومترات يوميا بعيدا عن الحواضر، لكن ذلك لم يمنعهن من تقديم التضحيات الجسام في سبيل تربية الناشئة والنهوض بحقل التربية والتكوين. المناسبة شكلت لحظة إجلال وإكرام للمرأة عموما ولأستاذات العالم القروي ب م/م اجدور بإقليم اليوسفية على وجه الخصوص، حيث احتفت المؤسسة كذلك بموازاة مع ذلك بمجموعة من النساء القرويات اللائي يترأسن تعاونيات قروية بالمنطقة تشجيعا على جهودهن الرامية للنهوض بالأوضاع التنموية للمرأة القروية بمركز اجدور ونواحيه، كتعاونية الرضا التي ترأسها حفيظة فهمي وتعاونية السعادة التي ترأسها فاطمة الناصري، حيث منحت لهن تذكارات من الأواني الفخارية وشواهد تقديرية إسوة بزميلاتهن ُبعَيْدَ حفل الشاي الذي أقامته المؤسسة على شرفهن،كما تم الاحتفاء بالسيدة حفيظة الجلايدي طباخة بالمؤسسة لعقود. خلال فعاليات هذا اليوم، تم تسطير مجموعة من الأنشطة التي تخص المناسبة، حيث تم الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم على لسان القارئ الأستاذ عبد الناصر دادة، ثم لتتواتر كلمات من الحضور استهلها الأستاذ ابراهيم القندالي مسير الحفل بكلمة افتتاحية ذكر فيها بكون المناسبة شرط يقتضي التذكير بالأدوار التي قامت ولازالت تقوم بها المرأة عموما منذ عصور خلت . نور الدين ادحوحي مدير المؤسسة من خلال كلمته، سجل لحظة من لحظات الاعتزاز بالنساء عموما ونوه بالتضحية التي تقوم بها المرأة بكل تفان وإخلاص ونكران للذات، واستطرد بان الإسلام هو أول من كرم المرأة ليسبق بذلك كل النواميس الكونية مستدلا بأحاديث تفيد بكون الرسول (ص) قد استوصى بالنساء خيرا، وهو في طليعة المربين، على اعتبار انها تتكامل فيها الأخت والأم واالزوجة والبنت، مضيفا أن التاريخ الاسلامي والمغربي سجلا أسماء نسائية بمداد من ذهب، لكن الإسلام كان سباقا إلى تكريم المرأة تكريما عظيما، ورفع من شأنها، وسوى بينها وبين الرجل في أكثر الأحكام، بل فاضلها في أحيان كثيرة عن الرجل، فهي مأمورة مثله بالإيمان ومساوية له في الجزاء، ولها حق التعبير وحق التعليم، ويجب أن تتعلم ما تحتاجه في دينها وهو الدور الذي تساهم فيه الأستاذات من خلال تربيتهن للأجيال الصاعدة وخاصة الفتيات وتشجيعهن على التعلم .كما كرمها باعتبارها أُمّاً ودعا إلى برها وطاعتها والإحسان إليها، وجعل رضاها من رضا الله تعالى، وأخبر أن الجنة عند قدميها، أي أن أقرب طريق إلى الجنة يكون عن طريقها، وحرم عقوقها وإغضابها وجعل حقها أعظم من حق الوالد، وأكد العناية بها في حال كبرها وضعفها، وكل ذلك في نصوص عديدة من القرآن والسنة. واستدل برواية البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ .قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ. الأستاذة سعيدة السياس في معرض كلمتها نيابة عن الأستاذات المحتفى بهن شكرت كل من ساهم في إخراج هذه المبادرة الخيرة إلى ارض الواقع، ونوهت بكون المناسبة لاتشكل لهن لحظة فخر واعتزاز فقط، بمناسبة الاحتفال بعيدهن الأممي، ولكنها أيضا محطة للاحتفال بالرجل الذي ليس سوى شريك أساسي للمرأة في جميع الأدوار التي كانت ولازالت تضطلع بها . وفي تصريح لرئيس جمعية اجدور للتنمية والثقافة عبد الله السعيد لبيان اليوم، قال " أوجه شكري لإدارة المؤسسة وأطرها التربوية"، مسجلا بكون مؤسسة اجدور طالما شكلت فضاء مشجعا للاحتفال بأهم المحطات المفصلية الوطنية والكونية من خلال انفتاحها على مبادرات المجتمع المدني ودورها التربوي الإشعاعي، ضاربا الموعد بالتحضير لقافلة طبية بغضاء المؤسسة ذاتها خدمة للساكنة القروية، كما لم تفته الفرصة للتعبير عن امتنانه بالدور الذي تلعبه المرأة على اعتبارها تشكل قاطرة المجتمع ونصفه الأخر وأن أي مجتمع لايمكنه المضي قدما إلا بتكريم المرأة وإعطاؤها المكانة التي تستحقها . في الختام سلمت جميع الأستاذات العاملات بالمؤسسة شواهد تقديرية وهدايا رمزية اعترافا بالسنوات التي كرسنهن خدمة لأجيال المستقبل كما أقيم حفل شاي على شرف النساء المحتفى بهن .